سوريا.. جثث مكدسة في عفرين وجنديرس والأزمة تتفاقم وسط مطالبات بتدخل دولي عاجل (شاهد)

وطن- تتوالى المشاهد المأساوية الناجمة عن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين 6 فبراير/شباط 2023، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 3000 شخص متسبّباً بمقتل عائلات بأكملها، إضافة لدمار هائل بالممتلكات، تلاه بعد ساعات قليلة زلزال آخر بلغت قوته 7,5 درجات.

موت المئات في مركز مدينة عفرين وجنديرس

وأظهر مقطع فيديو متداول عشرات الجثث ملقاة في ممر أحد المشافي في عفرين ومغطاة، ويُسمع صوت المصور وهو يقول: “يالله لطفك بعبادك يا رب”.

وتظهر مشاهد تالية جثثاً أخرى مكدسة في أماكن أخرى من المستشفى وصوراً لجثث بأكفان سوداء داخل أحد المراكز الصحية.

وتوفي عشرات المدنيين في مركز مدينة عفرين وجنديرس جراء الزلزال وانهيار المباني، وبحسب الأنباء الواردة هناك حتى اللحظة فإن أكثر من 50 ضحية جراء الزلزال في المشافي بمدينة عفرين.

جثث مكدسة في عفرين وجنديرس

لحظة انتشال “جنين” من بطن أمه تحت الأنقاض

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لعدد من عناصر الدفاع المدني بجانب مبنًى منهار في مدينة عفرين، ويبدو أحد العناصر وهو يركض حاملاً جنيناً تم انتشاله من بطن أمه تحت الأنقاض ويلحق به أحد الأشخاص ليناوله بطانية لتغطية الجنين الذي بدا حياً.

ووفق نشطاء، فإن الأم مهجرة من مدينة دير الزور وتوفيت مع عائلتها بأكملها في جنديرس التابعة لعفرين بريف حلب جراء الزلزال المدمر.

وبالرغم من تدخل فرق الإنقاذ والدفاع المدني في منطقة عفرين برفع الأنقاض، فإنهم يواجهون صعوبات جمة بسبب عدم توفر الإمكانيات اللازمة المؤهلة لمواجهة مثل هذه الأزمات.

وبحسب “منظمة حقوق الإنسان في عفرين”، تسبب الزلزال بإحداث تشققات بالقرب من سد ميدانكي والطرقات المحيطة، مما ينذر بكارثة إنسانية وبيئية خطيرة في حال تأثيرها بجسم وهيكل السد، ولهذا يتطلب من السلطات المحلية والجهات المعنية المسؤولة أخذ الحيطة والحذر من الكوارث الطبيعية المحتملة.

وطالبت جمعية “دعم مشاريع أبناء عفرين” من أهالي حلب وعفرين توخي الحذر خلال الـ72 ساعة القادمة والاستعداد للتباعد الآمن والتوجه للأماكن المفتوحة البعيدة عن الأبنية، مشيرة إلى أن هناك تصدعات في مآذن جامع الرحمن في حلب، كما انهارت مأذنة جامع الفاروق المعروفة بجامع (شيخ بكر) الواقعة بحي عفرين القديمة نتيجة الزلزال.

وحصل تصدّع في طريق جسر بحيرة ميدانكي في عفرين، وهناك أنباء عن تشققات وتصدعات في جسر سد ميدانكي التابعة لناحية شران، وذلك نتيجة الزلزال العنيف التي ضرب المنطقة وسط تخوفات من انهيار السد ماري بلفيتا.

العالم يتضامن مع تركيا وسوريا بعد كارثة الزلزال

هذه المشاهد المروعة واللحظات القاسية التي عاشها الأتراك والسوريون منذ صباح الاثنين، أثارت تفاعلاً واسعاً بين النشطاء والمشاهير في المنطقة العربية.

حيث عبّر اللاعب الدولي والكابتن “محمد أبو تريكة” عن تعاطفه وحزنه لما حصل من كارثة الزلزال والمشاهد التي تفطر القلب في تركيا وسوريا، وغرّد قائلاً: “اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك”.

وتابع: “الصور و الفيديوهات للزلزال في تركيا و سوريا مؤلمة للغاية”.

وتقدّم أبو تريكة بالدعاء قائلاً: “اللهم الطف بهم و ارحمهم برحمتك الواسعة ، اللهم احسن احوالهم في أقرب وقت واحفظ الجميع يارب”.

من جانبها، غرّدت الإعلامية الجزائرية بقناة الجزيرة “خديجة بن قنة” قائلةً: “لا حول ولا قوة إلا بالله.. قلوبنا تنزف ولا نملك غير الدعاء.. اللهم ارحمهم وصبّر أهاليهم واحفظ من بقي منهم وسلّمهم من كل شرّ”.

أما الفنان السوري “ناصيف زيتون“، فاعتبر أن سوريا عانت بما فيه الكفاية منذ سنوات من ويلات الحرب، داعياً الله أن يكفّ عن بلده الشرور.

وقال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “الله يعين هالبلد شو بعد بدا تحمل … الصبر لكل مين تأثر أو خسر فرد من عائلته والرحمة لكل من قضى ضحية الهزة الأرضية”.

وتابع: “يا رب الطف بأهلنا بسوريا وكل البلدان المتضررة والشفاء لكل مين تضرر و الف سلامة ليلّي نجى من هالكارثة”.

آخر تطورات الزلزال المدمر في تركيا وسوريا

حسب آخر التطورات، فاق إجمالي عدد قتلى الزلزال الذي ضرب فجر اليوم الاثنين جنوبي تركيا وشمالي سوريا 3 آلاف و600 حتى الآن.

في تركيا، أعلنت السلطات ارتفاع عدد قتلى الزلزال إلى 2316 شخصا والجرحى إلى 13 ألفا و293.

وأضافت أن 145 هزة ارتدادية وقعت في أعقاب الزلزال -الذي بلغت قوته 7.7 درجات ومركزه ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا- مما أدى إلى انهيار 3471 مبنى.

وفي سوريا، ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وطرطوس إلى 1293 والمصابين إلى 2911.