“قطر محل ثقة الطرفين”.. تطورات جديدة في مباحثات تبادل الأسرى بين واشنطن وطهران.. ما القصة؟
وطن- قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد تُفرِج عن أموال للنظام الإيراني مع وضعها في حساب بنكي بقطر، لضمان عدم استخدامها لشراء سلع خاضعة للعقوبات. وذلك ضمن صفقة لتبادل سجناء.
الاتفاق في مراحله الأخيرة
وقال وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان”، إنّ طهران باتت في المراحل الأخيرة من التفاوض بشأن تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة، مدّعياً إحراز تقدّم في صفقة حساسة وهامة للغاية اعترضت عليها واشنطن على الفور.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح للوزير عبد اللهيان عبر التلفزيون الإيراني الرسمي، يوم الأحد، قال فيه إن البلدين على وشْك تبادل الأسرى على الرغم من التوترات المتزايدة في الأشهر الأخيرة بشأن القضايا النووية والعلاقات مع روسيا.
وأضاف اللهيان: “توصّلنا إلى اتفاق في الأيام الأخيرة، وإذا سارت الأمور على ما يرام في الجانب الأمريكي، أعتقد أننا سنشهد عملية تبادل أسرى على المدى القصير. وبقدر ما نشعر بالقلق، كل شيء جاهز”.
لكن تمّ التأكيد على استمرار التحديات الدبلوماسية عندما رفض البيت الأبيض اقتراحَ صفقة وشيكة.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنّ التصريحات الإيرانية بشأن الصفقة “كذبة أخرى قاسية بشكل خاص تزيد من معاناة أسر السجناء”.
وأشار المتحدث إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تعمل بلا كلَل لتأمين الإفراج عن الأمريكيين الثلاثة المعتقَلين ظلماً في إيران. “لن نتوقف حتى يجتمع شملهم مع أحبائهم”.
وتقول الجمهورية الإسلامية، التي تحتجز ما لا يقلّ عن ثلاثة إيرانيين أمريكيين مزدوجي الجنسية في سجونها، إنها مستعدّة لمبادلة الأسرى طالما أنّ أيّ صفقة تُطلق سراح الأموال الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية.
واشطن تُجمّد أكثر من 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية
ووفق صحيفة “فايننشال تايمز”، تمّ تجميد أكثر من 7 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني في بنكين كوريين جنوبيين، بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي لعام 2015، الذي وقّعته إيران مع القوى العالمية.
وقال دبلوماسي غربي كبير في طهران، إن إمكانية تبادل الأسرى لها “زخم” جديد.
وقال شخص آخر اطّلع على المناقشات، لم تُورد الصحيفة اسمه، إنّه لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق نهائي لكن تمّ إحراز تقدّم، وأضاف ذات المصدر، أنّ المناقشات لا تزال جارية حول كيفية الإفراج عن الأموال.
هذا وقد يواجه الرئيس جو بايدن ردَّ فعل عنيفًا محليًا ومن حلفائه في الشرق الأوسط، وخاصة إسرائيل، إذا اعتُبر أن إدارته تسمح بتحويل مليارات الدولارات إلى النظام الإيراني.
قطر تتمتع بعلاقات جيدة مع واشنطن وطهران
قال ذات المصدر لصيحفة فاينانشال تايمز، إنّ أحد الخيارات هو أن يتمّ الاحتفاظ بالأموال في حساب بقطر لضمان استخدامها لسلع غير خاضعة للعقوبات لإيران، مثل: الأدوية والغذاء. ومن غير الواضح ما إذا كان إطلاق سراح أيّ سجناء إيرانيين في الولايات المتحدة من بين مطالب طهران.
وكانت مفاوضات أجريت في سبتمبر/أيلول في أثناء اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بشأن تبادل محتمَل للسجناء، ويقول دبلوماسيون إنّ قطر التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كلٍّ من واشنطن وطهران، ساعدت في تسهيل المحادثات.
وفي الشهر التالي، أفرجت طهران مؤقتًا عن “سياماك نمازي”، رجل الأعمال الإيراني الأمريكي، ورفعت حظر السفر عن والده باقر نمازي البالغ من العمر 85 عامًا.
لكن الجهود الدبلوماسية أُحبطت مع قيام النظام بقمع الاحتجاجات على مستوى البلاد واتهامه ببيع طائرات مسيرة مسلحة إلى موسكو، والتي استخدمتها القوات الروسية في حربها في أوكرانيا.