دراسة أمريكية صادمة: نوع من السكّر يعزز من ظهور مرض الزهايمر؟
شارك الموضوع:
وطن– يواصل الباحثون اكتشاف الآليات وعوامل الخطر التي تؤدي للإصابة بألزهايمر، الذي أصبح بالفعل “مرض العصر”؛ حيث انتشر بشكل كبير في عصرنا الحالي.
ووجدت دراسات أن مرضى ألزهايمر، وهو النوع الأكثر شيوعاً للخرف، لديهم مستويات عالية من نوع معين من السكر في أدمغتهم، بحسب ما ورد في موقع “فيتورا غي سيونس” الفرنسية.
وتشير دراسة جديدة إلى أن السكر الطبيعي قد يلعب دوراً رئيسياً في خطر الإصابة بألزهايمر. ووجدت النتائج، التي نُشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition، أن الفركتوز يمكن أن يحمل أدلة على تطور مرض ألزهايمر وعلاجه المحتمل.
ويصنّف الفركتوز بأنه نوع من السكر موجود بشكل طبيعي في الفواكه وعصائر الفاكهة وبعض الخضار والعسل. ويُعدّ المُحلي الطبيعي أيضاً ومكوّناً أساسياً في سكر المائدة وشراب الذرة عالي الفركتوز الذي يستخدم في العديد من الأطعمة والمشروبات المصنعة.
ووفق ترجمة “وطن“، فإن المؤلف الرئيسي للدراسة ريتشارد جونسون، يعتقد أن هناك دليلاً على أن “مرض ألزهايمر مدفوع بالنظام الغذائي”. واقترح جونسون وفريقه، أن مرض ألزهايمر هو تكيّف ضار لمسار البقاء التطوري المستخدم في الحيوانات والأسلاف.
وشرح الباحثون هذه النظرية: “أحد المبادئ الأساسية للحياة هو ضمان ما يكفي من الغذاء والماء والأكسجين للبقاء على قيد الحياة. وتركّز كثير من الاهتمام على الاستجابات الحادة للبقاء على قيد الحياة لنقص الأكسجة والمجاعة. ومع ذلك، طوّرت الطبيعة طريقة ذكية لحماية الحيوانات قبل حدوث الأزمة بالفعل”.
وتابع الفريق: “عندما واجه البشر الأوائل أو الأسلاف احتمال المجاعة، طوّروا استجابة البقاء على قيد الحياة، والتي دفعتهم للبحث عن الطعام. ويتطلب البحث عن الطعام التركيز والتقييم السريع والاندفاع والسلوك الاستكشافي والمخاطرة. ويتم تعزيز هذه الممارسة عن طريق منع كل ما يعيق الطريق، مثل الذكريات الحديثة، وهنا يأتي دور الفركتوز“.
ويساعد السكر على ترطيب هذه المراكز، ما يتيح تركيزاً أكبر على جمع الطعام. ووجد الباحثون في “جامعة كولورادو أنشوتز“، أن الاستجابة الكاملة للبحث عن الطعام تم تحريكها من خلال التمثيل الغذائي للفركتوز، سواء بتناوله أو بإنتاجه في الجسم.
وعلاوةً على ذلك، لاحظ الفريق أن الفركتوز يقلّل من تدفق الدم إلى القشرة الدماغية المسؤولة عن ضبط النفس، وكذلك الحصين والمهاد.
وكشف جونسون: “نعتقد أن الانخفاض المعتمد على الفركتوز في التمثيل الغذائي للدماغ في هذه المناطق كان قابلاً للعكس في البداية، وكان من المفترض أن يكون مفيداً. لكن الانخفاض المزمن والمستمر في التمثيل الغذائي للدماغ الناتج عن استقلاب الفركتوز المتكرر يؤدي إلى ضمور تدريجي في الدماغ وفقدان الخلايا العصبية مع جميع سمات مرض ألزهايمر“.
ويعتقد الباحثون أنه في حين أن استجابة البقاء على قيد الحياة ساعدت البشر القدامى، فإنها تؤدي الآن إلى الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكرية والمالحة، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الفركتوز.
ومن المثير للقلق أن الفركتوز المنتج في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب ومرض ألزهايمر في نهاية المطاف، بحسب الباحثين.
وقال جونسون: “يمكنك أن تجد مستويات عالية من الفركتوز في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر أيضاً”.
وأضاف الباحثون أن هناك حاجة الآن لمزيد من التجارب الغذائية والصيدلانية، لفحص ما إذا كان تقليل الفركتوز يمكن أن يفيد أو يمنع أو يعالج حالة سرقة الدماغ.