وطن– نتساءل أحياناً عن سبب مهاجمة البعوض لأشخاص دوناً عن غيرهم، وهذا ما دفع علماء أمريكيين لاكتشاف سبب ميل البعوض للسع بعض الناس أكثر من غيرهم.
وبحسب ما نشرته مجلة “فام أكتيال” الفرنسية، وجدَ باحثون في معهد جونز هوبكنز (بالتيمور، الولايات المتحدة الأمريكية) الإجابة، ونشروا نتائج أبحاثهم في فبراير الماضي في مجلة Cell Reports.
يحتوي البعوض على عدة مستقبلات لاكتشاف البشر
قام العلماء بتجارب على نحو عشرين بعوضة، وتمكّنوا من خلال ذلك من “تحديد” المستقبلات المتخصصة الموجودة في الخلايا العصبية لهذه الحشرات، والتي من شأنها أن تلعبَ دوراً أساسياً في مساعدتهم على تحديد موقع فرائسهم. وفي حين أنّ البعوض يكتشف الروائح بشكل أساسي من خلال قرون الاستشعار الخاصة به، فقد طوّر أيضًا العديد من الحواس.
وهكذا، فإن أنواعًا من الحشرات مثل: Anopheles gambiae، هي مصدر انتقال الملاريا، كما أنّ لها “ثلاثة أنواع من المستقبلات”؛ مستقبلات الرائحة ومستقبلات الذوق، ومستقبلات التأين. الأول سيساعد البعوض على تمييز البشر عن الحيوانات. ويؤدي النوع الثاني من المستقبلات إلى الانجذاب للأشخاص الذين يفرزون كمية أكبر قدر من غاز ثاني أكسيد الكربون، في حين أن الأخير سيتفاعل مع “الأحماض والأمينات”، وهي مركبات موجودة على جلدنا، وفقًا لما ترجمته “وطن“.
دراسة تكشف: 3 ألوان ينجذب البعوض إليها بشكل خاص
هذا هو سبب لدغ البعوض بعض الناس بسهولة أكبر
قال كريستوفر بوتر، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، في بيان: “يُعتقد أن المستويات المختلفة من أحماض معينة على جلد الإنسان تفسّر سبب جاذبية البعوض لبعض الناس أكثر من غيرهم. وبالتالي، فإن المستقبلات الأيونية الموجودة على مستوى قرون الاستشعار، ستشجعها على التوجه نحو إنسان معين، وليس نحو إنسان آخر”.
من جهة أخرى، أظهرت دراسة سابقة بالفعل أنّ البعوض ينجذب إلى الرائحة وحرارة أجسام بعض الأشخاص. لذلك يمكن أن يساعد هذا العمل الجديد في إيجاد حلول للحماية بشكل أفضل ضدّها.
وخلص العلماء إلى أن “فهم البيولوجيا الجزيئية لكيفية اكتشاف البعوض للرائحة، أمر ضروري لتطوير طرق جديدة لتجنب اللدغات والأمراض الخطيرة التي يسببها”.