وفاة الإعلامي السوري مصطفى عبدالله.. نعى نفسه قبل رحيله بكلمات مؤثرة

كان السوري مصطفى عبدالله واحدًا من أبرز الإعلاميين الذين واكبت عدساتهم مجريات وأحداث الثورة السورية

وطن– توفي الإعلامي والحقوقي السوري مصطفى عبد الله، بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة في مدينة إعزاز شمالي حلب.

وعبدالله البالغ من العمر 53 عاماً، كان مديراً لقناة “حلب اليوم”، وكان واحدًا من أبرز الإعلاميين الذين واكبت عدساتهم مجريات وأحداث الثورة السورية، والقضايا اليومية والاجتماعية والمعيشية للناس.

بدورها، نعت قناة “حلب اليوم”، مصطفى الذي شغل منصب مدير قسم البرامج في مكتب مدينة أعزاز، لافتة إلى أنه قدّم على شاشتها مئات الحلقات التلفزيونية من أبرزها برنامج (جولات وقضايا).

وذكرت أن جثمان الإعلامي يُشيّع من المستشفى الوطني في أعزاز إلى مسقط رأسه في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ويدفن في مقبرة الشيخ يوسف.

يُشار إلى أن برنامجه الأشهر “جولات”، بدأ على شاشة القناة قبل نحو عشر سنوات في مدينة حلب، وحصدت حلقاته ملايين المشاهدات.

مصطفى عبدالله نعى نفسه

وفاة عبدالله جاءت بعد يوم من كتابته منشوراً مؤثراً على صفحته الخاصة في موقع “فيسبوك“، وُصف بأنه نعى نفسه من خلاله.

فقال عبدالله: “جئت غريباً إلى هذه الحياة ويبدو أنني سأخرج منها غريباً.. لم أفهمها كما يفهمها الآخرون ولا أريد أن أفهمها.. مزيجٌ من التناقضات واللامعقول والكذب والنفاق، لكأنما تبدو لي هي ملح الحياة”.

وأضاف: “لا أفهم ولا أريد أن أفهم كيف يكره الأب إبنه ولا كيف يتركه في التهلكة.. ولم أفهم ولا أريد أن أصدّق أنّ أماً تكره ابنتها الوحيدة أو أنّ ابنتها الوحيدة تشعر بالندّية والكره تجاه أمها”.

وتابع: “لم ولا أريد أن أفهم كيف يكون الظلم نهجُ أمةٍ بأكملها تريد أن تنتصر.. لا أريد لا أريد ولا أريد أبداً أن أصبح عاقلاً فهيماً منافقاً يمارس الكذب والغش والتضليل على من يُفترض أنهم رفاق ثورته في درب تحرير شعب ووطن”.

واستطرد: “لستُ أفهم كيف تنقلب المعايير في مجتمعنا ليصبح الجاهل الفارغ الفاسد سيداً على المتعلم المثقف الصالح لا بل ويزاود عليه في وجوده وأخلاقه وعمله.
لستُ ابن هذه الدنيا أنا ولا أريد”.

واستكمل: “لم يصفعني الزلزال على وجهي بقسوةٍ كافية لأرى فساد ملح هذه الحياة أكثر مما رأيت من خرابٍ وجثثٍ لموتى.. هذه الحياة المنافقة لا تليق فيني ولا أليق بها.. إنني أكره الظلم أكثر مما أكره الفقر.. ولو خُيرت لقبلت الفقر ولم أقبل الظلم لنفسي”.

من مصطفى عبدالله؟

ينحدر عبدالله في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، حيث تلقى تعليمه هناك قبل أن يدرس الحقوق ويغدو محامياً.

ومع انطلاق الثورة السورية عام 2011، انخرط في صفوف الناشطين والعمل الثوري، إذ كان أحد أبرز أعضاء نقابة المحامين الأحرار وعضواً في تجمع إعلاميي حلب وريفها.

وفاة الاعلامي مصطفى عبد الله
مع انطلاق الثورة السورية انخرط الاعلامي مصطفى عبد الله في صفوف الناشطين والعمل الثوري

ترك عبدالله بصمته في الإعلام الثوري من خلال آلاف الساعات التلفزيونية التي سجّلها منذ العام 2013 لصالح قناة حلب اليوم، حيث كان يقدم بشكل دوري برنامجي “جولات” و”قضايا”.

وبسبب شخصيته الراقية وإنسانيته وقربه من الناس، حصدت حلقاته ملايين المشاهدات، ولا سيما أنه كان يطرح في برامجه معاناة الأهالي ومشاكلهم.

وآخر ما قدّمه عبر الشاشة كان حلقة استثنائية من برنامج “ثنايا الخبر” الذي بُثّ للمرة الأولى من الشمال السوري بعد تضرر مكاتب القناة في الجنوب التركي.

المصدر
فيسبوك - رصد وتحرير وطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى