وطن– تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعَ فيديو مثيراً لرئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي، وهو يقوم بإحراج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الهواء مباشرة، خلال المؤتمر الصحفي المشترك في ختام زيارة الأخير للعاصمة كينشاسا.
وخلال المؤتمر الصحفي، فاجأ “تشيسكيدي” نظيره الفرنسي “ماكرون“، مطالِباً إياه بضرورة احترام فرنسا والدول الغربية بشكل عام الدول الأفريقية وعدم التدخل في شؤونها.
وبحسب ما ورد في حديث رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي، فقد ندّد بمواقف فرنسية سابقة شككت بنزاهة الانتخابات الرئاسية في الكونغو.
فضائح انتخابية في فرنسا
وقال تشيسكيدي موجّهاً خطابه لماكرون: “أنتم تتحدثون عن الانتخابات في بلادنا، بينما كانت لديكم فضائح انتخابية في بلادكم، كتلك التي وقعت في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عندما تم إحصاء أصوات مواطنين فرنسيين تبين لاحقًا أنهم غير أحياء”. وتابع: “عليكم أن تتعاملوا معنا باحترام”.
وردّ “ماكرون” عليه بالقول: “إنها آراء الصحافة وليس حكومة فرنسا”، ليذكّره: “تشيسكيدي” بتصريح وزير خارجية “ماكرون” السابق جان إيف لودريان.
🎖️ رئيس الكونغو يحرج ماكرون أمام الصحفيين والأخير يتهرب
"طلب رئيس الكونغو من أوروبا وفرنسا احترام الدول الإفريقية، وعدم التعامل معها بسلطوية، واحترام الانتخابات والسلطة التنفيذية لبلاده" pic.twitter.com/CpG4SAlOOf
— الأحداث الروسية🇷🇺🎖 (@soldier2017kg) March 5, 2023
وكان لودريان قد شكّك في نتائج الانتخابات التي أُجريت في الكونغو عام 2019، وأسفرت عن فوز الرئيس الحالي تشيسكيدي، واصفًا ما جرى وقتها بـ”التفاهمات على الطريقة الأفريقية”.
يشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد بدأ الأربعاء الماضي، جولة في عدد من الدول الأفريقية ترمي إلى عرض إستراتيجيته بشأن القارة للسنوات الأربعة المقبلة، من أجل “تعميق الشراكة بين فرنسا وأوروبا والقارة الأفريقية”، وكذلك “المسار الذي سيسلكه” في عهدته الثانية، بحسب ما أفادت الرئاسة.
ماكرون يعلن تغيير سياسة فرنسا في أفريقيا
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن الأسبوع الماضي، أن بلاده ستخفض من عدد جنودها المتواجدين في أفريقيا، واعتماد “نموذج شراكة جديد” مع دول المنطقة، غداة انسحاب عسكري فرنسي من عدة بلدان أفريقية.
جاء ذلك في خطاب ألقاه ماكرون في قصر الإليزيه، قبل يومين من زيارة الرئيس الفرنسي إلى أربع دول في وسط أفريقيا، هي الغابون وأنغولا والكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية.
وجاء هذه الخطاب بعد نهاية عملية برخان لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، واضطرار القوات الفرنسية إلى الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو، اللتين يحكمهما مجلسان عسكريان مع عداء واضح تجاه فرنسا.
وقال ماكرون: إن “التحول سيبدأ في الأشهر المقبلة عبر خفض ملموس لعديدنا وحضور أكبر في القواعد (العسكرية) لشركائنا الأفارقة”، واعداً بأن “تبذل فرنسا مزيداً من الجهد على صعيد التدريب والتجهيز”.
كما دعا الرئيس الفرنسي إلى التحلي بـ”التواضع” و”المسؤولية”، رافضاً “المنافسة” الإستراتيجية التي يفرضها، بحسب قوله، من يستقرون هناك مع “جيوشهم ومرتزقتهم”.