وطن– يبدو أنّ المواطنين المصريين قد استبقوا خطوة “تعويم الجنيه” المرتقبة من قبل الحكومة، وقاموا بتعويم العملة المحلية فعلياً من خلال المضاربة على الدولار في السوق السوداء، ما صعد به لأرقام خيالية تُنذر بكارثة تهدّد الاقتصاد المصري.
سعر الدولار في السوق السوداء بمصر اليوم
ويشار إلى أنّ عدة تقارير سابقة ذكرت أنّ الحكومة المصرية ستقوم بتعويم جديد للجنيه خلال شهر مارس الجاري، لتنخفض قيمة العملة المحلية أمام الدولار مجدداً بنسبة 10%. وذلك بعد فقد الجنيه أكثر من 75% من قيمته في قرارات تعويم سابقة.
ووصل سعر الدولار داخل السوق السوداء في مصر بسبب المضاربة عليه وعدم توفره في البنوك، إلى أرقام خيالية واختلف السعر من محافظة لأخرى.
وأفاد متعاملون في هذه السوق لـ(وطن)، بأن سعر الدولار قد تجاوز الـ36 جنيهاً للشراء، مقابل 36.25 جنيهاً للبيع.
ويسعى المواطنون المصريون من خلال عمليات اكتناز الدولار، إلى المحافظة على ثرواتهم وممتلكاتهم، بعدما عانوا سابقاً من كارثة هبوط قيمتها، بسبب انخفاض قيمة العملة المحلية.
وتسبّب تأخّر قرار النظام المصري بالتعويم الجديد، في زيادة عمليات البيع والشراء والمضاربة على الدولار داخل السوق السوداء. وباتت عمليات رائجة لربح حقّق منها بعضهم ثروة.
القفزات الجديدة والمفاجئة بسعر الدولار، زادت من ربكة الاقتصاد المصري المنهار في الأساس، وسط عجز نظام السيسي عن إيجاد حلول لأزمة شحّ العملة الصعبة.
سعر الدولار في البنوك اليوم
وجاء أعلى سعر للدولار داخل بنوك مصر اليوم، السبت، عند 30.90 جنيهاً للشراء مقابل 30.95 جنيهاً للبيع. وذلك داخل مصرف أبوظبي الإسلامي.
بينما حقّق سعر الدولار داخل البنك المركزي المصري، 30.85 جنيهاً للشراء مقابل 30.96 جنيهاً للبيع.
وداخل بنكي مصر والأهلي الحكوميين، وصلَ سعر الدولار اليوم، السبت 18 مارس، إلى 30.75 للشراء، مقابل 30.85 للبيع.
السيسي يستميت لأجل الدعم الخليجي
وأمس، الجمعة، أعلنت مصر استعدادَها لأن تتخذ كلّ ما يلزم من إجراءات من أجل تيسير زيادة الاستثمارات من المملكة العربية السعودية في الدولة التي ضربتها الأزمة الاقتصادية، في خطوة تهدف إلى تأمين التمويل الضروري والعاجل لوقف تدهور الاقتصاد.
وفي هذا السياق، قال وزير المالية محمد معيط في بيان له أمس، إنّ بلاده تحرص “على دعم كل ما هو مطلوب لزيادة الاستثمارات السعودية”، وسط دعم مصري “غير مسبوق للقطاع الخاص المحلي والأجنبي”.
جدير بالذكر، أنه قبل عام، تعهّدت السعودية، وهي داعم ماليّ رئيسي لرئيس النظام عبد الفتاح السيسي، باستثمار 10 مليارات دولار في مصر، التي تواجه أسوأ أزمة في العملة الأجنبية منذ سنوات.
غير أنّ الرياض لم تضخّ حتى الآن سوى 1.3 مليار دولار عندما اشترت وحدةٌ تتبع “صندوق الاستثمارات العامة”، حصصاً مملوكة للدولة في أربع شركات مصرية.
وكانت تقارير تحدّثت عن أزمة صامتة بين السعودية ومصر خلال الأيام الماضية، تفجّرت مؤخراً في شكل تراشق حادّ بين إعلام نظام السيسي والإعلام السعودي.
وألمح السيسي نفسَه لهذه الأزمة مع السعودية، خلال أحد خطاباته الأخيرة مطالباً الجميع بضبط النفس والمحافظة على حسن العلاقة مع الأشقاء.
وأعادت مصر الشهر الماضي، إحياءَ خطة لبيع حصص في عدد من الشركات التي تديرها الدولة بهدف توفير سيولة مالية، بعد انهيار الوضع الاقتصادي بسبب سياسات عبدالفتاح السيسي الفردية.
وتنتظر دول الخليج التعويم الكامل للجنيه حتى تدخل على خط الاستثمار الفعلي في مصر، لضمان الحصول على قيمة عادلة قبل ضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد المصري.
قل إخصاء إفناء إفساء تسخيم تقزيم تسخيط تضئيل تكميم ولاتقل تعويم الجنيه