وطن- بعد 5 أيام من اختفاء الداعية والشيخ اللبناني “أحمد شعيب الرفاعي” في ظروف غامضة بمدينة طرابلس، في أثناء تواجده ليلاً خلف الجامعة العربية في الميناء، عثرت القوى الأمنية على جثته في منطقة “عيون السمك” في الضنية، مصاباً بعدد من الطلقات النارية.
اثنان من أقارب الرفاعي اعترفا بقتله
ونقلت مواقع إخبارية لبنانية عن شقيق الشيخ أحمد الرفاعي ويدعى “إبراهيم”، أن الضحية غادر البلدة الاثنين الفائت بسيارته بعد أن أدى صلاة المغرب في جامع “البركة” في “البداوي”، ثم توجّه إلى منطقة الميناء وتحديداً خلف الجامعة العربية.
وأضاف إبراهيم: “بعد ذلك شعر الشيخ أنه مُلاحَق من سيارتين من نوع كيا رباعيتي الدفع، وهو ما يؤكد أن شقيقي قد خُطف في عملية منظّمة”، موضحاً أنه حصل على هذه المعلومات من أحد الأشخاص الذين شاهدوه.
وجاء العثور على الجثة في أعقاب اعتراف اثنين من أقاربه بقتله جراء خلافات قديمة، في واقعة وصفت بأنها أشبه بـ”فيلم تراجيدي”. فيما تمّ توقيف رئيس بلدية قرقف يحيا الرفاعي مع نجليه وابن شقيقه وشخص آخر من أقرباء الشيخ.
https://twitter.com/HoseinMortada/status/1629808671533195264?s=20
وأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بلاغاً جاء فيه: “إلحاقاً لبلاغنا السابق المتعلق بإلقاء شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض على الأشخاص الذين أقدموا على خطف وقتل الشيخ أحمد الرفاعي”.
وفي إطار التحقيقات المجراة من قبل شعبة المعلومات في الجريمة، تمكّنت من توقيف جميع المتورطين وعددهم 5 أشخاص جميعهم من عائلة الرفاعي، قاموا بتنفيذ عملية الخطف والقتل والدفن بعد تقسيم الأدوار فيما بينهم ضمن خطة قام رئيس بلدية القرقف الشيخ (ي. ر.) ونجله (ع. ر.) بإعدادها ميدانياً ولوجستياً منذ نحو شهر، بعدها تمت الاستعانة بـ3 أشقاء من أقاربهما وهم: (ع. ر.)، (ي. ر.)، (ا. ر.) لتنفيذ عملية الخطف.
فيما تبيّن أن باقي الموقوفين، وهم اللبنانيون (م. م.)، (خ. ر.)، (م. ر.) ونجل رئيس بلدية القرقف (و. ب.) ليسوا على علاقة أو علم بالجريمة، وتم إخلاء سبيلهم بناءً على إشارة القضاء المختص.
وبعد تفتيش منزل رئيس بلدية القرقف، عُثر على مستودع يحتوي على كمية كبيرة من الأسلحة المتوسطة والقذائف والذخائر والصواعق والقنابل والمتفجرات نوع (ي ان اي)، تمت مصادرتها تمهيداً لإجراء التحقيق بشأنها بالتنسيق مع القضاء المختص.
وفي تصريح منسوب للمتهم يحيى الرفاعي، نجل رئيس بلدية قرقف خلال التحقيقات معه ومواجهته باعترافات نجله علي وابن شقيقه عبدالكريم، وشخص ثالث، أقرّ بفعلته، وقال إنه “لم يطلب منهم قتله بل ضربه وترهيبه بهدف التأديب”.
العثور على جثة الشيخ أحمد الرفاعي
وروت تقارير إعلامية لبنانية، أنه “بعد تحديد مكان دفن جثة الرفاعي بمنطقة القيطع الميتة بعكار، تم استقدام جرافة للحفر في المكان لاستخراجها”، مشيرة إلى أن “القوى الأمنية انتشلت الجثة من عمق 3 أمتار”.
