وطن– شهدت مدينة “محلة دمنة” بمحافظة الدقهلية في مصر، واقعة غريبة أشبه بأفلام السينما، حيث نجت زوجة مصرية من “حبل المشنقة” في اللحظات الأخيرة، بعد الحكم عليها بالإعدام وارتدائها “البدلة الحمراء” لتنفيذ الحكم.
وفي التفاصيل التي تناقلتها وسائل إعلام مصرية، فإن كريمة السيد عبد الحميد (40 سنة)، كان قد صدر حكم ضدها عام 2017 من محكمة جنايات المنصورة بالإعدام شنقاً، بتهمة قتل زوجها بالسم.
“عدالة السماء” تنجي زوجة مصرية من الإعدام
وبالفعل ارتدت “كريمة” -التي كانت تقسم دائماً في أثناء محاكمتها أنها بريئة ولم تسمم زوجها- البدلة الحمراء بعدما صادق مفتي الجمهورية على الحكم، وكانت تنتظر تنفيذ قرار إعدامها في أي لحظة.
ووقتها، اتُّهمت الزوجة المصرية -وفق أقوال الشهود وأقارب الزوج- بأنها دسّت السمّ لزوجها من أجل قتله والتخلص منه، بسبب كثرة خلافاتهما.
وتطابقت أقوال الشهود مع التحريات وتقرير الطب الشرعي، ما أكّد ثبوت تورّط الزوجة في ارتكاب الجريمة. ولذلك قضت المحكمة بإعدامها شنقاً.
إلا أنّ دفاعها قام بالطعن على حكم إعدامها أمام محكمة النقض، وظلّت القضية متداوَلة فيها طيلة السنوات الأربعة الماضية، وكانت السيدة كريمة السيد ترتدي البدلة الحمراء (بدلة الإعدام) طيلة هذه الفترة، حتى حصلت المفاجأة غير المتوقعة.
حيث تمكّن وهدان فاروق، محامي الزوجة المذكورة، بعد الطعن، من تقديم أدلة أثبتت براءة موكّلته، منها اختلاف توقيت الوفاة وتناول الزوج للسم، عن توقيت خروجه من المنزل.
حيث أثبت أن الزوج خرج من المنزل سليماً معافى، ثم جلس على مقهًى في القرية، واستمرّ فيه لفترة طويلة، وفي طريق عودته سقط متوفًى قبل وصوله المنزل.
ووفق التقارير الطبية، فقد ثبت أن الزوج تناول السم خارج المنزل، وتزامن ذلك مع فترة جلوسه على المقهى، وسرى مفعول السم في جسده قبل وصوله للمنزل أيضاً.
وهو ما يعني أن مرتكب الجريمة ليست الزوجة، التي ثبت وفق أقوال الشهود والجيران أنها لم تغادر منزلها منذ لحظة خروج الزوج وحتى سقوطه متوفًّى.
وبحسب صحيفة “الوطن” المصرية، جاء في الشهادة الرسمية الصادرة عن محكمة النقض، والتي تقضي براءة كريمة مما نسب لها، أنه بناءً على الطلب المقدّم من محاميها “وهدان فاروق الباز، بشأن إعطائه شهادة بما تم في الطعن الجنائي رقم 19921 لسنة 89 نقض إعدام، وبالاطلاع على السجلات والحاسب الآلي، تبين أنه مرفوع من كريمة السيد عبد الحميد يوسف، عن الحكم الصادر في الجناية رقم 144 لسنة 2018 محلة دمنة مركز المنصورة، وكلي رقم 488 لسنة 2018 جنوب المنصورة الكلية، الصادر بجليسة 2/9/2019”.
وأصدرت محكمة النقض حكمها، وجاء فيه: «قضت بجلسة الثلاثاء (ب) 2023/01/17 بقبول عرض النيابة العامة للقضية والطعن المقدم من المحكوم عليها شكلا وموضوعا وفي الموضوع بنقض الحكم المطعون فيها وبراءة المتهمة كريمة السيد عبد الحميد يوسف، مما أسند إليها ورفض الدعوى المدنية وألزمت رافعها بالمصروفات ومبلغ مائتى جنيه مقابل أتعاب المحاماة».
هذا واستقبل أهالي القرية الزوجة “كريمة” البريئة من تهمة قتل زوجها بالسم، بزفة شعبية وسط حالة كبيرة من الفرح ببراءتها، وانطلقت الزغاريد من كل أرجاء القرية.
وتم إقامة (صوان) قرب منزلها استُقبل فيه المهنئون، حيث حرص أهل القرية جميعاً على مشاركة السيدة كريمة فرحتها ببراءتها وعودتها لأطفالها.
الزوجة كريمة بعد البراءة: “لم أتوقعها أبداً بعدما ارتديت بدلة الإعدام”
من جانبها، قالت “كريمة” في تصريحات لـ«الوطن»، إنها عاشت 41 شهراً مرتديةً البدلة الحمراء وفي انتظار تنفيذ حكم الإعدام في أي وقت.
ولفتت إلى أن كلّ ما كان يشغل بالها، “هما طفلتيّ اللذين تركتهم لأختي لتربيتهما، وكلما فتح باب الزنزانة أحد أشعر بأن نهايتي قد اقتربت لكن عدالة ربنا نفذت وصدر الحكم ببراءتي من جريمة لم أرتكبها”.
وأوضحت كريمة أنها تزوجت زوجها بعد قصة حب استمرت عدة سنوات، “وبعدها اتهموني بقتله رغم أن رجلي كانت مكسورة وفي الجبس قبل أيام من وفاته”.
الزوجة المصرية التي لم تكن تتوقع أن تأخذ المحكمة بالأدلة الجديدة وتلغي حكم إعدامها بعد تصديق المفتي وإجماع الشهود، قالت أيضاً في تصريحات لوسائل إعلام، إنها مرت بتجربة صعبة ومريرة لكنها انتهت نهاية سعيدة. لافتة إلى أنها بقيت في الحبس 6 سنوات، وحرمت من بناتها وتعرضت للإصابة بجلطة في قدمها اليمنى، بسبب حزنها الشديد وحالتها النفسية السيئة، حيث علمت بإيداع بناتها إحدى دور الأيتام لوفاة الأب وحبس الأم.
كما أكدت أن محاميها وهدان فاروق الباز، طلب إعادة فتح التحقيق في القضية للوصول لقاتل زوجها الحقيقي.
وأضافت أنه رغم خلافاتها مع زوجها الراحل، فإنها تنتظر معرفة المجرم الحقيقي والقصاص منه.