مجلة فرنسية: مخاوف من “تسونامي” في الجزائر بعد انحسار مياه البحر
شارك الموضوع:
وطن– سلّطت مجلة “لوبوان” الفرنسية، الضّوءَ على ظاهرة تراجع مستوى البحر في عدة سواحل جزائرية، وفي سواحل أخرى مطلّة على البحر الأبيض المتوسط، بعد أيام من الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق واسعة في سوريا وتركيا، وتأثرت به دول كثيرة في حوض المتوسط.
انحسار السواحل الجزائرية يثير المخاوف
وأكد التقرير الذي نشرته مجلة “لوبوان“، أنّه في بعض السواحل الجزائرية، أصبحت الصخور في القاع تحت الماء مرئية، بينما تحجّرت خطوط بيضاء من الأعشاب البحرية بفعل الشمس، وتظهر القوارب مائلة على الرمال الرطبة بعيدًا عن الشاطئ.
تزامنت هذه الأحداث البحرية مع أخرى مشابهة في دول مثل: فلسطين ولبنان وقبرص واليونان، وكلها محاذية للمنطقة التي ضربها الزلزال المدمر، في شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا.
وهو ما دفع كثيرين للتعبير عن مخاوفهم من اقتراب “تسونامي” محتمل من الممكن أن يضرب بعض سواحل دول عربية، داخل حوض البحر الأبيض المتوسط.
وفقاً للمجلة الفرنسية، فإن “تسونامي” ليس حدثاً غير مسبوق في الجزائر.
ففي مايو 2003 تسبّب زلزال “بومرداس” شرقي الجزائر العاصمة، بقوة 6.8 درجات، في موجة ارتفاع مترين كحدٍّ أقصى، دمّرت القوارب على جانب جزر البليار، أكثر مما كان عليه في الشمال.
وشهدت الجزائر العاصمة خلال 1365، ووهران 1790، وجيجل وبجاية في 1856، فيضاناً بحريًا في أعقاب الزلزال القوي الذي كان يضربها في كل مرة.
وقال الباحث سعيد معوش، من مركز البحوث في الفيزياء الفلكية والجيوفيزيائية الفلكية في الجزائر العاصمة، إنّ “هذه الظاهرة لا علاقة لها بالتسونامي أو الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا”.
مضيفاً، أن “هذه الظاهرة ليست خاصة بالجزائر، وأنه على اتصال بزملائه التونسيين والليبيين وغيرهم من الباحثين من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط الذين يعملون في هذه الحالة”.
وقال في ذات السياق: إنه “على سبيل المثال في شمال سيناء، أصيب السكان بالذعر من خلال رؤية مستوى البحر المنخفض بشكل غير طبيعي، وهي نفس الملاحظة في لبنان وجنوب فرنسا”.
بعض السواحل تعطي انطباع أنها تشهد تحوّلاً
يقول معوش أيضاً: إن “تضاريس سواحل معينة، مثل جيجل في شرق الجزائر، تعطي الانطباع بأن البحر قد تراجع عدة أمتار، كما أن ظهور كل الكتلة الحيوية، مثل الطحالب بالعين المجردة، يثير الإعجاب، ومع ذلك فإن نطاق المد والجزر الحالي ارتفع في الواقع بين 10 إلى 15 سم أكثر من المعايير المعتادة، ولكن إذا تجاوز مستوى الانخفاض 30 سم يصبح الأمر لافتًا”.
وأفاد بأنّ “مدى الانخفاض في مستوى سطح البحر، وهو ظاهرة سنوية ومعروفة، لا يزال كبيرًا مقارنة بالسنوات الأخرى، ويسمي البحارة والصيادون هذه الحلقة الموسمية بتأثير النشاف، لكنها هذه السنة استثنائية، نحن نتحدث عن انخفاض في مستوى سطح البحر وليس عن انسحاب البحر على وجه الدقة”.
ورأى معوش، أنّ “الزلازل القوية في تركيا وسوريا لا علاقة لها بهذه الظاهرة التي تعتبر مزيجاً من عدة عوامل، أولها أن الانخفاض في درجة حرارة البحر يتسبب في تقلص كتلة الماء”.
لافتاً إلى أنه “من الضروري أيضًا إضافة انعكاس التيارات على مستوى مضيق جبل طارق باتجاه المحيط والإعصار المضاد الذي يستقر في البحر الأبيض المتوسط مما يقلل من حركة الامتداد”.
مرجّحاً أن “تستمر هذه الظاهرة حتى نهاية شهر مارس/آذار المقبل أو بداية شهر أبريل/نيسان، مع عودة تدريجية إلى الوضع الطبيعي”.