وطن– قدّم حفيد أنور السادات احتجاجاً رسمياً إلى البرلمان المصري، يستنكر فيه بيع جواز السفر الدبلوماسي لجده، الرئيس المصري الراحل، من خلال شركة “Heritage Auctions” في تكساس.
وتسبّب قيام دار “هيريتيج” المختصة بالمزادات في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام، بعرض جواز سفر دبلوماسي للرئيس الراحل محمد أنور السادات باللغتين العربية والفرنسية للبيع على موقعها الإلكتروني، بموجة جدل وغضب واسعين في الشارع المصري.
حيث بيع جواز سفر أنور السادات، بسعر 47500 دولار، ولاحظت دار المزاد أنه كان هناك تآكل طفيف للغاية في جواز السفر من الاستخدام.
وبدأ بيع الجواز بمزايدة ابتدائية قدرها 2500 دولار. ومع ذلك، بعد فترة وجيزة من بدء المزايدة، ارتفع السعر بشكل كبير إلى 47500 دولار، أي ما يقرب من 1.5 مليون جنيه مصري.
طلب السادات الحفيد رسميًا بَدء تحقيق رسمي لتحديد كيفية وصول جواز السفر إلى مصر، وشقّ طريقه في أيدي مشترٍ خاص.
وبحسب الموقع الإلكتروني للدار، فإن جواز السفر لا يحتوي على أختام تأشيرة، ولكنه استُخدم في عدة رحلات تاريخية قام بها السادات، بما في ذلك زيارته لإسرائيل في 19 نوفمبر 1977.
ومع ذلك، على الرغم من وجود ختم واحد فقط، استخدم السادات جواز السفر لدخول الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1978، عندما وقّع اتفاقية كامب ديفيد التي أكسبته جائزة نوبل للسلام.
وقال موقع “thenationalnews“، إن حفيد السادات “كريم السادات”، عضو البرلمان وجّه شكوًى إلى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزراء الخارجية والثقافة والسياحة.
وقال حفيد السادات خلال برنامج حواري شعبي ليلة، السبت: “من حقنا أن نعرف كيف شق تراثنا والممتلكات الشخصية لرؤساء مصر طريقهم إلى هناك وتباع”.
وأضاف: “لماذا لا تستفيد الدولة من ممتلكات الناس الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل مصر”، ونفى بشدة أن تكون للأسرة أي علاقة بالبيع، مطالباً بمعرفة من المسؤول عن هذا الأمر.
هل تبرعت به جيهان السادات لمكتبة عامة؟
وتبرعت زوجة الرئيس الراحل جيهان السادات بمجموعة من مقتنياته لمكتبة الإسكندرية، والتي عُرضت في متحف مخصص في عام 2009.
وقال أحمد زايد، مدير المكتبة، في نفس البرنامج الحواري في هاتف منفصل، إنه لا يوجد سجل بأن جواز السفر المزاد كان من بين الأشياء المتبرَّع بها.
وأكد زايد أنّ المجموعة التي تم التبرع بها للمكتبة تضمّنت الزي العسكري للسادات، والزي التقليدي لقريته الريفية، والبدلة التي كان يرتديها عندما اغتيل في القاهرة.
وتابع أن مقتنيات السادات المهداة لم يكن بينها جواز سفره، كما أنه ليس من القانوني قبول جواز سفر كجزء من المجموعة، وعادة ما تكون مثل هذه المقتنيات مملوكة للحكومة وليس للأفراد.
وأضاف: “نحن نسمع ونقرأ أشياء بغيضة عن الطريقة التي كان من الممكن أن يغادر بها جواز السفر مصر ولكن في كلتا الحالتين لا علاقة لنا به”.
وكان موقع “باب مصر”، وهو منفذ إخباري مخصّص للتراث المصري، نشر يوم، الخميس، تقريرًا استقصائيًا عن البيع تضمن لقطة شاشة لمنشور على فيسبوك عام 2018، نشره متحف السادات واحتوى على صور لجواز سفر السادات الدبلوماسي.
وبدا في اللقطة أن جواز السفر في منشور المتحف على فيسبوك هو نفسه الموجود في قائمة مزادات التراث.
وأخبر بول توبول، مؤرخ جوازات السفر، “باب مصر”، أنه صادق على جواز السفر قبل عملية بيع منفصلة مقترحة قبل 10 سنوات.
وقال إن جواز السفر لم يحصل بيعه في ذلك الوقت، لأن البائع طلب 50 ألف دولار، وهو ما رفضه المشتري المحتمل.
ورفض زايد وممثلون آخرون من المكتبة التعليق على التقرير، وقال موقع “باب مصر”، إن “منشور فيسبوك المعنيّ تم حذفه بعد أن اتصل بمتحف السادات”.
بالإضافة إلى ذلك، لم يكن بيع، يوم الأربعاء، المرة الأولى التي يُباع فيها جواز سفر السادات الدبلوماسي.
وكان جواز السفر، الذي تم إعلان بيعه على الموقع الرسمي لمزادات التراث صباح الأحد، ساري المفعول من عام 1979 حتى عام 1981، وهو العام الذي قتل فيه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة خلال الاحتفال السنوي بانتصار مصر وسوريا والأردن في 6 أكتوبر 1973 على إسرائيل. وكان الصراع إحدى اللحظات الحاسمة في رئاسة السادات التي استمرت 11 عامًا.
وتعدّ جوازات السفر من الناحية القانونية ملكًا للدولة التي أصدرتها، ويمكن استرجاعها أو إلغاؤها وفقًا للسيد توبول.
لكنه قال إنه من غير المحتمل أن تتمكن الحكومة المصرية من استعادتها، لأن أكثر من 40 عامًا قد مرّت منذ ذلك الحين. وقال إن معظم جوازات السفر يمكن استردادها من قبل الحكومة التي أصدرتها لمدة تتراوح بين 30 و40 عامًا بعد وفاة شخص ما.