أول وآخر رحلة رسمية لأمريكا.. صور نادرة للملك محمد الخامس رفقة والت ديزني
وطن- في عام 1957، ذهب الملك محمد الخامس في زيارة رسمية للولايات المتحدة، بعد قَبول دعوة تلقّاها من الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور، حيث ذهب إلى ديزني لاند. بالقرب من والت ديزني، تمّ توثيق رحلة الملك الممتعة إلى الحديقة من خلال سلسلة من الصور.
الملك محمد الخامس في ديزني لاند عام 1957
بعد مرور عام واحد على استقلال المغرب، قام الملك محمد الخامس بزيارة للولايات المتحدة، وبالتحديد الحديقة المشيدة حديثًا، والمعروفة حاليًا باسم ديزني لاند.
خلال رحلته إلى الولايات المتحدة، زار الملك مدناً وزار خلالها ولايات فرجينيا ونيويورك وتكساس ونيبراسكا وكاليفورنيا، بحسب منشور لمكتب المؤرخ التابع للخارجية الأميركية، قبل مغادرته في 13 ديسمبر عام 1957، حسب ما ذكرت وسائل إعلام مغربية.
وجاءت رحلة الملك الراحل، بعد ترتيبات سابقة مع السفارة الأميركية بالرباط، سافر محمد الخامس على إثرها إلى كاليفورنيا في الفترة الممتدة من 25 و28 نوفمبر في ذلك العام.
https://twitter.com/idrissToumi2/status/1522247792500031495?s=20
اكتست تلك الزيارة أهميةً بالغة بالنسبة للعاهل المغربي، الحاصل لتوّه على الاستقلال، والمتعطّش لإقامة علاقات متينة مع دول العالم، لا سيما الولايات المتحدة التي تجمعها بالمغرب علاقات دبلوماسية تعود لقرون.
زيارة سرية
خلال تلك الفترة، لم تتطرق الصحافة الدولية إلى خبر الزيارة الملكية إلى أمريكا، بقدر ما تابعت زيارة خاطفة حملت العاهل المغربي إلى “عالم ديزني لاند”.
شكّلت تلك الزيارة حدثاً بارزاً، لتزامنها مع مرور عامين على افتتاح المنتجع الترفيهي في ولاية كاليفورنيا، أي قبل نحو 16 عاماً من افتتاح “ديزني لاند” الشهير بولاية فلوريدا.
حلّ العاهل المغربي بالمنتجع الشهير رفقة ابنته “لالة أمينة” مرتدياً الجلباب المغربي وطربوشه المعتاد، ووجد في استقباله والت ديزني، الذي رافقه في زيارة إلى مختلف أرجاء المنتجع، وقدّم له توضيحات بخصوص عالمه المدهش.
وعلى الرغم من أنّ القليل من المصادر تذكر هذه الرحلة الفريدة وتفاصيلها، فإن الصور على الإنترنت تكشف جزءًا كبيرًا منها. الأكثر تكرارًا هو ملك المغرب بزيه التقليدي الجلابة والطربوش، وهو يقف بجانب رجل الأعمال الأمريكي ورسام الرسوم المتحركة والممثل الصوتي والمنتج السينمائي والت ديزني، بجوار قلعة سليبينج بيوتي التي بنيت في منتجع ديزني لاند في أنهايم، كاليفورنيا، وافتتحت في 17 يوليو 1955.
ظهر محمد الخامس في سلسلة صور نشرتها الصحافة الأميركية مبتهجاً ومبتسماً طيلة تلك الجولة، وظهرت الأميرة الصغيرة مستمتعةً تسير إلى جانب والدها وتحمل كيس رقائق بطاطس.
كان الملك المغربي أول “شخصية مرموقة ورجل دولة” يزور هذا العالم المدهش، بحسب مقال نشره موقع disneydining الشهير بمتابعة أخبار “ديزني لاند”.
أُعجب العاهل المغربي بالمنتجع، وقرر في اليوم الموالي لتلك الزيارة، أن يتخلص من البروتوكول، وأن يتوجه رفقة ابنته إلى “ديزني لاند”، متخفّياً، كما جاء في كتاب “المملكة السحرية: والت ديزني وطريقة الحياة الأميركية”، لكاتبه ستيفن واتس.
في صورة أخرى، كان العاهل المغربي رفقة والت ديزني يقفان بجانب بلوتو، الشخصية الكرتونية التي تمّ إنشاؤها عام 1930 في والت ديزني للإنتاج، مع ابتسامة على وجهها.
وفي صورة أخرى بالأبيض والأسود، كان محمد الخامس وديزني وعدد من الشخصيات الأخرى على متن قارب ديزني لاند كان في طريقه لدخول نفق سحري. مستمتعًا بالرحلة، شوهد الملك بجوار مضيفه، السيد والت، على شاحنة.
رفقة الأميرة للا أمينة
ورافق الملك محمد الخامس الأميرة للا أمينة التي كانت تمسك بيد والدها بينما كانت تحمل كيس رقائق من ناحية أخرى. كان الملك يميل وينظر إلى الأميرة الصغيرة مع والت ديزني في الخلفية.
استمتع الملك بتلك الزيارة لدرجة أنه قرر القيام بها مرة أخرى. وبحسب كتاب “المملكة السحرية: والت ديزني وطريقة الحياة الأمريكية” (1997)، من تأليف ستيفن واتس، يُقال إنه “في عام 1995، كان الملك المغربي محمد الخامس مفتونًا بزيارته الرسمية إلى ديزني لاند لدرجة أنه تسلل. خارج الفندق في اليوم التالي للقيام بزيارة متخفية للعودة”.
مع بداية شهر ديسمبر، كان على الملك أن يعودَ إلى المغرب بعد رحلة طويلة وممتعة. كانت تلك أول وآخر رحلة رسمية قام بها الملك إلى الولايات المتحدة قبل وفاته في عام 1961.