وطن– كشفت مجلة “Marianne” في تحقيق لها، عن أن قيام المغرب بالتجسس على هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس، تسبّب في توتر العلاقات بينهما وأسفر عن سلسلة من الإجراءات اتخذتها باريس ضد الرباط.
وفي تأكيد على غضب الإليزيه على الملك المغربي محمد السادس، أوضحت المجلة الفرنسية الشهيرة، أنه على الرغم من بقاء العاهل المغربي لفترات طويلة في فرنسا بقصره بقرية بيتز، لم يتمّ دعوته أو استقباله بالإيليزيه، إضافة إلى رفض باريس الانجرار وراء سياسة فرض الأمر الواقع التي قام بها المغرب من خلال التطبيع مقابل الاعتراف بمزاعم سيادته على الصحراء الغربية.
وبحسب المجلة الفرنسية، فإن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، كاشفةً أنه في ديسمبر/كانون أول 2022، اتصلت الرئاسة الفرنسية بالقصر المغربي لتهنئتهم بالتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم.
إهانة ماكرون لـ محمد السادس
وكشفت أنه في حين أن الملك المغربي محمد السادس كان على الخط، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركه ينتظر وأخذ مكالمة هاتفية أخرى، ما أثار غضب العاهل المغربي.
https://twitter.com/MarianneleMag/status/1625905937801261078?s=20
وكشفت المجلة، أنه بعد مقابلة النصف النهائي نزل إيمانويل ماكرون لغرف تبديل ملابس المنتخب المغربي، وخلال حديثه مع اللاعبين رنّ هاتف رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجعن، فقال: “إنه جلالة الملك”، وطلب أن يصمت الجميع، لكن ماكرون استمر في الحديث وعدم الاكتراث، ما تسبب في صدمة للجميع.
https://twitter.com/RLehbib/status/1626599169581543426?s=20
إهانة محمد السادس لـ بيدرو سانشيز
وفي موضوع آخر، قالت المجلة إنه باستخدام سلاح الهجرة والتجسس على هاتفه الشخصي أهان محمد السادس رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، ودفعه إلى تغيير موقف إسبانيا تجاه قضية الصحراء الغربية لدعم الأطروحة المغربية في تناقض تام مع قرارات الأمم المتحدة.
وكشفت المجلة الفرنسية، عن أن النظام المغربي أهان بيدرو سانشيز؛ حيث لم يستقبله محمد السادس الذي كان في عطلة طويلة خلال انعقاد أول قمة للشراكة بين البلدين منذ 7 سنوات في الرباط.
وقالت إن مواقف بيدرو سانشيز تسببت في أزمة دبلوماسية مع الجزائر، موضحةً أنه ما زالت تدفع مدريد ثمنها باهظًا إلى اليوم؛ حيث قامت الجزائر باغلاق أنبوب الغاز (ميدغاز)، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار في إسبانيا خاصة في خضم الحرب الروسية الأوكرانية.
التجسس على فرنسا
كما تطرقت المجلة إلى أساليب المغرب في اختراق وابتزاز والتجسس على فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي لشرعنة احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية ونهب ثرواتها الطبيعية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والأوروبي.
واعتبرت المجلة أن قضية الصحراء الغربية تعتبر حجر الزاوية للمحمية الفرنسية وأجهزة مخابراتها التي تقوم بأنشطتها في جميع أنحاء فرنسا من أعلى هرم الدولة إلى بلدية إيفري سور سين، هذه الأنشطة تعود إلى 1965 تاريخ اختطاف المعارض المغربي المهدي بن بركة في باريس.
وضربت المجلة مثالاً بالمواطنة الفرنسية وزوجة عضو مجموعة كديم إيزيك المعتقل السياسي الصحراوي النعمة الأسفاري كلود مانجين، التي تم اختراق هاتفها من قبل المغرب عبر استخدام برنامج بيغاسوس.
وكشفت المجلة أن المغرب لم يكتفِ بالتجسس عبر استخدام برنامج بيغاسوس على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبعض وزرائه؛ بل قام أيضًا برشوة وإفساد أعضاء البرلمان الأوروبي، وهو ما يطرح تساؤلات حول النشاط الخفي للمغرب.
إفساد نواب البرلمان الاوروبي
واتهمت المجلة المغرب بإفساد المسؤولين المنتخبين لتمرير قوانين لصالحها في بروكسل، لافتة إلى أن وسائل الإعلام ذكرت “ما يقرب من عشرين نائباً في البرلمان الأوروبي، وربما أكثر من ذلك، عندما يتم تفكيك خيوط هذه القضية في النهاية”، كانت الرباط قد أفسدتهم.
ولفتت إلى أنه في 19 يناير ولأول مرة في تاريخهم، أدان أعضاء البرلمان الأوروبي المغرب وطالبوه بضرورة احترام حرية التعبير والإعلام، ووضع حدٍّ لتعذيب واعتقال الصحفيين وتقديم الرشاوى. على الرغم من كل هذا لم يهتم الساسة وصناع الرأي في فرنسا بهذه التجاوزات، وهو أمر مثير للاستغراب.
وأشارت المجلة الفرنسية بالتفصيل إلى أن الابتزاز بالهجرة والأئمة والمخدرات، الذي يعتبر أول منتج ومصدّر للحشيش حسب تصنيف الأمم المتحدة، تعتبر من بين أبرز الأسباب التي جعلت الأوروبيين يتغاضون عن تجاوزات النظام المغربي.