وطن- في مفاجأة هزّت الشارع المصري، أعلن السياسي المصري البارز أحمد الطنطاوي، رئيس حزب الكرامة السابق، عن عودته لمصر قريباً، وألمح لخوضه سباق انتخابات الرئاسة المقبلة ومنافسته للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي على الحكم.
أحمد الطنطاوي ينافس السيسي على رئاسة مصر
وفي منشور له عبر صفحته الرسمية بـ فيسبوك لاقى تفاعلاً واسعاً، أعلن النائب المصري السابق أحمد الطنطاوي، أنه سيعود لمصر، يوم 6 مايو المقبل.
ويشار إلى أن “الطنطاوي” كان قد غادر البلاد بشكل مفاجئ في أغسطس الماضي، إلى بيروت وبعدها بشهر أعلن استقالته من رئاسة حزب “الكرامة”.
كما حدّد أحمد الطنطاوي موعدَ عودته بالتفصيل، وكذلك معلومات رحلته والطائرة التي سيستقلّها.
وقال بحسب ما رصدت (وطن): “رمضان كريم.. كل سنة وحضراتكم وكل أحبابكم بكل خير.. وحشتوني ووحشني وطني الذي لم يغادر عقلي وروحي ووجداني لحظة واحدة، وأعود إليه بإذن الله يوم السبت ٦ مايو على طائرة مصر للطيران القادمة من بيروت والتي تصل مطار القاهرة ١٢.٣٠ ظهرًا”.
وتابع ملمّحاً لخوضه سباق انتخابات الرئاسة المقبل وترشّحه أمام السيسي: “لأقوم بواجبي في تقديم البديل المدني الديموقراطي الذي تحتاج إليه مصر ويقدر عليه شعبها العظيم”.
وقوبل إعلان رئيس حزب الكرامة السابق، بتفاعل كبير جداً من قبل المصريين، الذين شجّعوا قرارَه هذا، وأعلنوا دعمهم الكامل له، متمنينَ أن ينجحَ فعلاً في خوض هذه التجرِبة.
وفي هذا السياق، كتب إيهاب سمارة: “هذا هو ما يتوقعه منك المصريون كنت شجاعا بيننا حين انتخبناك نائبا للشعب وستظل شجاعا حتى تعود بيننا مرة أخرى”.
وتابع مُشيداً بأحمد الطنطاوي: “و لا ينسى أحد أن رفضك لقانون غير دستورى يقوض سلطة الشعب فى مسائلة الحاكم المبدد لأمواله وأصوله، كان هو السد المنيع لو تمت الاستجابة لرفضك الشجاع وقتها.. عد لتستكمل معركتك ضد الفساد ولصالح أهل بلدك”.
وقال أنس حبيب: “تصرف شجاع وجريء جدًا وربنا يسترها عليك ويحفظك”.
وذكر أيمن حسن: “إن شاء الله تكون سبب في نهضة الاقتصاد وفي افكار عملية علي ارض الواقع”.
هل يلقى أحمد الطنطاوي نفس مصير سامي عنان؟
هذا وعبّر آخرون عن خوفهم من أن يلقى “الطنطاوي” نفسَ مصير معارضي السيسي السابقين، حيث لا يسمح رئيس النظام بأيّ منافسة ضده، ويستخدم كلّ أساليب البطش والقمع ضد معارضيه حتى المحتملين منهم.
ويَتّهم العديد من النشطاء السيسي بأنه أصبح “فرعون مصر الجديد”، الذي جاء للحكم بانقلاب عسكري، استغلّ فيه الصراع بين التيارات السياسية في مصر في هذه الفترة وخلافات بعضهم مع جماعة الإخوان التي كانت تحكم وقتها.
ويشار إلى أنه في عام 2018، ظهر الفريق سامي عنان -عضو المجلس العسكري- مرشّحاً للانتخابات الرئاسية أمام السيسي.
وفي يناير/كانون الثاني تحديداً من عام 2018، أعلنت حملة عنان الرئاسية توقيفه وإحالته للتحقيق، بتهمة مخالفات تتعلق بالترشح للانتخابات الرئاسية.
