وطن– نشرت صحيفة “فانيتاتيس” الإسبانية، تقريراً عن جنان حرب، الزوجة السرية للملك السعودي الراحل، فهد بن عبد العزيز، وكيف ارتبطت به وكيف أُجبر على التخلي عنها.
ووفقاً للموقع الإسباني “فانيتاتيس“، فقد بدأت قصة جنان حرب مع الملك فهد ملك المملكة العربية السعودية كحكاية خرافية تحوّلت إلى كابوس، موضحةً أنّ الخيانة التي تعرّضت لها على يد زوجها وعائلته دفعتها إلى المنفى والحزن المطلق وحتى إلى المحكمة.
الذكرى الـ 55 للزواج السري
وبحسب الصحيفة، يصادف شهر مارس هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لزواجها السري من الأمير الذي أصبح فيما بعد ملكاً للمملكة العربية السعودية، وكيف أصبحت هذه المرأة الفلسطينية زوجته؟
وقالت الصحيفة، إنّ جنان حرب ولدت في حيفا، في منزل مسيحي فلسطيني، أجبرها الوضع السياسي المعقد في فلسطين على الهجرة، حيث أرادت أن تبدأ حياة جديدة في الخارج، وانتقلت مع أبناء عمومتها إلى المملكة العربية السعودية، إلى منزل صغير في جدة، حيث تمكّنت من العمل في السفارة الفنزويلية كمترجمة عربية.
اللقاء الأول
ولفتت الصحيفة، إلى أنّ جنان حرب لم تتخيل أبداً ما الذي سيجلبه له المصير، موضحة أنّه في سبتمبر 1967، نظّمت سيدة أعمال مهمة حفلة حضرتها، وهناك قابلت الأمير فهد آنذاك، حيث كان عمره 45 عامًا، متزوج ولديه 9 أطفال، لكن عندما رأى تلك الفتاة البالغة من العمر 19 عامًا، والتي تشبه صوفيا لورين، لم يتردد في الاقتراب منها.
ومنذ تلك اللحظة، بدأ الأمير في استمالة جنان بهدايا باهظة الثمن مثل المجوهرات والفراء والساعات وسيارات الليموزين التي حملتها وأخذتها من المنزل ورحلات الأحلام والمطاعم الفاخرة وما إلى ذلك، حيث بدأ مستوى من التألّق لم تعرفه من قبل يحيط بحياتها.
الملك فهد اعترف بحبه لـ جنان حرب
وبعد شهرين من لقائهما في تلك الحفلة، اعترف فهد لجنان حرب، خلال رحلة إلى لندن، بحبه لها، وبعد ستة أسابيع اقترح عليها الزواج، ولكن كانت هناك مشكلة كبيرة لحفل الزفاف أن يتمّ بشكل طبيعي.
ووفقاً للصحيفة، فقد عرف الأمير فهد أنه إذا أصبح ملكاً، فسوف يأخذ لقب وصي العقيدة الإسلامية، وكان زواجه من امرأة غير مسلمة غير مقبول في نظر الجميع، ومن ناحية أخرى، لا يجب إذلال زوجة فهد الرسمية الأولى بزفاف زوجها الجديد، ولهذا كلّه انتقلت جنان حرب إلى قصر الشرفية وفي مارس 1968 أقام حفل زفاف سرياً داخل جدرانه وأمام ثلاثة شهود.
إجبارها على الإجهاض 3 مرات
ووصفت الصحيفة، أنّ جنان حرب قضت أشهراً من السعادة، محاطة بالرفاهية والحب، لدرجة أنها أرادت أن تكون أماً، لكن فهد رفض أن يكون لها طفل بدم فلسطيني في عروقها، وأكدت أنها حملت ثلاث مرات، وأنّ فهد أجبرها على الإجهاض في جميع المناسبات الثلاثة.
