المعارض المصري يحيى عبدالهادي: “اتسجنت بأوامر عليا واتهمت بالانضمام لتنظيم معرفوش”

وطن- تحدّث الناشط السياسي يحيى حسين عبد الهادي، مؤسس الحركة المدنية الديمقراطية في مصر، الذي جرى الإفراج عنه منتصف العام الماضي، عن قضائه “أربعة رمضانات” كسجين سياسي في مصر. وذلك خلال لقائه مع الإعلامي حافظ المرازي في سلسلة “رمضان بدون سجان” التي ينشرها عبر قناته على يوتيوب.

وقال عبدالهادي، إنه وُجّهت له تهمة الانضمام إلى تنظيم “اللهم ثورة” على الرغم من أنه لا يعرف هذا التنظيم من الأساس، موضحاً أنّ 30 شاباً وشابة كانوا قد دشنوا “مجموعة” على موقع فيسبوك، وأغلبهم لا يعرفون بعضهم، وكانوا يتحدثون عن غلاء الأسعار وبعض الاعتراضات التي يحق لأي مواطن التعبير عنها.

وأضاف يحيى حسين عبد الهادي، أنّ هؤلاء الشباب تعرّضوا للاختفاء القسري طوال أربعة أشهر، مؤكّداً أنّ حبسه كان بأوامر عليا بعد مقال انتقد فيه الأوضاع، مؤكّداً أن هذه القضية لم يكن بها تحفظ على الأموال، أو منع زيارة أو حبس انفرادي.

ولفت في لقائه مع المرازي، إلى أنّ معركته كانت تتمثل في الثبات إزاء دخوله السجن، متابعاً: “الشاويش اللي كان مكلبشني قالي إنت ربنا رحمك ورايح أحسن سجن وهو سجن طرة تحقيق.. دخلت العنبر.. العنبر كان 26 زنزانة، وكل زنزانة فيها أكتر من 20 شخصا في مساحة ضيقة جدا”.

وأوضح يحيي حسين عبد الهادي، أنه فوجئ بأشخاص يرحّبون به ويبلغونه أنهم كانوا في انتظاره، فسألهم عن مصدر معرفتهم، فقالوا إنهم عرفوا من خلال شبكة bbc وإذاعة مونت كارلو، بعد نشرهما الخبر، مؤكّداً أنّه اطمأنّ في تلك اللحظة بأن خبر اعتقاله معروف.

وأفاد بأنّ كل نزلاء العنبر كانوا قضايا سياسية، مفجّراً مفاجأة بالقول: “مش كلهم كانوا سياسيين حقيقيين.. فيه ناس اتلمت من الشوارع لكنهم أخدوا قضايا سياسية”.

ولفت يحيى حسين عبد الهادي إلى أنّ هناك مستوى معيناً من التعذيب في السجون، لكن هذا المستوى ليس له علاقة بالسن، فهناك مسنون تعرضوا للتعذيب، موضحاً أنه لم يتعرض للتعذيب.

وأكّد أن السجانين ليسوا جميعهم على سوء كبير، معتبِراً أنّ التعذيب يتم بأوامر، وتابع: “في حدود الأوامر.. فيه اللي بيجوّد في الغلاسة والإساءة لكن فيه اللي عنده أصل وتربية بيعمل الحد الأدنى المطلوب منه”.

السيسي أفرج عن حسين عبدالهادي

يُشار إلى أنه في يونيو الماضي، أفرجت مصلحة السجون المصرية عن الناشط السياسي يحيى حسين عبد الهادي، تنفيذاً لقرار بالعفو الرئاسي عنه، بعد أن صدر حكم بحبسه أربع سنوات.

وجرى الإفراج عن عبدالهادي، بعد صدور قرار جمهوري من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالعفو عنه، وحمل القرار رقم 219 لسنة 2022.

وفي 23 مايو/أيار، قضت محكمة مصرية بسجن عبد الهادي أربع سنوات لإدانته بتهمة نشر أخبار كاذبة. وذلك في القضية المعروفة إعلامياً باسم “اللهم ثورة”.

ووجّهت السلطات المصرية للمتهمين آنذاك اتهامات تتعلق بالانضمام لجماعة أنشئت خلافاً لأحكام القانون تعمل على منع مؤسسات الدولة من أداء عملها، والإعداد والتخطيط لارتكاب أعمال عنف خلال “شهري يناير وفبراير” عام 2019، واستغلال ذكرى ثورة يناير في القيام بأعمال تخريبية ونشر الفوضى في البلاد.

القبض على حسين عبدالهادي

وألقت السلطات المصرية حينها القبض على الناشط السياسي المعارض يحيى حسين عبد الهادي في يناير/كانون الثاني 2019. وذلك بعد ساعات من مطالبة الحركة بالإفراج عن خمسة آخرين من أعضائها، ألقي القبض عليهم في أعقاب احتفالهم بالذكرى الثامنة لثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني.

من حسين عبدالهادي؟

عُرف عبد الهادي بمعارضته لبرامج خصخصة القطاع العام منذ عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وانضمّ عبد الهادي إلى حركة كفاية التي عارضت حكم مبارك قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011.

وبحسب مقربين منه، فإن عبد الهادي لا ينتمي لأي حزب سياسي، لكنه اشتهر كسياسي معارض بعدما تقدّم ببلاغ ضد بيع الحكومة سلسلة متاجر “عمر أفندي” الشهيرة بثمن بخس، في مصر قبل سنوات، وقد عُيّن لاحقاً مديراً لمعهد إعداد القادة.

وعُرف أيضاً بمناصرته الشديدة لثورة يناير من خلال مقالاته التي كانت تنشر في عدد من الصحف، لكنّ الصحف توقفت عن نشر مقالاته، في الفترة السابقة لسجنه في 2019، فلم يصبح أمامه غير وسائل التواصل الاجتماعي ليعبر فيها عن آرائه.

وشارك عبد الهادي بشكل فاعل في تأسيس الحركة المدنية قبل سنوات من إيداعه أحد السجون المصرية.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث