نيويوركر: الإمارات تلاحق المنظمات الإسلامية حول العالم منذ انقلاب مصر عام 2013

وطن- كشف تحقيق صحفي حديث عن الجهود الكبيرة التي بذلتها دولة الإمارات في محاربة عشرات المؤسسات والمنظمات ذات المرجعية الإسلامية حول العالم، وتحديداً في أوروبا منذ اندلاع ثورات الربيع العربي بداية من تونس عام 2011.

الإمارات تحارب المؤسسات الإسلامية في أوروبا

وتحدث تحقيق حديث لمجلة “نيويوركر“، عن الجهود التي بذلتها أبو ظبي في سبيل استهداف المؤسسات الإسلامية في أوروبا، عبر شركة “ألب سيرفيسيز”، للاستخبارات والتأثير المثيرة للجدل بأساليبها وطرق عملها.

ورصدت الإمارات منذ موجات الربيع العربي عام 2011، وخاصة بعد انقلاب السيسي في مصر عام 2013، قائمةً من المنظمات الإسلامية على قائمة إرهاب، وبدأوا حملات لتشويه صورتها في الغرب.

يُذكر أن الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، كان قد قاد في يونيو 2013 انقلاباً عسكرياً دامياً ضد أول رئيس مدني منتخب في مصر، محمد مرسي، أدى للإطاحة بالأخير والدخول بمصر في أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية منذ عقود.

التقرير أشار إلى أنّه من بين الجمعيات التي استهدفتها الإمارات، كانت منظمة الإغاثة الإسلامية، المنظمة الخيرية الدولية التي تأسست عام 1984.

مركز العلاقات الأمريكية الإسلامية المعروف باسم (كير)، والجمعية الإسلامية الأمريكية، كانا أيضاً ضحية الاستهداف الإماراتي.

الإمارات تحارب المؤسسات الإسلامية في أوروبا
الإمارات تحارب المؤسسات الإسلامية في أوروبا

الإمارات تلاحق أمريكي من أصل مصري في أوروبا

يتحدث التقرير عن “حازم ندا” وهو شاب أمريكي ورجل أعمال، ابن أحد قيادات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين “يوسف ندا”.

ويشير إلى حادثة عاشها حازم، وهو متزوج من امرأة سعودية منذ سنوات، أنه عندما أسس شركة “لورد إنيرجي”، في سنة 2008، اضطرّ إلى أن يثبت لكل مصرفي قابله أنّ مشروعه لا علاقة له بوالده، فيما صورت أفريكا إنتليجنس الآن لورد إنيرجي على أنها تجسيد جديد للشركة العائلية، وطوال “الماراثون القضائي الذي خاضه يوسف” حول تهم الإرهاب، أكد المنشور أنّ “عائلة ندا واصلت ممارسة أنشطتها التجارية”؛ بما في ذلك تجارة النفط الجزائري.

وافترض حازم أنّ ما يحدث له كان مؤامرة من أحد منافسيه، ولكن سرعان ما بدأت تظهر ادعاءات جامحة أخرى؛ ففي 5 كانون الثاني/يناير 2018، نشر الصحفي سيلفان بيسون، الذي كتب كتابًا يزعم فيه أن يوسف ندا متورط في بمؤامرة إسلامية مفترضة، مقالًا في صحيفة لوتون التي تتخذ من جنيف مقراً لها.

زعم فيه أنّ شركة لورد إنيرجي كان غطاءً لخلية الإخوان المسلمين، وكتب بيسون: “أن أبناء القادة التاريخيين للتنظيم تحولوا نحو الاستثمار في قطاع النفط والغاز”.

وأشار مقال جديد في “أفريكا أنتليجنس”، إلى أنّ موظفي شركة لورد إنيرجي كانوا “نشطين في المجال السياسي والديني”، وظهرت عناوين الأخبار على مواقع الويب، مثل ميديوم، التي لم يكن لديها إشراف تحريري يذكر: “لورد إنيرجي: الشركة الغامضة التي تربط بين القاعدة والإخوان المسلمين”؛ “الامتثال: شركة الإخوان المسلمين التجارية لورد إنيرجي مرتبطة بكريدي سويس”، وتضمن محتوى ويكيبيديا حول شركة لورد إنيرجي فجأة أوصافًا لصلات مزعومة بالإرهاب.

