وطن– أظهرت دراسة أنّ كبار السن الذين يعانون من الاكتئاب، مُصابون أيضًا بمشاكل في القلب والأوعية الدموية والدماغ.
في هذا السياق، نشر موقع “بوركوا دكتور” الفرنسي، تقريرًا سلّط من خلاله الضوء على الاكتئاب المتأخر، وهو اضطراب رئيسيّ يُصيب كبار السن. ووفقًا للعلماء الأمريكيين والكنديين، فإنه يمثّل عبئًا كبيرًا على المرضى وعائلاتهم، حيث يؤدي إلى تدهور نوعية الحياة، وتغيير على مستوى أنشطة الحياة اليومية، وزيادة هشاشة البنية الجسمانية.
وفي هذا الشأن، قال الباحثون: “أشارت الأبحاث السابقة إلى دور الشيخوخة الخلوية (أي الشيخوخة الطبيعية) في الإصابة بالاكتئاب المتأخر. ومع ذلك، فإن الصلة بين هذه النتيجة والسمات الشائعة للاكتئاب، مثل المشاكل الجسدية والمعرفية، غير واضحة إلى الآن”.
تم قياس مستويات 22 بروتيناً مرتبطاً بالشيخوخة
أجرى الباحثون دراسة نُشرت نتائجها في مجلة Nature Mental Health، وكجزء من عملهم، تابع المؤلفون 426 شخصًا في نهاية حياتهم، كانوا يعانون من الاكتئاب. وقاموا بقياس مستويات 22 بروتينًا مرتبطة بالشيخوخة في دم كلّ مشارك.
وبحسب النتائج، فإنه مع تقدّم الخلية في العمر، يكون عملها أقل كفاءة. ناهيك أنها غالبًا ما تُنتج بروتينات تعزز ظهور الالتهاب أو الاضطرابات الأخرى. وبعد ذلك، قارن الفريق مستويات هذه البروتينات مع مقاييس الصحة البدنية للمرضى، والحالات الطبية، ووظائف الدماغ وشدة الاكتئاب، وفقًا لما ترجمته “وطن“.
دراسة: اكتشف العامل الذي يسرع من الشيخوخة أكثر من التدخين
الاكتئاب: “تظهر على هؤلاء المرضى علامات الشيخوخة البيولوجية المتسارعة”
وفقًا للنتائج، لا يبدو أنّ شدة اكتئاب المريض مرتبطة بمستوى الشيخوخة المتسارع. لكن، في المقابل، وجدوا أن الشيخوخة المتسارعة مرتبطة بضعف صحة القلب والأوعية الدموية.
ومن جهة أخرى، كان المتطوعون الذين لديهم مستويات عالية من البروتينات المرتبطة بالشيخوخة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم والتعرّض للمشاكل الصحيّة. كما تم ربط الشيخوخة المتسارعة أيضًا بالأداء الإدراكي الضعيف، مثل الذاكرة العاملة.
وقال مؤلف الدراسة برينو دينيز في بيان: “هؤلاء المرضى تظهر عليهم علامات الشيخوخة البيولوجية المتسارعة وضعف الصحة الجسدية وصحة الدماغ“.
وختم الموقع بالقول، إن العلماء يحاولون تحديد ما إذا كانت العلاجات التي تهدف إلى تقليل عدد الخلايا القديمة والشيخوخة في جسم الإنسان، من شأنه أن يحسّن الاكتئاب في سن الشيخوخة. كما أنهم يدرسون المصادر والأنماط المحددة للبروتينات المرتبطة بالشيخوخة، لمعرفة ما إذا كان هذا يمكن أن يؤدي إلى تطوير العلاجات.