بعد “محو حوارة”.. سموتريتش ينفي وجود شعب فلسطيني!

وطن– من جديد، عاد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، لإطلاق تصريحاته المثيرة للجدل بشأن الفلسطينيين، حيث أنكر وجود الشعب الفلسطيني. وذلك في العاصمة الفرنسية باريس.

ونقلت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، عن الوزير المتطرف الذي يتزعم الحزب الصهيوني الديني: “لا وجود لما يسمى بفلسطينيين لأنه لا وجود لما يسمى بشعب فلسطيني. من هم الفلسطينيون الحقيقيون؟ أنا فلسطيني”.

وتحدث وزير المالية الإسرائيلي عن 13 جيلاً من عائلته في أرض إسرائيل، وعن جدته التي ولدت في بلدة المطلة الحدودية الشمالية قبل ما يزيد على مائة عام قبل إنشاء الدولة، وقال إنّ أسلافَه وجدته “فلسطينيون”.

وزعم سموتريتش: “قبل عام 1948، كانت الأرض التي تضم الآن دولة إسرائيل الحديثة تسمى فلسطين. واستخدم الرومان هذا الاسم للإشارة إلى تلك المنطقة بعد غزوهم لدولة إسرائيل القديمة”.

وقارن سموتريتش تاريخَ اليهود في المنطقة الذي يمتدّ إلى آلاف السنين مع تاريخ الفلسطينيين المعاصرين، الذين قال إنه لا تاريخ لهم، وزعم أنّها “دولة خيالية”، وأضاف: “الدولة الفلسطينية قامت لأقل من مائة عام”، مدّعياً أنّها لا تفي بالمعايير الدولية للأمة لأنها لا تملك تاريخاً وثقافة ولغة وعملة.

https://twitter.com/saaed_bsharat/status/1637693066172612609?s=20

وأضاف: “أسألكم من كان أول ملك فلسطيني، ما اللغة المتفردة التي يملكونها، هل توجد عملة فلسطينية أصلاً. هل من تاريخ أو ثقافة فلسطينية؟ لا. لا وجود لما يسمى بأمة فلسطينية”.

وأشار إلى أن الفلسطينيين من عرب المنطقة وصلوا إلى أرض إسرائيل في أولى موجات الهجرة نفسها نهاية القرن الـ19، وقال إنه حين تحقّقت النبوءات التوراتية بعودة اليهود إلى أرضهم، لم يرُق هذا لبعض العرب.

وأضاف مستكمِلاً: “فماذا حدث؟ اخترعوا دولة وهمية وبدأوا يناضلون لأجل حقوقهم الوهمية في أرض إسرائيل ليحاربوا الحركة الصهيونية. هذه هي الحقيقة التاريخية والحقيقة التوراتية. تلك هي الحقيقة ولا بديل عنها”.

وتابع: “الحقيقة التي على عرب إسرائيل أن يسمعوها، وعلى اليهود الحائرين في إسرائيل أن يسمعوها، وعلى الإليزيه والبيت الأبيض سماعها. الحقيقة التي على العالم بأسره أن يسمعها لأنها الحقيقة”.

تحريض الوزير المتطرف على محو حوارة

يشار إلى أنّ سموتريتش كان قد دعا قبل أسابيع، إلى محوِ بلدة حوارة الفلسطينية، قائلاً: “بلدة حوارة يجب أن تُمحى.. أعتقد أن على إسرائيل أن تفعل ذلك وليس أشخاصاً عاديين”.

أدلى سموتريتش بذلك التصريح بعد مقتل مستوطنين بالرصاص، بينما كانا يمران بسيارتهما قرب بلدة حوارة جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، وأعقب ذلك هجوم مستوطنين إسرائيليين على البلدة وقيامهم بأعمال حرق وتخريب للممتلكات.

غضب دولي بعد تصريح سموتريتش

أثار تصريح الوزير الإسرائيلي عن محوِ حوارة ردودَ فعل عربية ودولية غاضبة، وأدانت عدة دول ومنظمات تصريحات سموتريتش، بينها قطر والسعودية ومصر والإمارات والأردن والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي.

كذلك ندّدت الخارجية الأميركية بشدة بتصريحات سموتريتش الذي يتزعم تحالف الصهيونية الدينية العنصري المتطرف، أكبر شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالائتلاف الحاكم.

وبعدَ موجة الغضب، أقرّ وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بأنّه اختار كلماته بشكل سيئ عندما دعا إلى “محو” بلدة حوارة، وقال: “من المحتمل أن تكون الكلمة قد اختيرت في شكل سيئ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى