يوم الحساب قادم.. موقع بريطاني: “مواجهة مرتقبة بين الولايات المتحدة والإمارات لهذا السبب!”

وطن– كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، عن أنّ الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات تتجهان إلى مواجهة بسبب التهرب الروسي من العقوبات، حيث يتزايد إحباط واشنطن من أبو ظبي لاستخدامها للتهرّب من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ غزو أوكرانيا.

وقال الموقع البريطاني، إنه في نهاية شهر يناير، سافر وفد رفيع المستوى من الولايات المتحدة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة بريان نيلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، مشيراً إلى أنه سبقت تلك الرحلة مذكّرة دبلوماسية خاصة تنصّ على أنّ المسؤولين الأمريكيين يريدون مقابلة أعضاءٍ رفيعي المستوى من عائلة آل نهيان الحاكمة في أبو ظبي.

وبحسب الموقع، فقد كان الأمريكيون في الخليج “لمواصلة التنسيق بشأن التمويل غير المشروع وقضايا إقليمية أخرى”، مما يعني أنهم جاؤوا للحديث عن كيفية استخدام الإمارات للتحايل على العقوبات الغربية على روسيا، لافتاً إلى أنه أعقبت هذه الزيارة بوقت قصير زيارة من جيمس أوبراين، رئيس قسم العقوبات في وزارة الخارجية الأمريكية.

ووفقاً لموقع “ميدل إيست آي“، فإن أوبراين -الذي كان يعمل في مجموعة أولبرايت ستونبريدج، وهي شركة استشارية أنشأتها وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت بعد تركها للحكومة في عام 2001- هو عضو ديمقراطي داخلي منذ فترة طويلة يعود إلى أيام بيل كلينتون، الذي خدمه كمبعوث رئاسي خاص لمنطقة البلقان.

وأشار إلى أنه قريب جدًا من وزير الخارجية الحالي، أنتوني بلينكين، ومن سوزان رايس، مستشارة السياسة الداخلية لجو بايدن، التي كانت مستشارة باراك أوباما للأمن القومي.

واعتبر الموقع أنّ فورة النشاط هذه ليست من قبيل الصدفة، مؤكّداً على أنّ واشنطن بدأت بفقد صبرها سريعًا مع الإمارات، حيث يواصل حليفها مساعدة روسيا على التهرب من العقوبات المفروضة في أعقاب غزو أوكرانيا.

وأكد الموقع، أنّ “يوم الحساب قادم، مع عزم إدارة بايدن على فرض نوع من الإجراءات ضد أبو ظبي”.

وفي هذا السياق، نقل الموقع عن جوناثان وينر، المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى ليبيا، والباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط، قولَه لموقع “ميدل إيست آي”: “يفضّل الإماراتيون بالتأكيد عدم الاضطرار إلى الاختيار بين روسيا والولايات المتحدة”. لكن في هذه الحالة لا يمكنك أن تكون محايدًا. أيّ حياد مفترض هو في الواقع خيار لدعم روسيا”.

من جانبها، قالت إليزابيث روزنبرغ، مساعدة وزير الخزانة الأمريكية لشؤون تمويل الإرهاب، إن الإدارة قلِقة من قيام الشركات التي تتخذ من الإمارات مقرّاً لها بتصدير ما قيمته أكثر من 18 مليون دولار من البضائع إلى “كيانات روسية مصنّفة من قبل الولايات المتحدة”، بين يوليو/تموز، ونوفمبر/تشرين الثاني 2022.

ووفقًا لروزنبرغ، فإن 5 ملايين دولار من ذلك المبلغ تتكوّن من “بضائع أمريكية المنشأ تخضع لسيطرة الولايات المتحدة على الصادرات إلى روسيا”، بما في ذلك “أجهزة أشباه الموصلات، يمكن استخدام بعضها في ساحة المعركة”.

دبي

بحسب الموقع، تحتلّ الإمارات موقعاً إستراتيجياً بين آسيا وإفريقيا، وأصبحت الإمارات -وخاصة إمارتي أبو ظبي ودبي- واحدةً من الوجهات الرئيسية للشركات الروسية التي تغادر أوروبا والأثرياء الروس الذين يغادرون روسيا.

وانتقل الروس الأقوياء الذين ربما قاموا بأعمالهم في لندن أو سويسرا، إلى دبي أو أبو ظبي، حيث يمكنهم الاستمرار في الاستمتاع بأنماط الحياة التي اعتادوا عليها، والقيام بالعمل الذي يقومون به دون اهتمام لا داعيَ له.

وشوهدت اليخوت الفائقة التي تخصّ المليارديرات الروس الخاضعين للعقوبات، بما في ذلك أندريه سكوتش و”ملك النيكل” فلاديمير بوتانين، ورجل الأعمال الفولاذي ألكسندر أبراموف في مرسى ميناء راشد، بالقرب من مصب خور دبي.

وفي مارس/آذار الماضي، شوهد رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي السابق لكرة القدم، وهو ملياردير روسي آخر يخضع لعقوبات، يبحث عن منزل في نخلة جميرا في دبي.

وقال مصرفيّ استثماريّ بريطانيّ للموقع البريطاني: “لقد انتهت لوندونغراد إلى حدٍّ ما”، في إشارة إلى الوجود الساحق للنقود والأعمال الروسية في مدينة لندن.

عبور البضائع المتّجهة إلى روسيا

وفقاً لمحلل جيوسياسي مقيم في دلهي، فإن البضائع -غالبًا ما تأتي من الموادّ الغذائية- تأتي من جميع أنحاء العالم إلى روسيا عبر الإمارات العربية المتحدة. وقال المحلل الذي فضّل عدم ذكر اسمه: “لم تكن روسيا مستعدة لحرب طويلة”.

وأضاف: “على سبيل المثال، نفدَ منهم ورق التواليت. تأتي البضائع والمنتجات من الهند أو سنغافورة أو ماكاو أو في أي مكان آخر. يتمّ عبورهم عبر الإمارات العربية المتحدة -عادةً دبي ولكن في بعض الأحيان أبو ظبي- ثم يتمّ نقلهم بعد ذلك مع ميناء المنشأ الذي يحمل علامة الإمارات العربية المتحدة”.

وأشار الموقع إلى أنّ الإمارات العربية المتحدة مليئة الآن بالوسطاء الذين يعملون نيابةً عن الروس والكيانات الأخرى الخاضعة للعقوبات، موضحاً أنّه في مملكة مليئة بالتمويل والتجارة ورجال الأعمال الآخرين من جميع أنحاء العالم، فإن فرصة إبرام صفقة -بما في ذلك مع الأمريكيين- موجودة دائمًا.

تاريخ من الضغط

يعود الإحباط الأمريكي من الإماراتيين إلى سنوات أوباما على الأقل، عندما كانت الإمارات العربية المتحدة تعمل على تطوير العلاقات مع موسكو، حيث توسّطت الإمارات في اجتماع سريّ في يناير 2017 بين إريك برنس، مؤسس شركة بلاك ووتر الأمنية، وكيريل ديميترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، وهو صندوق ثروة سيادي روسي.

وكان الاجتماع مع برنس، الحليف المقرب لدونالد ترامب، جزءًا من جهد واضح لإنشاء قناة خلفية بين موسكو والرئيس القادم، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين.

منذ ذلك الحين، تقاربت المصالح الروسية والإماراتية في ليبيا، حيث تمّ النظر إلى تطلّعات موسكو في الغالب من خلال أنشطة مجموعة فاغنر، وهي جماعة مرتزقة خاصة تعمل في سوريا وأوكرانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ويقودها مساعد بوتين يفغيني بريغوزين.

Exit mobile version