وطن – فوجىء المارة على كورنيش محافظة الإسكندرية في مصر، بأن لون مياه البحر تميل إلى السواد مما أثار الذهول والتكهنات لدى عدد كبير من الناس.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تظهر تغير لون البحر المتوسط في الإسكندرية، إلى اللون الأسود أو الرمادي الداكن.
ما علاقة الانشقاق الطولي في رصيف البحر بلون المياه
وجاء ذلك عقب حدوث هبوط أرضي بكورنيش الإسكندرية بالقرب من شاطئ “إدوارد خراط” وحدوث انشقاق طولي في الرصيف قدّر بـ 20 مترا نتيجة لشدة الأمواج ونحر البحر.
وعلى الرغم من كون هذه الظاهرة مألوفة لدى أهالي المدينة وبخاصة أثناء حدوث “النوة” –العاصفة البحرية ـ إلا أن البعض أصر على ربط هذه الظاهرة بالزلزال المدمر الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا.
وضرب زلزال بقوة 7.7 ريختر، يوم الاثنين الماضي، مناطق جنوبي شرق تركيا ومناطق في سوريا مخلّفاً آلاف القتلى والمصابين ودماراً هائلاً في الأبنية والمنازل.
ولكن مسؤولين مصريين أوضحوا خلال تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن ما تشهده الإسكندرية لا علاقة له بالزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، لكن سوء الأحوال الجوية في الإسكندرية هو السبب.
سحب ركامية سوداء سيطرت على سماء الإسكندرية
وأشارت تقارير إعلامية مصرية أيضاً إلى أن تحول لون البحر بعض الشيء، جاء نتيجة للأعمال الخرسانية التي بدأت لإصلاح ما أفسدته الأمواج على الشاطئ.
وكانت سحب ركامية سوداء سيطرت على سماء الإسكندرية، يوم الأربعاء الماضي، بالتزامن مع اليوم العاشر لنوة الكرم، فضلا عن تغير لون البحر إلى الأسود في بعض المناطق والرمادي في مناطق أخرى وارتفاع أمواجه.
وفي تفسيره لتغير لون المياه في بحر الإسكندرية قال عمرو زكريا، رئيس معهد علوم البحار، لصحيفة “الشرق الأوسط“: “الإسكندرية تشهد حالياً إحدى النوّات، وهي ظاهرة مناخية يحدث فيها هبوب شديد للرياح، ما يثير اضطراب البحر، ويتسبب بتقليب رماله، فتنتقل من القاع وتصبح معلقة في المياه، وهو ما يؤثر على نفاذية المياه للضوء، فيشعر المشاهد بأن لون المياه أسود.”
وشبّه زكريا ذلك بكوب من الشاي يكون (التفل) الخاص به في قاع الكوب، فيكون اللون صافياً، لكن عند التقليب يتغير اللون.
ويضيف: «مع الفارق، فإن الرياح تقوم بدور (الملعقة) مع البحر، وتقوم بتقليب رماله فتظل عالقة وعندما تهدأ الرياح ستهبط الرمال مجدداً إلى القاع، ويعود لون المياه إلى طبيعته».
وبدوره كشف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي لصحيفة “عكاظ” السعودية، أن وقوع الزلازل بصفة عامة لا يغير لون مياه البحار، بل يؤدي إلى تسونامي.
مؤكداً أن تغير لون البحر المتوسط إلى اللون الأسود خلال تلك الأيام، سواء في محافظات الإسكندرية أو مرسى مطروح أو غيرها من دول العالم بسبب زلزال تركيا كلام غير صحيح وينافي الحقيقة.
وأضاف “شراقي” للمصدر ذاته أن هناك أسبابا أخرى لتغير لون البحر، من بينها موجة «نوة البحر» التي تواجهها الإسكندرية حالياً وأدت إلى ارتفاع موج البحر إلى أرقام كبيرة.
وهو ما يؤدي إلى عكارة شديدة، وتغير لون البحر من الأزرق المألوف، فضلاً عن التلوث الزيتي نتيجة تعطل السفن، ووقوف المراكب لسوء الأحوال الجوية.
تحذير من تسونامي في الشرق الأوسط
وكان مدير مرصد ومعهد “كانديلي” لأبحاث الزلازل في تركيا “هالوك أوزنر”، حذر منذ أيام من احتمال وقوع “تسونامي” جديد في البحر الأبيض المتوسط، و قال: “أوزنر” في تصريحات صحفية، إن تركيا تواجه أكبر أضرار أحدثها زلزال في هذه المنطقة منذ عام 1999.
وأضاف المسؤول التركي في لقاء مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية باللغة التركية، أن التقديرات تشير إلى وقوع الزلزال في منطقة شرق الأناضول، ما أدى إلى حدوث تصدع في 180 كيلومترًا.
وتابع “أوزنر” أنه “من المتوقع أن تستمر الهزات الارتدادية لأشهر، وربما تصل لعام، وقد نواجه خطر أن يتسبب الزلزال في حدوث موجات تسونامي في منطقة البحر المتوسط، وتم إبلاغ 14 دولة بذلك”، كما قال.