جلد أعضاء تناسلية وإجبار على النباح كالكلب.. وزير سعودي أشرف على تعذيب 3 رجال أعمال!
شارك الموضوع:
وطن– كشفت منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي” والمعروفة باسم “DAWN” والتي عمل على تأسيسها الكاتب الصحفي الراحل جمال خاشقجي، عن قيام لوزير السعودي محمد بن عبدالله آل الشيخ بالإشراف شخصيا على تعذيب ثلاثة رجال أعمال كانوا محتجزين في فندق “ريتز كارلتون” عام 2017.
وقالت المنظمة في تقرير لها إن رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للملكية الفكرية في مرتبة وزير، محمد بن عبد الملك آل الشيخ، أشرف على تعذيب ثلاثة معتقلين على الأقل بين سبتمبر/أيلول 2017 وأكتوبر/تشرين الأول 2018 وقام بالمصادرة غير القانونية لأصول خاصة برجال أعمال سعوديين بارزين ومسؤولين حكوميين سابقين محتجزين في فندق ريتز كارلتون في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
جهاز مراقبة مثبت في كاحله
ووفقا للتقرير، فقد وصفت “DAWN” في 4 أبريل/نيسان 2022، بالتفصيل الاحتجاز والتعذيب والمصادرة القسرية لممتلكات أحد ضحاياه في فندق ريتز كارلتون، وهو سالم المزيني، من 27 سبتمبر/أيلول 2017 حتى 18 يناير/كانون الثاني 2018. عند الإفراج عنه، منع المسؤولون السعوديون المزيني من السفر وأجبروه على ارتداء جهاز مراقبة مثبت على كاحله قبل اعتقاله مرة أخرى في 24 أغسطس/آب 2020. ولا يزال حاليًا في السجن.
شهادة سالم المزيني أمام محكمة كندية
ووفقًا لإفادة خطية مشفوعة بيمين أمام محكمة العدل العليا في أونتاريو قدمها المزيني في كندا، كان محمد بن عبد الملك آل الشيخ حاضرًا بنفسه في جلسات التعذيب بين سبتمبر/أيلول 2017 ويناير/كانون الثاني 2018. واستمع المزيني إلى آل الشيخ يأمر مساعده، هندي السحيمي، ضمان تحويل المزيني لأمواله وأصوله، بما في ذلك ملكية شركة سكاي برايم للطيران، إلى صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية.
وبحسب المزيني، فإن عملية التحويل تمت بعد قيام عدة ضباط سعوديين من الديوان الملكي ورئاسة أمن الدولة،منهم بدر لافي العتيبي وسعود القحطاني وماهر عبد العزيز مطرب ومشعل البستاني ومحمد سعد الزهراني وسيف القحطاني وعبد العزيز الهوساوي ومصطفى محمد المدني وفهد شبيب البلوي بتعذيبه وإيذائه جسديًا.
كما أكد ثلاثة من أفراد عائلة المزيني الذين قابلتهم منظمة (DAWN) في مناسبات متعددة بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2021 رواية المزيني، قائلين إنهم سمعوا هذه التفاصيل منه وحصلوا على ملاحظات كتبها حول الحوادث التي تمت قبل اعتقاله الأخير.
تعذيب جسدي ونفسي
وفي إفادته الخطية، وكما تؤكده إفادات أفراد عائلته لمنظمة (DAWN)، وصف المزيني التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له خلال استجوابه من هؤلاء الضباط السعوديون في مناسبات متعددة في سجن الحائر وسجن في جدة وفي فندق ريتز كارلتون في الرياض بين سبتمبر/أيلول 2017 ويناير/كانون الثاني 2018، بما في ذلك الضرب والجلد ووضعيات الضغط القسري والصعق بالكهرباء والحرمان من الطعام.
جلد أعضاء المزيني التناسلية
وقال المزيني في الإفادة الخطية أن آل الشيخ كان حاضرًا خلال بعض جلسات الاستجواب والتعذيب. وذكر المزيني أن الضباط عرّضوه للضرب بقضبان حديدية وممارسات قاسية، مثل قيام حارس السجن بجلد أعضائه التناسلية في كل مرة يذهب فيها إلى دورة المياه. وشملت الممارسات القاسية وغير الإنسانية والمهينة إجبار المزيني على الزحف على الأرض والنباح مثل الكلب. وعذّب ضباط سعوديون المزيني عندما احتُجز في البداية في جدة، بعد نقله إلى فندق ريتز كارلتون في الرياض، ثم مرة أخرى بعد أن نقلوه إلى سجن الحائر في الرياض.
