وطن– تزامنا مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار/مارس من كل عام، أصدرت مكتبة قرّاء المعرفة في سلطنة عمان كتاب: “بيبي ميزون وطبيبتها آن قصة الطبيبة التي دخلت الإسلام لإعجابها بشخصية أم السلطان قابوس بن سعيد رحمهما الله”.
الكتاب من إعداد وترجمة الكاتبة العمانية فاطمة بنت ناصر، تناول العديد من القصص المؤثرة والطريفة في حياة كلا من السلطان الراحل ووالدته ميزون بنت أحمد المعشني.
ذكرهم يظل خالدا الام الجليلة وتجلى ذالك في صلابتها كجبال مسقط رأسها وعقلها الحكيم وابنها البار الذي اشعل سراج البصيرة في عمان ونفع بحكمته بلاده ، اللهم اسكنهم في الفردوس الاعلى في جنات النعيم، كتاب جميل تلخص في داخله وان كان بسيطا شخصية الام والالهام والحنكة .. pic.twitter.com/5OS30RdwTC
— ﮼علي،المعشني (@almashniA3) March 9, 2023
الكاتبة فاطمة بنت ناصر، كشفت على غلاف الكتاب كيف جاءها الحماس لتأليف الكتاب، موضحة أنها بينما كنت تتصفح تويتر صادفتها تغريدة لخبر قديم نشرته صحيفة الجارديان في 2013 ، عن مجموعة من النساء البريطانيات اللاتي اعتنقن الإسلام، منهن كانت طبيبة إنجليزية سبب إسلامها تعرفها على شخصية أم السلطان قابوس تقول أن رحمهما الله.
وأوضحت أنه “لم يهدأ لها بال حتى تعرف من تكون تلك المرأة وهل ما زالت على قيد الحياة ؟ وهل ثمة تفاصيل أخرى تحكيها؟”، موضحة ان الخبر الذي قرأته كان مقتضبا جدا، ولم يحتو على أية تفاصيل تشرح كيف كان تأثير السيدة الجليلة ميزون على هذه الطبيبة.
صدر حديثاً عن مكتبة قرّاء المعرفة كتاب (بيبي ميزون وطبيبتها آن) قصة الطبيبة التي دخلت الإسلام لإعجابها بشخصية أم السلطان قابوس بن سعيد رحمهما الله.
إعداد وترجمة: فاطمة بنت ناصرللحصول على الكتاب التواصل عبر الواتساب https://t.co/rhT6t9PDEe pic.twitter.com/KeMv6DZkz0
— مكتبة قرّاء المعرفة (@Qalmaerifa) March 6, 2023
ويبدو أن الكاتبة توصلت بمجهودها الشخصي للطبيبة الشخصية لوالدة السلطان قابوس بن سعيد، واستذكرت معهاا العديد من المواقف المؤثرة والطريفة للطبيبة التي أطلقت على نفسها اسم “أمينة”، مع كلا من السلطان ووالدته.
خوض الطبيبة أمينة تجربة الصوم
وفي أحد المواقف، نقلت الكاتبة عن “أمينة” ما روته عن سنتها الاولى في البحث والقراءة عن الإسلام وقرارها بخوض تجربة الصيام قبل أن تسلم.
وقالت: “أذكر أنَّ السيدة ميزون كانت في رمضان ذلك العام في بريطانيا وكان يصادف فصل الصيف، مما يعني أن ساعات النهار والصيام كانت طويلة، وقد كنتُ أذهب لمعاينتها في محل اقامتها هناك. يرافقها طاقم طبي أحضرته السيّدة معها من . يلازمونها في محلّ إقامتها، وقد كانوا يفطرون قبل موعد الإفطار، فموعد الإفطار يكون في التاسعة مساءاً، بينما يفطر الطاقم بحلول الساعة السابعة مساءاً، وكان يحدث ذلك دون علم السيدة. فقد كانوا يتظاهرون بانشغالهم بالعمل بينما هم مشغولون بالأكل. فأنا أعلم أنَّه لم يكن هناك أي عمل، فعملهم هو مساعدتي فقط حين أزور السيّدة، كوني الطبيبة الأساسية، ولكنهم استخدموا ذلك العذر ليذهبوا للأكل.”