وكان الأمن العام اللبناني نشر على صفحته في “فيسبوك“، عن اختفاء الشيخ الرفاعي بتاريخ ٢٠/٠٢/٢٠٢٣، في مدينة طرابلس.
وعلى إثر ذلك، اتخذت الأجهزة المعنية في المديرية العامة للأمن العام الإجراءات الآيلة لكشف مصير الشيخ الرفاعي، وتم التواصل مع بعض المراجع في مدينة طرابلس وعكار للوقوف منهم على آخر المعطيات والظروف التي رافقت عملية الاختفاء وتبادل المعلومات في هذا الخصوص.
وأضافت المديرية في بيانها، أن مسؤولي الأمن العام أكدوا لكل من اتصل بهم عدم معرفتهم بمكان اختفاء الشيخ الرفاعي، وأنهم تلقَّوا تعليمات من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لمتابعة هذا الملف، وبذل الجهد اللازم لإماطة اللثام عن هذه القضية.
وتابعت: “بعد مرور ثلاثة أيام على عملية الاختفاء، بدأت تصدر مواقف وتصريحات وتغريدات من بعض الأشخاص، ومن بينهم شخصيات معروفة ومسؤولة، تتضمن كلاماً يحمل في طياته توجيه أصابع الاتهام في “خطف” الشيخ الرفاعي إلى الأمن العام، مرفقاً بتعابير تنم عن الكراهية والحقد والتحريض المذهبي، وتدعو إلى التسلح والدعوة إلى التحرك في الساحات”.
ونفت المديرية العامة للأمن العام، أن يكون ابن بلدة قرقف في عكار الشيخ أحمد الرفاعي، موجوداً لديها، ولا علاقة للأمن العام بهذه القضية، وهي تسعى بكل ما لديها من إمكانات لمعرفة مصيره.
والشيخ الرفاعي، الذي ينتمي للمكوّن السني، وهو في العقد الرابع من عمره، كان إماماً وخطيباً لمسجد بلدة القرقف في عكار، شمال لبنان.
وتفيد تقارير بأنّ الشيخ المغدور كان معروفاً بمواقفه المناهضة لإيران و”حزب الله” والحكومة السورية، وهو ما غذّى تكهنات بأنّ مقتله ربما كان بدوافع سياسية لا جنائية.
وكانت معلومات أفادت بمداهمة منزل رئيس بلدية قرقف في عكار يحيى الرفاعي، وتوقيف نجله “علي”، وسط أجواء من التوتر في البلدة التي تعيش تداعيات اختفاء الشيخ أحمد شعيب الرفاعي.
وجاءت المداهمة بعد ساعات من العثور على سيارة الشيخ الرفاعي في منطقة راس مسقا قضاء الكورة، ما طرح تساؤلات حول سبب مداهمة منزل رئيس البلدية، الذي تشير المعلومات إلى أن الشيخ كان على خلاف مع رئيس البلدية.
وتشهد بلدة “القرقف” العكارية والبلدات المجاورة لها في الشمال اللبناني، حالةً من التوتر والاحتقان والغضب على خلفية مقتل الشيخ “أحمد الرفاعي”، بالتوازي مع دعوات أطلقتها مرجعيات دينية وأهلية تحضّ فيها الأهالي على ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتنة والأعمال الثأرية والانتقامية.
وسُجّل ارتفاع مخيف في المعدّل الشهري لجرائم القتل، والخطف، والسرقة، والسلب، في لبنان بين عام 2019 وآذار من العام الحالي 2022، أي منذ تدحرج كرة الانهيار في لبنان.
وبحسب إحصائيات رسمية ارتفعت نسبة جرائم القتل بنحو 100%، فيما زاد المعدّل الشهري لجرائم الخطف مقابل فدية ماليّة بنسبة بلغت 515%.
أمّا المعدل الشهري للسرقات الموصوفة، فلامست نسبة ارتفاعه الـ142%، فيما بلغت نسبة زيادة جرائم السلب 334%، وارتفع المعدّل الشهري لجرائم سلب السيارات على وجه الخصوص بنسبة 142%.