وبعد أشهر من إطلاق سراحه في 18 يناير/كانون الثاني 2018، كانت آثار التعذيب لا تزال ظاهرة على جسد المزيني، كما هو موثق في الصور المرفقة بإفادته الخطية. وفقًا لأفراد الأسرة الذين تحدثوا إلى منظمة (DAWN) في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بعد إطلاق سراحه الأولي، طلب المزيني جراحة تجميلية لملء فجوة في جبهته بسبب ضربة من محقق. خلال هذا الوقت، استمرت أظافر المزيني في التساقط بسبب الضربات المتكررة على رجليه وقدميه. وبحسب المصدر نفسه، فإن المزيني يعاني من قلق وصدمة نتيجة اعتقاله وتعذيبه.
مصادرة أصول سالم المزيني
ووفقا للتقرير، فإنه في إطار عملية مصادرة أصول المزيني، نقل آل الشيخ طائرتين خاصتين تمت مصادرتهما من شركة سكاي برايم إلى صندوق الاستثمارات العامة، واستخدمت لاحقًا لقيادة فرقة الاغتيال التي قتلت وقطعت أوصال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول بتركيا، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018. تعرّف المزيني على 10 ضباط وأفراد متورطين في جريمة قتل خاشقجي كانوا مشاركين في تعذيبه وانتهاكاته الجسدية.
رجلا أعمال تعرفا على آل الشيخ
وبحسب تقرير المنظمة، قال شخصان آخران، تحافظ المنظمة على سرية أسمائهما وتفاصيل تعريفية أخرى عنهما لحماية سلامتهما، أن قوات أمن الدولة احتجزتهما في 2018 وعذبتهما بسبب نشاطهما السلمي.
وقالا إنهما تعرّفا على آل الشيخ من جلسات التعذيب الخاصة بهما، حيث أكد كلاهما إنهما شاهدا شخصًا يشبه مظهر آل الشيخ على الرغم من اللثام الذي غطى معظم وجهه ولاحظا أن المحققين وغيرهم في الغرفة كانوا يحترمونه، ما يعكس وضعه الرسمي ومكانته في الحكومة السعودية. كما ذكروا بشكل منفصل لمنظمة (DAWN) أن صوت الشخص الملثم الذي كان يشتبهون في أنه آل الشيخ يطابق نبرة محمد آل الشيخ، وعندما سأل أحدهما هذا الشخص الملثم عن اسمه رفض الإجابة.
جون هوفمان يصف محمد آل الشيخ بزعيم عصابة
من جانبه، قال جون هوفمان، مدير الأبحاث في منظمة (DAWN): “ظهر آل الشيخ كزعيم عصابة تحت حكم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتعذيب وابتزاز رجال الأعمال السعوديين لمصادرة الأموال باستخدام ذريعة “مكافحة الفساد”. على الولايات المتحدة أن تفرض سياسة حظر خاشقجي وعقوبات ماغنتسكي على آل الشيخ لمحاسبته على جرائمه”.
حملة “ابن سلمان” على رجال الأعمال
يشار إلى أنه في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، شرع ولي العهد محمد بن سلمان في حملة تطهير “لمكافحة الفساد” استهدفت أكثر من 200 رجل أعمال سعودي، بما في ذلك الأمراء الأقوياء مثل الأمير تركي بن عبد الله، نجل الملك الراحل عبد الله وحاكم الرياض السابق.
وعندما انتهت حملة تطهير الأثرياء المتهمين بالفساد في عام 2019، قام مسؤولون سعوديون، يعملون تحت إشراف لجنة مكافحة الفساد التي يرأسها محمد بن سلمان، باعتقال أو اعتداء جسدي أو طلب أموال من 381 فردًا، بينهم 11 أميرًا على الأقل.
وأفرجت السلطات السعودية عنهم مقابل “تسويات مالية”، في حين قال الديوان الملكي أنه استعاد ما بين 100 و 107 مليار دولار في حملة التطهير.
ووفقا للمنظمة، لم تتهم السلطات هؤلاء الأفراد بارتكاب جرائم ولم ترفع دعوى في محكمة مدنية للحصول على تعويضات مالية، وإنما كان لمحمد آل الشيخ دورًا مهمًا في هذه الجهود، حيث أشرف على عملية التحويل القسري لأصول أولئك المستهدفين إلى الحكومة السعودية.
من هو محمد آل الشيخ؟
يشار إلى أن محمد آل الشيخ هو مستشار مقرب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتم تعيينه رئيسًا للهيئة السعودية للملكية الفكرية في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وهو أيضًا وزير دولة وعضو مجلس الوزراء وعضو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وسابقًا، تم تعيينه رئيسًا للهيئة السعودية للرياضة بموجب مرسوم ملكي في أبريل/نيسان 2017 وترأس هيئة سوق المال التابعة للحكومة السعودية من عام 2013 حتى عام 2017، أيضًا من خلال تعيينه عبر مرسوم ملكي.