وأصدرت القوات المسلحة المصرية آنذاك، بياناً اتهمت فيه عنان بالتزوير في المحررات الرسمية المتعلقة بإنهاء خدمته العسكرية، كما وجّهت له اتهاماً بالتحريض ضد الجيش.
وفي ديسمبر 2019، أكد محامي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية سابقا، سامي عنان، خبرَ الإفراج عن موكّله بعد ما يقارب عامين من توقيفه بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية المصرية.
وقال محامي عنان، ناصر أمين، في تصريحات صحفية وقتَها، إنّ موكله قد خرج بالفعل وهو في منزله، مشيراً إلى أنه ليس على اطلاع بعدُ بالصيغة القانونية التي تمّ الإفراج عن عنان بموجبها.
أحمد الطنطاوي ينتقد نظام السيسي
وكان الطنطاوي قد اعتبر أنّ السلطة الحالية “كان أداؤها هو الأسوأ في تاريخ مصر خلال الـ200 عام الأخيرة على الأقل”، مبرّراً في الوقت ذاته سفرَه إلى بيروت بأنه من أجل الدراسة، وإعداد نفسه علمياً وعملياً، و”لفترة مؤقتة، يعود بعدها إلى وطنه، الذي لا يستطيع كائناً من كان أن يمنعه من أن يسكن فيه”.
وفي آخر ظهور إعلامي له قبل نحو 6 أشهر، قال الطنطاوي، في مقابلة مع قناة “بي بي سي عربي”، إنه “ليس خائفاً أو يقبل بالخضوع للتهديد، أو الإبعاد عن وطنه”، مستطرِداً بأنّ “سفره إلى لبنان له دلالات واضحة عند السلطة المصرية، حيث نقل له بعض الوسطاء رسالة مفادها: لن نصنع منك بطلاً”.
وأضاف: “الأفضل لهذه السلطة أن ترحل عن حكم مصر، ويا حبذا لو كان ذلك قريباً. ولا يوجد اتفاق غير مُعلن بيني وبينها، لأني حينها سأكون عميلاً لها”.
ولم يتعرّض الطنطاوي للتوقيف في مطار القاهرة خلال رحلته إلى بيروت في أغسطس/آب الماضي، كما جرت العادة مع معارضي نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما أثار جدلاً وقت خروجه من البلاد، وأنه ربما يكون وفق تفاهمات مع أجهزة الدولة المعنية، سواء بشكل مباشر، أو من خلال وساطات.
وغادر الطنطاوي مصر بعد فترة، شهد خلالها حصاراً من قبل أجهزة النظام بسبب آرائه السياسية، التي وصلت إلى حدّ المطالبة بعزل السيسي، من خلال مقال كتبه لموقع محلي، جرى حذفه فيما بعد، قبل أن يتوقف عن الكتابة للموقع.
بطولة حقيقية أم “كومبارس” جديد؟
جدير بالذكر، أنه في الوقت ذاته أثار إعلان أحمد الطنطاوي، تخوّفات بعضهم من تَكرار سيناريو حمدين صباحي، الذي لعب دور “الكومبارس” في انتخابات الرئاسة عام 2014، التي حصل فيها على 3% فقط من مجمل الأصوات.
ومنح “حمدين” السيسي وقتَها الشرعية لتولي حكم البلاد، بعد عام واحد من تنفيذه انقلاباً عسكرياً ضد الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي، حين كان يشغل منصب وزير الدفاع.
ويشار إلى أن “الطنطاوي” ينتمي لتيار حمدين صباحي نفسه؛ بل يعتبر أنّ الأخير هو “الأب الروحي” له، إذ كان يرأس تحرير جريدة “الكرامة” التي كان يعمل صحافياً فيها.
ويبدو أنه يسير على دربه في تقديم نفسه على أنه مرشح “التيار المدني”، من أجل إعطاء صفة التعددية والديمقراطية لانتخابات الرئاسة عام 2024.