سلمى الشهاب و”إضراب المُعتقلات”.. تضامن واسع مع ضحايا ابن سلمان من النساء

وطن– أطلق ناشطون سعوديون وسم “إضراب المعتقلات”، تنديداً بالوحشية والظلم الذي تتعامل به السلطات السعودية، بقيادة ولي العهد الأمير محمد ابن سلمان، مع المعتقلات السعوديات في غياهب السجون، واللاتي يقضين أحكاماً كيدية بالسَّجن لعشرات السنوات، فقط بسبب تغريدة أو الإفصاح عن رأي.

إضراب المعتقلات في السعودية

سريعاً، تصدّر وسم بعنوان: “إضراب المعتقلات” قوائمَ الأكثر بحثاً عبر منصة تويتر، الأكثر استخداماً في السعودية.

وهو عبارة عن حملة أطلقها معارضون سعوديون وحقوقيون رافضون للقمع المنهجي، الذي تمارسه السلطات السعودية في حقّ مئات معتقلات الرأي في المملكة.

ومن اللاتي سلّط عليها النشطاء الضوء في هذه الحملة، الناشطة الحقوقية السعودية سلمى الشهاب، التي تقضي منذ عام 2021، حكماً كيدياً ضدها بالسَّجن لأكثر من 34 عاماً، فقط لأنها نشرت تغريدة طالبت فيها بالحقوق الأساسية في المملكة.

حيث حكمت المحكمة على الطالبة السعودية في جامعة “ليدز”، بالسَّجن 6 سنوات، عام 2021، بتهمة “جريمة” استخدام موقع إنترنت “لإثارة الاضطرابات العامة وزعزعة الأمن”.

لكن محكمة الاستئناف أصدرت عليها حكماً مغلّظاً، في أغسطس آب الماضي، بالسَّجن لمدة 34 عاماً يليه حظر سفر لمدة 34 عاماً أيضاً، بعد أن طلب المدعي العام من المحكمة النظر في جرائم مزعومة أخرى.

ويشار إلى أنّ الحساب مثبت به تغريدة نصّها: “أرفض الظلم، وأنصر المظلوم، وأنكر على المحتل وأبرئ من كل هذا الجحيم يا الله، الحرية لمعتقلي الرأي ولكل مظلوم في العالم”.

وكانت سلمى الشهاب، بحسب مصادر صحفية، قد دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 23 مارس آذار الجاري، تزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك.

رسالة من الكونغرس الأمريكي تدعو لإطلاق سراح معتقلي الرأي

وقّع أكثر من 21 عضواً في الكونغرس الأمريكي على رسالة إلى ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن سلمان، يطالبون فيها بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في المملكة، بمن فيهم أولئك الذين اعتقلوا بسبب تغريداتهم على تويتر.

وطرحوا قضية المعتقلة السعودية سلمى الشهاب، والتي أضربت عن الطعام منذ 23 مارس آذار الجاري.

وحظيت حملة “إضراب المعتقلات في السعودية” بتفاعلٍ واسع بين النشطاء والحقوقيين، حيث أكدوا على ضرورة التحرك الدولي العاجل والتدخل من أجل إطلاق سراح معتقلي الرأي.

وفي هذا السياق، كتب الناشط “فواز بن طلال” عبر حسابه على تويتر: “السعودية تستخدم شعارات نسوية لإيهام العالم بأنها تحترم حقوق النساء..لكن في الواقع تسجن النساء لعقود من الزمن لتعبيرهم عن رأيهن وإضراب المعتقلات مستمر حتى نيل الحرية”.

وقال الناشط فهد الغفيلي: “7 عقود… نصفها سجن ونصفها منع من السفر!”.

وتابع مستنكراً: “أحكام صدرت بحق امرأة اسمها سلمى_شهاب ! جريمتها… بضعة تغريدات على تويتر! سلمى تخوض اليوم هي و7 معتقلات أُخريات إضرابًا عن الطعام في سجون ابن سلمان. لنكن نحن صوتها أمام العالم”.

وفي ذات الصدد، قال الكاتب السعودي المعارض تركي الشلهوب: “محمد بن سلمان الذي يظهر نفسه على أنه داعم للمرأة وحقوقها، ويكذب بشأن تمكينها”.

واستطرد: “وفي الحقيقة سجونه مليئة بالمعتقلات البريئات، أحكامهن جائرة ومعاملتهن سيئة؛ لذلك اضطررن أن يدخلن في إضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام!”.

من جانبه، تضامن السياسي التونسي البارز “محمد الهاشمي الحامدي” مع معتقلات الرأي السعوديات، وكتب عبر وسم “إضراب المعتقلات”: “الظلم مرتعه وخيم يا ابن سلمان”.

وفي السياق أيضاً، قال ناصر، نجل الداعية السعودي عائض القرني في تغريدة عبر تويتر: “هناك أب ينتظر الإفطار بدون ابنته أو طفل ينتظر الإفطار دون والدته”.

وتابع: “هناك عوائل ينقصهم فرد على سفرة الإفطار ، كل هذه المعاناة يراها النظام مستحقة بسبب تغريدة كانت تعبر عن الرأي.. الحرية لـ المعتقلات”.

بدورها، كتبت الناشطة السعودية “د.حنان العتيبي” عبر حسابها الرسمي على تويتر: “نتمنى أن ينتهي إضراب_المعتقلات الى الحرية”.

وتابعت: “سلمى الشهاب حكمت بحقها بأطول سجن(34 عاما) في تاريخ محكمة السعودية الجائرة بسبب تغريدات تطالب فيها بالحقوق الأساسية..حكومة ترتجف و تخاف من تغريدات وماذا تفعل مع الاضراب عن الطعام؟!”.

هذا وقال المسؤول عن حملات المناصرة في منظمة Freedom Initiative، تود روفنر عبر توتير: “تمزق عدد كبير جداً من العائلات في المملكة، لأن الحكومة السعودية لا تستطيع تحمل حتى النقد اللطيف، حرية التعبير قيمة عالمية يجب على جميع الحكومات احترامها”.

وفي السياق أيضاً، قال الحقوقي عبد الله العودة، نجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة: “في رمضان هذا العام، أفتقد والدي، الذي تم احتجازه في المملكة العربية السعودية بسبب تغريداته وحبسه في الحبس الانفرادي لأكثر من 5 سنوات لمجرد دعوته إلى الإصلاحات”.

محمد بن سلمان يحكم السعودية بالحديد والنار

ويُحكم محمد بن سلمان، قبضته على المملكة العربية السعودية منذ تعيينه ولياً للعهد عام 2017، حيث عَمَد للسيطرة على جميع السلطات -ومنها القضائية- بين يديه للدخول لاحقاً في إستراتيجية “إما أن تكون معي أو لن تكون أبداً”.

إستراتيجية أمنية قاسية زجرية، ألقى عبرها محمد بن سلمان بآلاف معتقلي الرأي من الصحفيين والحقوقيين والدعاة والمثقفين، في السجون المترامية في السعودية.

ولئن اختلفت توجهات وأعمار وخلفيات المعتقلين، إلا أنّ سياسة محمد بن سلمان القمعية جمعتهم في غياهب السجون، إما بسبب تغريدة أو كلمة على الهواء أو حتى مجرد إبداء رأي ودعوة للنُصح.

وفي المقابل، بينما يقبع هؤلاء المعتقلون في السجون، يُواصل محمد بن سلمان تنفيذ سياساته “التنويرية”، في إغراق السعودية بمهرجانات المجون والانحلال الأخلاقي والتعري في بلاد الحرمين.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث