رمي جثة صدام حسين .. مفاجأة يفجرها رئيس الوزراء العراقي السابق
شارك الموضوع:
وطن– فجّر رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، مفاجأةً مدوّيةً بحديثه عن رؤيته لجثة الرئيس الراحل صدام حسين وهي ملقاة قرب منزله.
ففي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، قال الكاظمي إنه شاهد صدام حسين في أول جلسة لمحاكمته، وروى ذلك المشهدَ قائلاً: “ذهبت لأرى اللحظة التاريخية.. كانت لحظة تاريخية صعبة جداً ومفصلية بتاريخ العراق”.
وأضاف: “مع الأسف من حضر من ضحايا صدام حسين لم يكونوا في مستوى المسؤولية. كانوا يتكلمون عما حصلوا عليه من مكاسب شخصية، بيت من هنا وسيارة من هناك في جلسة (محاكمة صدام حسين) وبذلك صغّروا جرائم صدام حسين”.
المرة الثانية التي شاهد فيه مصطفى الكاظمي، صدام حسين كانت أكثر دراماتيكية، فقال عنها: “المرة الثانية عندما رموا جثته بين بيتي وبيت السيد نوري المالكي في المنطقة الخضراء بعد إعدامه”.
وأضاف، معقّباً على ذلك: “رفضت هذا العمل، لكنني رأيت مجموعة من الحرس متجمّعين وطلبت منهم الابتعاد عن الجثة احتراماً لحرمة الميت”.
وأكّد أنه تم إحضار الجثة قرب منزل المالكي، وقال: “المالكي أمر في الليل بتسليمها إلى أحد شيوخ عشيرة الندا، وهي عشيرة صدام حسين، فاستلموها من المنطقة الخضراء”.
وأضاف: “دُفن في تكريت. وبعد 2012 عندما سيطرت داعش (على المنطقة) تم نبش القبر، ونُقلت الجثة إلى مكان سري لا يعرفه أحد حتى الآن. وتم العبث بقبور أولاده”.
فشل عملية اغتيال صدام حسين
تأتي هذه المفاجأة المدوية، بعد أيام من كشف تفاصيل فشل عملية اغتيال صدام حسين ومصير المسؤولين عن المهمة.
القناة 13 الإسرائيلية، بثّت مسلسلاً وثائقياً كشفت فيه عن تفاصيل فشل خطة لاغتيال صدام حسين عام 1992، ومقتل 5 من جنود الكوماندوز المكلّفين بتنفيذها وإصابة 5 آخرين.
وذكر المسلسل الوثائقي، المقسّم على 8 حلقات من 4 ساعات، أنَّ التحقيقات التي بقيت سرية طوال 30 سنة، كشفت أنّ فشل الخطة يعود إلى خطأ بشري.
وقالت إن الأزرار المسؤولة عن إطلاق الصاروخين في التدريب “الجاف” والتدريب “الرطب” كانت متشابهة، فخلط الضابط بينها، وأطلق الصاروخ الحي بدلاً من صاروخ الكرتون التدريبي.
وكشف أن الصاروخ الذي أُطلق خلال التدريب لغرض قتل الرئيس العراقي، لم يقتل الجنديّ الذي مثّل دور صدام حسين، فعندما دخل إلى المكان المخصص له، وراح يلوّح بيديه للجمهور على طريقة صدام، سقط الصاروخ بالقرب منه وأصابه في ساقة لكنه لم يقتلْه، لذلك يقال إن الخطة فشلت مرتين، ولو أنها نُفّذت بالطريقة التي خططوا لها لكانت فشلت في الاغتيال أيضاً.
هذه الخطة التي أُعدّت في سنة 1991 من دون معرفة رئيس الوزراء إسحق شامير، بادر إليها رئيس أركان الجيش في حينه إيهود باراك، الذي أراد الانتقام من صدام لإطلاقه صواريخ على إسرائيل.
وفي الفترة من 17 يناير وحتى 25 فبراير 1991، قصف الجيش العراقي تل أبيب وحيفا ومحيطهما بإطلاق 43 صاروخ “سكاد”، وكان الهدف الإستراتيجي والسياسي للحملة العراقية هو جرّ إسرائيل للحرب بغرض إحراج قوات التحالف العربية التي اتّحدت ضد احتلاله الكويت، وبالتالي إحداث صدع في هذا التحالف.
وفي الخامس من نوفمبر 1992، تمت محاكاة العملية المفترضة في العراق، في قاعدة التدريبات العسكرية “بتسئليم” في النقب، وقد أشرف الجنرال لفين على التدريب، مع مسؤولين آخرين.
وخلال التدريب، في الساعة الـ06:10، كان من المفترض أن يكون الجزء الأول من التدريب “جافاً”، أي بعدم استخدام نيران حية.
لكن الطاقم المسؤول عن إطلاق النار قام بالضغط على الزر الخطأ، ما أدى إلى إطلاق صواريخ حية من طراز “تموز” تجاه مجموعة من الجنود الذين قاموا بمحاكاة حاشية الرئيس صدام حسين.
وكان من المفترض أن يتمّ إطلاق هذه الصواريخ في الجزء الثاني و”الرطب” للتدريب، الذي خطّط لتنفيذه عندما تكون المنطقة خالية. فقتل خمسة جنود، ولم يكن بينهم من مثل دور صدام حسين.
وبعد التحقيق جرت محاكمة عدد من المسؤولين بتخفيض رتبهم درجات، أو تسجيل ملاحظة في ملفاتهم، وتم تجميد خطة الاغتيال.