“إشهار بلون الدم”.. كيف حولت مرتزقة فاغنر جريمة قتل مُروعة إلى “إعلان ترويجي” لسطوتها؟! (شاهد)
شارك الموضوع:
وطن- كشفت صحيفة “إنترسبت” الأمريكية، عن قيام مجموعة فاغنر الروسية -سيئة السمعة خاصة عبر دورها في سوريا وأوكرانيا- قد جعلت من “مطرقة استخدمها أحد أفرادها لقتل سوري هرب من الجيش عام 2017″، رمزاً يمجّد العنف.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الرجل السوري تعرض للضرب بالمطرقة حتى الموت، قبل قطع رأسه وإشعال النار فيه.
مشيرة إلى أنه على مدى السنوات العشر الماضية من تاريخ الحرب السورية، لا يزال مقطع فيديو نُشر عام 2017 لجريمة حرب ارتكبتها مرتزقة فاغنر الروسية، طافياً على سطح الأحداث، بسبب بشاعته.
ويُظهر هذا المقطع المروع، لحظات قتل الجندي السوري “حمادي بوطة” بعد فراره من الجيش السوري، على يد أعضاء مجموعة فاغنر سيئة السمعة.
يذكر أن فاغنر قد واجهت بسبب ذلك الفيديو، غضبًا حقوقياً عالميًا، بالإضافة إلى قضية قانونية ضد المنظمة شبه العسكرية.
ويظهر الفيديو لقطات لبوطة وهو يتعرض للضرب حتى الموت بمطرقة ثقيلة قبل قطع رأس جسده، وإشعال النار فيه.
وهي جريمة نافست أسوأ الفظائع التي نشرها تنظيم الدولة الإسلامية، ومع ذلك، لم يرعب الفيلم كلَّ من شاهده، كما يقول التقرير الذي كتبه الصحفي “مرتضى حسين”.
يشير مرتزقة مجموعة فاغنر إلى كاميرا الفيديو التي تصور التعذيب الوحشي وقتل حمادي البوطة، أحد الفارين من الجيش السوري عام 2017 في سورياثقافة تمجّد العنف
وبحسب حسين، فقد أدى مقطع الفيديو المروع، بين أعضاء مجموعة فاغنر وأنصارها، إلى ظهور ثقافة تمجد العنف ضد غير المقاتلين، والتي تركز بشكل واضح على رمز المطرقة الثقيلة.
حيث تم تبني هذه الثقافة من قبل قادة المجموعة، بما في ذلك مؤسسها يفغيني بريغوزين، الذي حوّل المطرقة الثقيلة إلى جزء من الرموز التي اشتهرت بها المجموعة.
وترتسم على القمصان وغيرها من البضائع مطرقة ثقيلة إلى جانب شعار فاغنر، بينما أخذ كلٌّ من المؤيدين وأعضاء المجموعة يصوّرون أنفسهم وهم يمسكون بمطارق ثقيلة حقيقية، ونماذج مقلدة في الصور التي تتم مشاركتها عبر الإنترنت، وغالبًا ما يرتدون ملابس تُظهر لقطات من عملية القتل الشنعية لبوطة.
وتابع التقرير، أن فاغنر جعلت من المطرقة علامتها الرسمية.
في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في أعقاب قرار رمزي من الاتحاد الأوروبي يصنّف روسيا كدولة راعية للإرهاب، أرسل بريغوزين مطرقة ثقيلة ملطخة بدماء زائفة إلى برلمان الاتحاد الأوروبي.
حملة تجنيد قوية
وتبع ذلك حادثة أخرى قامت فيها مجموعة من القوميين الروس بإلقاء مطرقة ثقيلة على السفارة الفنلندية في موسكو.
وفي الشهر الماضي نشر سيرجي ميرونوف، البرلماني الروسي الذي يرأس حزبًا قوميًا متطرفًا، صورة لنفسه وهو يقف بمطرقة ثقيلة تحمل شعار فاغنر فوق كومة من الجماجم، في تكريم بصري آخر للمجموعة.