هذا المرة الأولى التي أقرأ فيها عن السيدة ميزون ..
كتاب جميل بلغة سلسة تنهيه في جلسة واحدة ،يتعرض لبعض الجوانب من حياة السيدة ميزون والدة السلطان قابوس ، مسلي وبه مواقف طريفة وبعضها مثير للتمعن
لا يعيبه إلا أنه ينتهي بسرعة 😅 pic.twitter.com/Kd9KlkLrzd— قيسٌ | 🧡 (@qais911q) March 8, 2023
موقف مؤثر للسلطان قابوس مع الطبيبة أمينة
كما روت الطبيبة “أمينة” موقفا مؤثرا شاهدته في لقائها الثاني مع السلطان قابوس بن سعيد خلال الاحتفال بالعيد الوطني الخامس عشر،والذي حضرته بدعوة كريمة منه.
وقالت انه “وأثناء العرض الطلابي الجميل انفلت أحد الأطفال من طابور العرض راكضاً نحو المنصة يصرخ قابوس قابوس قابوس وانفلت بقيَّة الأطفال راكضين نحو المنصة كما فعل زميلهم وأخذوا يهتفون باسم السلطان.
ولا أنسى ذلك المشهد لشدَّة تأثري به. فأنا لم استطع التحكم بمشاعري وانفجرتُ باكيةً أثناء حضوري للحفل، بينما كنت أرى جلالته خلال شاشة كبيرة وهو يجلس بثبات وبهيبة وجلال، وكنت أتساءل كيف يمكنه فعل ذلك أمام هذا المشهد المؤثر ؟!”.
وروت الطبيبة أنها سألت السلطان قابوس بن سعيد بعد انتهاء الحفل كيف يستطيع أن يتمالك نفسه ويسيطر على مشاعره أمام مشهد الأطفال في المهرجان وهم ينفلتون من طوابيرهم راكضين نحو المنصة هاتفين باسمه؟.
وقالت أنه ابتسم لها وقال: “لقد علمني الأمير تشارلز حركة مفيدة لمثل هذه المواقف وهي أن أضغط بإبهامي على باطن يدي الأخرى، وقد عانيت بعد ذلك الحفل آلاماً في أصابعي لمدة أسبوع”.
وأضافت الطبيبة: هكذا كان جلالته يوقف دموعه من أن تسقط، ولكنه كان شديد التأثر، موضحة أنها أخبرته في نهاية الحديث: “إنَّك محبوب جداً لدى شعبك، وردَّ عليّ بابتسامة ودودة للغاية”.
موقف طريف مع السلطان قابوس في مزرعة قصر السيب
كما روت الطبيبة أمينة موقف طريف آخر لقائها الثالث مع السلطان قابوس، ضمن مجموعة من الأجانب بمزرعة قصر السيب.
وفي حديثها عن الموقف، قالت: “أذكر أنني كنت متأنقة بلبس أوروبي غالي الثمن وحذاء ذو كعب عالي. وأخذنا جلالته بجولة في الإسطبلات وحظائر الحيوانات النادرة التي – يقتنيها. وقد كان السلطان يتقدمنا ويحاول أن يؤشِّر ويكلمنا عن الأنواع المميزة منها، ولكنَّ الشمس كانت توشك على الغروب والحيوانات كانت هائجة . وتصدر أصواتاً عالية.”
وأوضحت أن “السلطان كان يود أن يرينا مجموعة نادرة من الماعز، ولكن حراكها المستمر كان عائقاً أمام ما يود شرحه لنا. ولكني زوجة مزارع وأعرف كيف أمسك بالماعز، والسلطان بالطبع لم يكن يعلم بذلك”.
وقالت:” وقد فاجأت الجميع بصعودي على السياج بكامل زينتي وبكعبي العالي، وذهبت مباشرة للماعز الذي كان يشير إليه جلالته وأمسكت به وحملته بين ذراعي، وقلتُ لجلالته : هذا هو الذي تعنيه أليس كذلك؟”.
وأوضحت أن السلطان قابوس بن سعيد “انفجر ضاحكاً لفترة طويلة، فلم يتخيل أن يرى امرأة من بريطانيا ستمسك أمامه بماعز بتلك الطريقة”.