وأكدت الصحيفة، أنّ وجود جنان في القصر أصبح مزعجًا بشكل متزايد لعائلة فهد حتى أواخر السبعينيات، حيث أمرها شقيقه بالمغادرة.
واعترفت جنان حرب بنفسها لصحيفة “التايمز”، كيف كانت في ذلك الوقت “امرأة محطمة” منفية في الولايات المتحدة، بعيدة عن عائلتها وبدون حماية من زوجها الذي وافق على رحيلها لأسباب لم تكن تعلمها.
ووفقاً للصحيفة، فإنّ الاتصال بفهد لم يتوقف، حيث إنه في السنوات التي أعقبت رحيلها المتسرع من القصر، تقابلت هي وملك المملكة العربية السعودية المستقبلي في عدة مناسبات. ومع ذلك، لم يكن هناك رجوع في فترة الراحة، وأخبرته جنان في عام 1974 عن رغبتها في الزواج من محامٍ مسيحي في بيروت.
زواج حسب الشريعة الإسلامية
ولفتت جنان حرب، إلى أنّ زواجها من فهد تمّ من خلال حفل إسلامي لا يزال قائماً بموجب الشريعة، حيث لم يكن هناك طلاق مطلقًا، بينما كان زواجها من المحامي من خلال حفل زفاف مدني، حيث استمرّ الزواج الجديد 5 سنوات، ونتيجةً لهذه العلاقة وُلدت فتاتان حصلتا على أفضل تعليم في أوروبا بفضل مساهمات فهد المالية.
وفي عام 1995، أصيب الملك فهد بجلطة دماغية لم يُشفَ منها بالكامل حتى وفاته عام 2005، عن عمر يناهز 82 عامًا، كما قالت جنان حرب دائمًا، إنّ فهد وعدها بأنه لن يوقف أبدًا الدعم المالي لها.
لقاء مزعوم مع الأمير عبد العزيز بن فهد
وفي 20 يونيو 2003، ادّعت جنان حرب أنّها التقت الأمير عبد العزيز، نجل الملك فهد، في فندق دورشيستر بلندن، ووافق على دفع 12 مليون جنيه إسترليني (16.8 مليون يورو)، ومنحها شقتين تقعان في حي تشيلسي، وتقدّر كلٌّ منهما بنحو 5 ملايين جنيه إسترليني (7 ملايين يورو)، كل ذلك من أجل الوفاء بوعد والده.
ومع ذلك، لم يتمّ الدفع مطلقًا، ونفت العائلة المالكة أنّ الاجتماع قد حدث على الإطلاق.
ولهذا السبب، قررت جنان حرب رفع دعوى قضائية للمطالبة من أهله بما تعتبره حقاً لها، وكانت تدافع عن حقّها في الحصول على مزايا من المملكة العربية السعودية لأنها كانت لا تزال متزوجة من فهد عندما وعدت بالدعم المالي مدى الحياة. بالإضافة إلى ذلك، ادّعت أنه خلال زواجها من فهد أنها ساعدته في العديد من أعماله.
حرب قضائية
وبدأت حرب قضائية استمرّت لسنوات حتى عام 2015، أمرت المحكمة العليا نجل الملك فهد، الأمير عبد العزيز، بدفع تعويض لجنان قدره 15 مليون جنيه إسترليني (ما يزيد قليلاً عن 17 مليون يورو) ومنحه شقتين فاخرتين في تشيلسي، إلا أن الأمير عبد العزيز قرر استئناف هذا الحكم القضائي وألغيت العقوبة السابقة.
وقالت جنان حرب، “لقد حاولت الاتصال بأسرة زوجي، وتلقيت العديد من الوعود الكاذبة في ظلّ عدم وجود حلٍّ مُرضٍ، مضيفةً أنّ كلّ ما أسعى إليه هو ما هو حقٌّ لي”، مهدّدةً بأنها على استعداد لكشف ما في جعبتها وفضح ما كان يدور داخل القصر.