الفجر الصادق.. مركز الفلك الدولي يحسم الأمر بشأن “توقيت أذان الفجر الصحيح”
شارك الموضوع:
وطن- حسم “مركز الفلك الدولي” الجدلَ الدائر منذ فترة طويلة بشأن توقيت صلاة الفجر في الدول العربية، والذي ادّعى بعضهم أنّه غير صحيح وأنّ الصلاة تتمّ في الليل قبل موعد الفجر الصحيح الذي يصفونه بـ”الفجر الصادق”.
هل توقيت أذان الفجر في الدول العربية صحيح؟
وقال مركز الفلك في بيان له عبر موقع الرسمي طالعته (وطن)، إنه يكثر بين الفينة والأخرى حديثُ بعضهم عن عدم صحة موعد صلاة الفجر الموجود في تقاويم الدول الإسلامية، وإنه متقدّم على الوقت الحقيقي، وإن الأذان يرفع قبل وقته والسماء ما زالت مظلمة.
وأوضح أنّ هذا “كلام غير صحيح!، فموعد صلاة الفجر الموجود في معظم تقاويم الدول الإسلامية صحيح”.
وضرب المثال في ذلك بالقول: “وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن موعد صلاة الفجر المبين في تقاويم الدول التالية صحيح: السعودية ومصر والأردن وفلسطين وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان والعراق واليمن والسودان وتونس والجزائر والمغرب وغيرها”.
ولفت “مركز الفلك الدولي“، إلى أنّ حجة المشكّكين بهذا الأمر “أنهم رصدوا الفجر من مكان مظلم ولم يتبين لهم الفجر الصادق إلا بعد الأذان بفترة من الوقت”.
موضحاً أنّ “الخطأ الذي وقع به هؤلاء -بحسن نية- أنهم رصدوا الفجر من أماكن غير مناسبة إما بسبب وجود إضاءة مدن قريبة أو بسبب الرصد من مكان غير صافي، وبالتالي لم يشاهدوا الفجر على الرغم من طلوعه، ولو رصدوا الفجر من مكان مظلم تماماً وصافٍ تماماً، لشاهدوا الفجر مع الأذان”.
كما شدّد البيان، على أنه “أثبتت عدة أرصاد حديثة تمت من أماكن مناسبة توافق موعد الأذان الموجود في التقويم مع طلوع الفجر الصادق، ومن هذه الأرصاد ما تم في الأردن واليمن وليبيا والسعودية ومصر وإيران وغيرها”.
كما أنّ الوقت المحسوب بالتقاويم هو ما نصّ عليه كبار علماء الفلك المسلمين، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: (الصوفي والبتاني والبيروني والخوارزمي والطوسي وابن الشاطر -وهو كان الموقت في الجامع الأموي- فضلاً عن كونه من علماء الفلك، يقول البيان.
وهؤلاء بحسب “مركز الفلك الدولي”، هم علماء فلك عظام، منهم أخذ الغرب كثيراً من المعارف الفلكية، وتكريماً لجهودهم فقد أطلقَ الغرب أسماءهم على فوهات على القمر، في الوقت الذي يقلّل بعضهم من شأنهم، ويتهمهم بالخطأ وعدة المعرفة.
وشدّد المركز كذلك على أنه توجد العديد من الأبحاث التي ناقشت هذه المسألة بالتفصيل، وبيّنت مواطن التشكيك بالأدلة والحجة، وأوردت أقوال هؤلاء الفلكيين من كتبهم، وذكرت هذه الأبحاثُ الأرصادَ الحديثة التي تمت في ظروف مناسبة مبيّنةً تفاصيلَها.