وتأتي هذه اللقطات التي توثق الثقافة المروعة المحيطة بمجموعة فاغنر، في وقت تتصاعد فيه داخل الدولة الروسية حملة تجنيد قوية، وتناشد المتطوعين الأجانب، بمن فيهم الأمريكيون، للانضمام إلى المجموعة.
في هذا السياق، قال “كولين. ب” لصحيفة إنترسبت، إن شركة استشارات أمنية واستخباراتية عالمية تراقب نشاط فاغنر عبر الإنترنت.
“إنه أمر منطقي نظرًا للجمهور الذي يحاولون تجنيده، والذين هم، في الأساس، من المعتلين اجتماعيًا”.
مضيفاً: “إن خطة تجنيد فاغنر تذكرنا من نواح كثيرة بتنظيم “داعش”، الذي كان له أساليبه الفريدة في تنفيذ عمليات الإعدام، ووعد مقاتليه بغنائم مماثلة -بما في ذلك الجنس والممتلكات المصادرة من الأقليات في العراق وسوريا– مقابل خدمة”، حسب قوله.
يستعرض سيرجي ميرونوف مطرقة ثقيلة قدمتها له مجموعة فاغنر في 20 يناير 2023تكوين ثقافة عنف
واتُهم مقاتلو فاغنر بالتعذيب والقتل والعنف الجنسي والنهب في العديد من المناطق التي يعمل فيها التنظيم. كما يُنظر إلى وحشيتها بشكل متزايد على أنها جزء من مغرياتها للعناصر المحتمل استقطابهم، لا سيما في الدول الضعيفة والفاشلة، حيث الحكومات غير مهتمة بانتهاكات حقوق الإنسان.
وقال كلارك معلّقاً على الثقافة التي تم تلقينها لمجندين في المجموعة: “ما دمت تنجز المهمة، فلن يسأل أحد أي أسئلة حول سلوكك”. “وهذا جزء من علامتهم التجارية في الوقت الحالي”.
وأضاف التقرير أن تكوين ثقافة عنف في زمن الحرب ليست ثقافة جديدة في روسيا، فخلال الحرب العالمية التي كانت تقودها الولايات المتحدة ضد مناوئيها ظهرت أسلحة معينة، بما في ذلك صواريخ توماهوك التي استخدمتها الولايات المتحدة، عبر القوات الخاصة لضرب الأعداء، وأصبحت جزءًا من ثقافة تمجّد الموت التي تجذّرت بين بعض أفراد الجيش وعلى الأطراف اليمينية في المجتمع الأمريكي.
رسم صورة مروعة عن أنشطتهم
إن انتشار شعار “بانيشر” اليوم في كل مكان، والذي انتشر خلال الحروب وأصبح شائعًا الآن بين ضباط الشرطة محليًا، هو إرث آخر للتأثير الثقافي للحرب في الداخل.
كما أن انتشار شعار “بانيشر” أي (المعاقب)، تم تمجيده في أثناء عمليات الشرطة المحلية، كإرث من تأثير هذه الثقافة على أمريكا.
واستخدمت الولايات المتحدة شركات التعهد الأمني، مثل: “بلاكووتر” التي تورطت في جرائم حرب بالعراق وأفغانستان، ويقوم المرتزقة بفرض أهداف السياسة الخارجية الروسية حتى لو كان وضعهم كمقاول عسكري خاص.
وينتشر مرتزقة فاغنر في أفريقيا والشرق الأوسط؛ حيث إنهم ينفذون أهدافَ السياسة الروسية في الخارج، مع أن حضورهم في هذه البلدان يعطي موسكو مستوًى من الإنكار وإبعاد نفسها عنهم.
فاغنر في أفريقيا
في مالي ولييبا وجمهورية أفريقيا الوسطى، اتهم المرتزقة بارتكاب جرائم حرب واستغلال المصادر الطبيعية مقابل عقود مربحة مع القادة المحليين.
وفي نظام يتمركز حول فلاديمير بوتين، أصبح بريغوجين المدان سابقاً والذي أنشأ شركة تعهدات لتزويد المدارس بالطعام شخصيةً مهمة؛ بل في عداء مع المؤسسة العسكرية. وهناك شائعات عن كونه وشركته من الذين يحاولون تأكيد سلطتهم وتحدي الآخرين.