ابن سلمان أهان رئيس وزراء ماليزيا ورفض لقائه ومنع دخوله للكعبة!.. ما السبب؟!

وطن– في وقعة ربما تعكس توتر في العلاقات بين البلدين، كشف موقع ” fulcrum” الماليزي، بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يلتق رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم خلال زيارته الأخيرة للمملكة على الرغم من الدعوة الرسمية التي وجهها إليه.

كما كشف الموقع بأن أنور إبراهيم لم يتمكن من دخول الكعبة المشرفة كما فعلت السلطات السعودية مع رؤساء الوزراء الماليزيين السابقين، وهي خطوة كانت تتخذها السعودية لأي رئيس وزراء تدعمه، مشيرا إلى أن ما حدث يمثل ردا على قمة كوالالمبور التي عقدت عام 2018 لإيجاد تكتل بديل لمنظمة العالم الإسلامي.

وفي تحليل للموقع عن الزيارة، اعتبر أن فشل رئيس الوزراء أنور إبراهيم في دخول الكعبة المشرفة – ناهيك عن لقاء الملك السعودي وولي العهد – أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية في الفترة من 22 إلى 24 مارس 2023 قد يثير مخاوف بشأن تسييس أقدس الأماكن الإسلامية ، بما في ذلك كيفية قيام السعودية بذلك، حيث تساهم الأسرة الحاكمة بصفتها وصيًا على مكة والمدينة في ذلك.

أنور إبراهيم ذهب بدعوة رسمية!

وقال الموقع أنه بينما تلقى أنور إبراهيم دعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكان من المقرر أن يلتقي معه ومع الملك سلمان ، فإن هذا الاجتماع لم يحدث ، حيث أدى ذلك إلى قيام وان أحمد فيصل من حزب بيريكاتان ناسيونال بمطالبة أنور بتوضيح فشله في مقابلة محمد بن سلمان وكذلك وزير المالية السعودي، كما ألمح فيصل إلى احتمال أن يؤدي “فشل زيارة (أنور)” إلى إثارة القلق بشأن حالة العلاقات بين ماليزيا والمملكة العربية السعودية.

ولمواجهة هذه الرواية ، أوضح مكتب رئيس الوزراء أن القادة السعوديين قاموا ببساطة بتغيير مواعيدهم بسبب رمضان واقترحوا أن يمدد أنور زيارته حتى يتمكنوا من الاجتماع في نهاية المطاف.

احتفاء السعودية برئيس وزراء ماليزيا السابق محي الدين ياسين

وفي المقابل ، عندما زار رئيس الوزراء السابق محي الدين ياسين المملكة في مارس 2021 ، لم يقابل ولي العهد فحسب ، بل وقع أيضًا على العديد من مذكرات التفاهم، حيث استقبل ولي العهد محيي الدين عند وصوله إلى الرياض وأتيحت له فرصة نادرة لدخول الكعبة أثناء أداء العمرة، حيث كان أول زعيم مسلم يفعل ذلك بعد جائحة COVID-19.

ووفقا للموقع، يمكن تفسير الضجيج الصغير فيما يتعلق بزيارة أنور جزئيًا من خلال فهم نفسية الملايو فيما يتعلق بالإسلام.

كيف ينظر الماليزيون لدخول رئيس وزرائهم للكعبة؟

وقال أنه بالنظر إلى مكانة الأسرة الحاكمة السعودية كوصي على المدينتين المقدستين ، فغالبًا ما يُنظر إليها على أنها المدافع عن العقيدة الإسلامية. وبالتالي فإن أي تفاعل رسمي معهم وأي صورة لزعيم ملاوي أمام الكعبة من شأنه أن يثير مشاعر الماليزيين واعتزازهم بالوطنية. وبالتالي ، فإن أي زيارة رسمية يقوم بها سياسي ماليزي ماليزي للمدينتين المقدستين بدعوته لدخول الكعبة ولقاء كبار القادة السعوديين من شأنها أن تصقل أوراق اعتماد السابق كزعيم مسلم.

وأشار الموقع إلى أنه من بين رؤساء الوزراء الماليزيين السابقين الذين حظوا بهذا التقدير مهاتير محمد وعبد الله أحمد بدوي في عامي 2002 و 2004 على التوالي ونجيب رزاق في عام 2018، حيث أنه بالنسبة لنجيب على وجه الخصوص ، تم استخدام الصور الإعلامية له وهو يدخل الكعبة لتعزيز مكانته في وقت كان فيه كانت الانتخابات العامة الرابعة عشرة وشيكة وعندما كانت مصداقيته على المحك بسبب تحقيقات الفساد في وان إم دي بي.

وتعتبر الزيارات إلى المملكة العربية السعودية مهمة أيضًا للقادة الماليزيين لتسجيل نقاط سياسية أثناء تفاوضهم بشأن الزيادات المحتملة في حصص الحج لمواطنيهم المسلمين. وافقت حكومة المملكة العربية السعودية على حصة حج لماليزيا قدرها 31،600 لعام 2023 ، بزيادة عن 14،306 العام الماضي ، عندما كانت بعض القيود الوبائية لا تزال سارية. لعام 2024 ، تهدف ماليزيا إلى رفع الحصة إلى 31950 حاجًا .

ومع ذلك ، فإن سوء الاستخدام الانتهازي لمثل هذه الزيارات يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، حيث أنه في عام 2021 ، تعرض زعيم تحالف الرابطة الوطنيةPN ووزير التجارة والصناعة السابق عزمين علي ، الذي نشر صورة لنفسه وهو يمسح أرضية المسجد الحرام في مكة، لانتقادات شديدة من قبل خصومه السياسيين، حيث اعتبر بعض مستخدمي الإنترنت تصرفه حيلة سياسية ودعاية رخيصة.

محاولة استرضاء السعودية

وكان أنور إبراهيم قد جدد التأكيد على أن المملكة العربية السعودية دولة مهمة وأنه منفتح على بدء المحادثات بشأن استئناف عمليات مركز الملك سلمان للسلام الدولي (KSCIP) في ماليزيا.

و تم إنشاء المركز أثناء إدارة نجيب رزاق بهدف مكافحة الإرهاب، ولكن تم إغلاقه خلال إدارة باكاتان هارابان لتحالف الأمل (PH) في عام 2018، وقد تم ذلك دون استشارة السعوديين .

وفي أغسطس 2018 ، انتقدت منظمة لمؤتمر الإسلامي التي تقودها السعودية هذا القرار بصوت عالٍ ، وحذرت إدارة PH من أنه قد يعرض العلاقات بين ماليزيا والسعودية للخطر، في حين قال محمد صبو ، وزير الدفاع آنذاك ، إن وزارته ستسيطر في النهاية على المركز، ومؤخرا اقترح أنور إبراهيم استئناف عمليات المركز حيث يمكن أن يكون محاولة لمعالجة “خطأ” PH الماضي.

قمة كوالالمبور التي أغضبت السعودية

خطأ فادح آخر محتمل من قبل إدارة PH السابقة هو تنظيمهم لقمة كوالالمبور في عام 2019 والتي كان يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تقوض منظمة التعاون الإسلامي ومقرها جدة.

و يبدو أن المملكة العربية السعودية كانت غير راضية عن وجود قادة مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، وأمير قطر الشيخ تميم حمد آل ثاني ، والرئيس الإيراني حسن روحاني ، وجميعهم من أشد المنتقدين للمملكة.
وقد تستغل المعارضة الحالية في ماليزيا فشل رئيس الوزراء أنور في لقاء كبار القادة السعوديين ودخول الكعبة من خلال انتقاده بسبب الخطأ الدبلوماسي الأخير. ومع ذلك ، لا يوجد دليل واضح على أن العلاقات بين ماليزيا والسعودية قد تحطمت.