ومن هذه الأبحاث، بحثٌ بعنوان: “إشكاليات فلكية وفقهية حول مواقيت الصلاة“، ويمكن قراءته على الرابط التالي:
وبحث بعنوان: “كيفية التحقق من صحة مواقيت الصلاة في التقاويم“، ويمكن قراءته على الرابط التالي:
وأوضح مركز الفلك في بيانه، أنّه “إضافة إلى ذلك، فقد كتب الشيخ عبد الملك علي الكليب في عام 1975، رسالة إلى وزارة الأوقاف الكويتية، يعترض فيها على موعد صلاة الفجر الموجود في التقويم الكويتي، وهو ما يوافق تقاويم الدول الإسلامية الأخرى، وأنّ الزاوية الصحيحة لصلاة الفجر هي 16.5 وليس 18. وهذا هو نفس اعتراض بعضهم في وقتنا الحاضر؛ بل إنّ بعضَهم في وقتنا الحاضر بالغ ونادى بالزاوية 15 بدلاً من 18”.
وتابع: “فقامت وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك بتحويل الرسالة إلى الأستاذ العلامة السيد عبد الله كنون، رئيس رابطة علماء المغرب.13 Reasons why. وذلك لإحالته للمختصين للردّ على الرسالة، فقام هو بدوره بتحويلها إلى أحد أشهر علماء الفلك والتوقيت في المغرب، وهو العالم الشهير السيد الحاج محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرازق الأندلسي أصلا الفاسي المراكشي”.
وهو صاحب كتاب “العذب الزلال في مباحث الهلال“، وهو يعتبر من أشهر كتب الفلك الشرعي حول الهلال ورؤيته.
فقام “المراكشي” -وفق بيان مركز الفلك- بالردّ على الرسالة في كتيب بلغ عدد صفحاته 42 صفحة، وقد بيّن بالتفصيل وبالأدلة والحجة وسرد أقوال العديد من كبار الفلكيين والموقتين، وأكد أنّ الفجر الصادق يطّلع على الزاوية 18؛ بل إنّ قسماً كبيراً منهم يرى أنه يطّلع على الزاوية 19! ويمكن قراءة هذا الكتيب من الرابط التالي:
الفجر الكاذب والفجر الصادق
وتجدر الإشارة إلى أنّ الفلكيين العاملين في شؤون مواقيت الصلاة يعرفون الفجر الكاذب جيداً، وأنّ تأكيدهم أنّ الفجر يطّلع ما بين الزاوية 18 و19؛ إنما هو للفجر الصادق.
فالفجر الكاذب ظاهرة فلكية معروفة عند المسلمين وعند غيرهم، وهو يظهر قبل الزاوية 19 بكثير، وقد علم ذلك بالرصد المستفيض سواء من قبل المسلمين أو غير المسلمين المهتمين بالظواهر الفلكية بشكل عام.
وبالتالي، فإنّ توهّم بعضهم أنّ قول الفلكيين الموقتين، إن الفجر يطلع على الزاوية 19 أو 18 لالتباس الفجر الكاذب عليهم هو قول لا يصح.
واستطرد “مركز الفلك الدولي” في بيانه: “بالنظر إلى ما هو معمول به في جميع (ونركز على كلمة جميع) الدول الإسلامية في وقتنا الحاضر، نجد أن جميع تقاويم الدول الإسلامية تجعل صلاة الفجر على زاوية ما بين 19.5 و 18، ولا توجد ولا دولة إسلامية واحدة تعتمد للفجر زاوية أقل من 18”.
وأكمل: “بل حتى جمعية “إسنا” في الولايات المتحدة التي شاع أنها تعتمد الزاوية 15، فقد تمت مخاطبتهم رسميا وتم الاجتماع مع المدير التنفيذي للجمعية الدكتور ذو الفقار شاه، والذي أكد أن المعتمد في “إسنا” لصلاة الفجر هو الزاوية 18، إلى أن تم تعديلها مؤخراً عام 2011 لتصبح 17.5″.
واختتم البيان: “فمصر تعتمد الزاوية 19.5، والمغرب تعتمد الزاوية 19، والسعودية تعتمد الزاوية 18.5، في حين تعتمد الزاوية 18 كلّاً من: الأردن وفلسطين والكويت وسلطنة عمان والبحرين وقطر والعراق، واليمن والسودان وتونس والجزائر وتركيا وغيرها من الدول الإسلامية”.