تركي الحمد يتوقع سيناريوهات السلوك الإيراني بعد “الاتفاق”.. كيف تتعامل السعودية؟

By Published On: 18 مارس، 2023

شارك الموضوع:

وطن- حدّد الأكاديمي السعودي البارز تركي الحمد، المقرب من دوائر الحكم في المملكة، سيناريوهاتِ السلوك الإيراني في أعقاب اتفاق عودة العلاقات الموقّع مؤخراً بين الرياض وطهران، موضحاً كيفية تعامل المملكة مع الأمر.

وقال تركي الحمد في سلسلة تغريدات عبر موقع تويتر: “يا ترى، هل يمكن التنبؤ بالسلوك السياسي الإيراني القادم بعد الاتفاقية مع السعودية؟هل سيكون عقلانيا،كما يفترض،أم أن أساطير الهيمنة الإمبراطورية الفارسية، والتمهيد لعودة المهدي المنتظر، سوف تتغلب على تلك العقلانية،التي قد تتحول إلى مجرد فرصة أو هدنة لالتقاط الأنفاس؟”.

وأضاف: “حقيقة لا يمكن التنبؤ بذلك في ظل تعدد مراكز اتخاذ القرار السياسي في الداخل الإيراني،وفي ظل تردي الأوضاع في ذلك الداخل.فمن ناحية،يفرض تردي الأوضاع عقلانية سياسية معينة من أجل مصلحة النظام واستمراره”.

وتابع: “من ناحية أخرى،عدم مركزية اتخاذ القرار،وتعدد المشارب الأيديولوجية للمؤثرين على اتخاذ القرار الإيراني،يجعلنا أمام استراتيجيتان ايرانيتان كل منهما وارد:أحدهما توسعية لا ترى إلا بعين كورش والمهدي،والأخرى عقلانية تعرف حجمها وحجم إيران ومصلحة النظام،وما علينا سوى الانتظار لمعرفة من سيكون النصر إلى جانبه.وبالنسبة للسعودية،فأجزم أن لديها بديلا وخطة معينة لكل خيار استراتيجي إيراني”.

وتابع: “وبشكل عام نستطيع القول، وبالنسبة للسعودية، أن الذئب ينام دوما وعينه مفتوحة”.

اتفاق سعودي إيراني

وقبل أيام، أعلنت المملكة العربية السعودية وإيران والصين، التوصّل إلى اتفاق، في بكين، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، بحسب بيان مشترك للدول الثلاثة.

وأمس الأول الجمعة، أكّد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أنّ اتفاق بلاده الأخير مع إيران، قائم على أسس احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها.

وكشف الوزير في كلمته، خلال الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في العاصمة الموريتانية نواكشوط، عن أنّ المفاوضات بين البلدين جرت على مدار عامين، وشهدت مباحثات في بغداد، ومسقط، وبيجين.

وقال بن فرحان: “المملكة تؤمن بأهمية ما يجمعنا من روابط الدين والجوار، وتبسط يدها دوماً للحوار، وحل الخلافات بالطرق السلمية، ومن هذا المنطلق، أجرت لأكثر من عامين عدة جولات للحوار مع الأشقاء في إيران في كل من بغداد ومسقط ثم مؤخرًا في بكين“.

وأضاف: “وقد تكللت هذه المباحثات بالاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، على أساس احترام مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وفي طليعتها احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحسن الجوار وحل الخلافات بالحوار”.

وكان مسؤول سعودي قد كشف مؤخراً، النقابَ عن كواليس المحادثات بين الرياض وطهران قبل الإعلان عن الاتفاق السعودي الإيراني لإنهاء قطيعة دامت سبع سنوات، بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين برعاية صينية الأسبوعَ الماضي.

وطبقاً للمسؤول السعودي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أرست عدة اجتماعات أخرى الأسس للمحادثات التي عُقدت في بكين.

وتضمّن ذلك تبادل آراء موجزاً بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني خلال قمة إقليمية في الأردن أواخر ديسمبر، ثم محادثات بين وزير الخارجية السعودي ونائب الرئيس الإيراني خلال تنصيب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين في فبراير.

وقال المسؤول السعودي، إنّ محادثات بكين شهدت خمس جلسات مكثفة للغاية، حول القضايا الشائكة بما في ذلك الحرب في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة، فيما تدعم طهران الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 2014.

وأوضح المسؤول أنّ المحادثات أسفرت عن “التزامات ملموسة” بشأن اليمن، لكنّه لم يكشف عنها.

وتابع: “إيران هي المورّد الرئيسي للأسلحة والتدريب والبرامج الدعائية للحوثيين ونحن الضحية الرئيسية لهذه الصواريخ والطائرات دون طيار وأشياء أخرى.. لذا يمكن لإيران أن تفعل الكثير وينبغي أن تفعل الكثير.. على إيران وقف إمداد الحوثيين بالسلاح”، وهي تهمة تنفيها طهران.

وكانت العلاقات قد انقطعت عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، بعدما أعدمت المملكة رجلَ الدين الشيعي نمر النمر.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment