يوسف بن علوي كشف أسرار غزو العراق ودور السلطنة في إنقاذ العراقيين من مجاعة

وطن- كشف وزير الخارجية العماني الأسبق يوسف بن علوي، في مقابلة خاصة مع قناة “روسيا اليوم بالعربية“، عن أنّ القيادة العراقية وفي مقدمتهم صدام حسين، كانوا على يقين تام بأنهم لن يكسبوا الحرب، وأنّ المصير المحتوم كان أمامهم.

ابن علوي يكشف كواليس غزو العراق

غزت الولايات المتحدة الأمريكية، في مارس/آذار 2003، العراق في ظل مجموعة من المزاعم والذرائع الواهية، التي أفضت في النهاية لإسقاط النظام البعثي بقيادة الرئيس الأسبق صدام حسين، بعد 24 عاماً قضاها في حكم بلد الرافدين.

اليوم وبعد عقدين من الحدث الأكثر تأثيراً في المنطقة العربية والشرق الأوسط عامة، تحدّث وزير الخارجية العماني الأسبق يوسف بن علوي عن كواليس ما كان يدور في ذهن صدام وحاشيته قبل فترة من اندلاع الحرب مع واشنطن.

وقال ابن علوي، وهو الدبلوماسي العماني المخضرم، الذي قاد السياسة الخارجية للسلطنة لما يقرب عن أربعة عقود، إنّ بلاده قد عملت بقوة في مجلس الأمن الدولي ومع الولايات المتحدة على إصدار القرار الأممي “النفط مقابل الغذاء”، ليتمكّنَ العراقيون بإدارة وزير التجارة آنذاك مهدي محمد صالح الفعالة، من عبور المجاعة التي سعت واشنطن وحليفاتها لمعاقبة الشعب العراقي من خلالها.

هذا وأصدر مجلس الأمن الدولي قراره الخاص ببرنامج النفط مقابل الغذاء في 14 أبريل/نيسان عام 1995، في خطوة اعتبرها مراقبون مناورة أميركية لإضعاف نظام صدام حسين وقدراته -قبل إسقاطه عسكرياً- وتجارة رابحة بأرواح المدنيين الذين كانوا يعانون من حصار قاسٍ في أعقاب غزو الكويت في أغسطس/آب عام 1990.

إلى ذلك، تابع وزير الخارجية الأسبق الذي قاد رفقة السلطان الراحل قابوس بن سعيد، ما يعرف اليوم في السلطنة بـ”الدبلوماسية الهادئة البعيدة عن الأضواء”، حديثه بالقول، إن كل المبادرات لم تعد تجدي نفعاً بفعل موقف شبه موحد للأنظمة العربية بضرورة التخلص من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد غزو الكويت.

وأضاف يوسف بن علوي، في مقابلة مع برنامج “قصارى القول التوثيقية”، ضمن سلسلة برامج بمناسبة مرور 20 عاماً على غزو العراق، إن الغزو الأمريكي كان في الواقع مقارعة رؤساء البيت الأبيض المتعاقبين مع صدام حسين، والتي انتهت كما يعبّر ابن علوي: “باصطياده أخيراً”، على حد تعبيره.

بن علوي يكشف كواليس غزو العراق
بن علوي يكشف كواليس غزو العراق

كذبة القرن.. غزو العراق

انتهكت واشنطن القوانين الدولية خلال غزوها العراق عام 2003، واعتمدت في ذريعة الحرب التي ابتكرتها بشكل خاص تماشياً مع النظام العراقي بقيادة صدام حسين، على حقها “المشروع” في الدفاع عن النفس، على اعتبار أن النظام العراقي يُخفي ويُطور “أسلحة للدمار الشامل”.

“كذبة القرن” كما يصفها الإعلام حول العالم، كانت نواتها الأساسية عبارات من الخزي والعار السياسي قالها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، أمام مجلس الأمن، وهو يشير بأنبوب اختبار صغير يحتوي على مسحوق أبيض، ليؤكد أنه يقدم أدلة وصفها بـ”الدامغة” آنذاك عن إخفاء نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل، وأنه يواصل خروقاته المادية لقرار مجلس الأمن 1441 (2002).

“ما نقدمه لكم هي حقائق واستنتاجات مبنية على استخبارات قوية تؤكد امتلاك العراق أسلحة دمار شامل”، كانت تلك العبارات هي التي بررت لإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، إعلان الحرب على العراق في مارس/آذار 2003.

حربٌ، مزّقت أوصال العراق وشتّت تماسكه السياسي إلى دون رجعة، على الأقل اليوم وبعد 20 عاماً حيث أصبحت الطائفية والمذهبية هي سيدة الموقف على حساب محاولات إصلاح مجهرية تتحكم في كل مرة أمام عصف التدخلات الأجنبية المستمرة من إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

Exit mobile version