ويضيف التقرير، أنه “بعد ستة أشهر من أول محتوًى لموقع أفريكا أنتلجنس؛ قامت وورلد تشيك، التي تعرف بقائمة التحقق العالمية، وهي قاعدة بيانات تعتمد عليها البنوك لفحص هوية العملاء، بإدراج كلٍّ من حازم ولورد إنيرجي ضمن الفئة الخطيرة التي لها علاقة “بالإرهاب”، وانسحبت خمس مؤسسات مالية من المفاوضات مع ندا، وألغى بنك “يو بي إس” حسابه الشخصي، وحتى الحساب الخاص بوالدته”.

لاحقاً وبعد تسعة أيام؛ حذفت قائمة التحقق العالمية اسمه من القائمة، وكتب أحد محامي الشركة رسالة اعتذار إلى ندا مفادها “تم ارتكاب خطأ”، وقدم “خطاب اعتذار” يمكن عرضه على المقرضين، لكن الضرر الناجم عن تلك الخطوة أصبح ملموساً، ففي كانون الثاني/ديسمبر 2018؛ توقف مصرفيو “كريدي سويس”، الذين كانوا يتعاملون مع لورد إنيرجي لفترة طويلة؛ عن التعامل معها.

رافق ديك مارتي، المدعي السويسري السابق، ندا إلى مكتب المدير الإقليمي لبنك يو بي إس، في محاولة لتوضيح الأمر. أخبرهم المدير، الذي كان مكتبه مغطًّى بنسخ مطبوعة من المقالات الحارقة ومنشورات الويب، أنّ مجرد ظهور علاقة بالإرهاب للشركة كان سببًا كافياً للتحرك بالنسبة للبنك، بغض النظر عن الحقيقة، ويعتقد مارتي أنّ حملة من المزاعم غير المثبتة دمرت ثروة والد ندا، والآن يتكرر السيناريو ذاته مع حازم. لكن على الرغم من أن مارتي كان يعرف سبب كره مبارك ليوسف، فإنه لم يستطع فهم استهداف حازم؛ حيث قال لي مارتي: “إنه ليس من المتشددين”.

الإمارات تحارب المؤسسات الإسلامية في أوروبا
الإمارات تحارب المؤسسات الإسلامية في أوروبا

قامت شركة لورد إنيرجي، غير القادرة على تمويل شحناتها، بتسريح موظفيها، وكان ندا مرتبكًا لدرجة أنه لم يستطع النوم. في إحدى الليالي؛ تناول حبة دواء للأرق، لكن تأثيرها لم يدم طويلاً، فاستيقظ على نوبة هلع، وهو يرتجف. في هذا السياق، قال لي: “كنت أركض وأصرخ كالمجنون لمدة ست ساعات”، وعندما نقلته عائلته إلى المستشفى، قال: “أعطاني الطبيب مخدرًا من شأنه تخدير فيل”.

استمرت نوبات الهلع لعدة أشهر. وفي شأن ذي صلة؛ أوضح قائلاً: “كان لدي دائنون يطاردونني من جميع أنحاء العالم؛ الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية، الجابون، وما إلى ذلك؛ كان الأمر مريعا”. في نيسان/أبريل من تلك السنة، أوقفت شركة لورد إنيرجي عملياتها وسعت للحصول على الحماية من الإفلاس.

اشتكى ندا للشرطة السويسرية من أنّ شخصًا ما كان ينظم حملة لتشويه سمعته، وبعد تحقيق سريع؛ التقى به ضابط لشرح سبب إغلاق القسم لملفه. وعندما غادر الضابط الغرفة لبضع دقائق، وجد ندا نفسه وحيدًا مع ملف القضية.

وفي محاولةٍ يائسة للحصول على إجابات؛ سارع للاطلاع على الملف، وأخبرني ندا أن الضابط كتب ملاحظات يصفه فيها بجنون العظمة. (رفضت الشرطة والمدعي العام المحليان التعليق).

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث