وطن– كشف مسؤول إيراني وصحيفة مملوكة للسعودية، عن أن المبعوثين الرئيسيين للسعودية وإيران سيلتقيان في بكين غداً الخميس، حيث يعمل البلدان على تحديد الخطوات التالية لتقاربهما الدبلوماسي وسط اتفاق بوساطة الصين.
وسيكون الاجتماع بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أول اجتماع رسمي بين السعودية وكبار الدبلوماسيين الإيرانيين منذ أكثر من سبع سنوات.
وقال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز، إن كبار المبعوثين اتفقوا على الاجتماع في السادس من أبريل نيسان في بكين، حيث سهلت الصين الاتفاق بين الجانبين.
كما نقلت صحيفة الشرق الأوسط المملوكة للسعودية عن مصدر في الرياض -لم تسمّه- قوله إن اختيار الصين جاء امتداداً لدور بكين الإيجابي في التوصل إلى الاتفاق وتسهيل التواصل بين البلدين.
وأضافت أنّ استئناف العلاقات التي تمّ الإعلان عنها الشهر الماضي وترتيبات تبادل السفراء؛ سيناقش في الاجتماع.
وأدى الدور السري لبكين في الاختراق بين طهران والرياض إلى زعزعة الديناميكيات في الشرق الأوسط، حيث كانت الولايات المتحدة على مدى عقود الوسيط الرئيسي، حيث تستعرض عضلاتها الأمنية والدبلوماسية، وفق تقرير رويترز.
وقال مسؤول إيراني آخر: “عصر تدخل الولايات المتحدة في هذه المنطقة انتهى .. دول المنطقة قادرة على الحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط دون تدخل واشنطن”.
وأضاف أن الخطوات التالية ستناقش في اجتماع بكين مثل إعادة فتح السفارات وتعيين سفراء.
دعوات متبادلة لـ”زيارات قمة”
يُشار إلى أنه في مارس الماضي، أعلن مسؤول إيراني الأحد عن تلقي الرئيس إبراهيم رئيسي دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة. وذلك في أعقاب اتفاق المصالحة الذي تمّ بين البلدين.
وقال محمد جمشيدي، المساعد السياسي للرئيس الإيراني، في تغريدة على تويتر، إنّ “العاهل السعودي رحّب في رسالته التي بعثها للرئيس رئيسي بالاتفاق بين البلدين الشقيقين ودعاه إلى الرياض، ورحب رئيسي بالدعوة”.
في حين كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في 27 مارس الماضي، عن أنّ إيران سترسل دعوة رسميّة إلى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة إيران.
وقال عبد اللهيان، في لقاء تلفزيوني: “ملك السعودية وجه دعوة إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة المملكة، وسنرسل له دعوة مماثلة”.
قطع العلاقات بين السعودية وإيران
وقطعت المملكة العربية السعودية العلاقات مع إيران في عام 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران خلال نزاع بين البلدين بشأن إعدام الرياض لرجل دين شيعي، وطلبت المملكة بعد ذلك من الدبلوماسيين الإيرانيين المغادرة في غضون 48 ساعة بينما قامت بإجلاء موظفي سفارتها من طهران.
ساءت العلاقة منذ عام 2015، بعد تدخل المملكة العربية السعودية في حرب اليمن، حيث أطاحت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بحكومة تدعمها السعودية، واستولت على العاصمة صنعاء.
بالنسبة للسعودية، قد تعني الصفقة تحسين الأمن، وسبق أن ألقت المملكة باللوم على إيران في تسليح الحوثيين الذين نفذوا هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على مدنها ومنشآتها النفطية.
وفي عام 2019، ألقت الرياض باللوم في هجوم واسع على منشآت نفط أرامكو، مما أدى إلى توقف نصف إنتاجها النفطي، مباشرة على الجمهورية الإسلامية، فيما نفت طهران تلك الاتهامات.