ماذا لو خسر أردوغان رئاسة تركيا؟.. (وطن) تحاور ياسين أقطاي وكشف لما وراء الكواليس

وطن- رجّح ياسين أقطاي، السياسيّ التركي البارز والمستشار السابق للرئيس رجب طيب أردوغان، فوزَ مرشّح تحالف الجمهور في الانتخابات الرئاسية التركية، مبّيناً أنّ “أردوغان” يتصدّر نتائج استطلاعات الرأي واستطاع حسم 15 محطةً انتخابيةً لصالحه أمام قائد حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو.

انتخابات الرئاسة تجري بشفافية كاملة وحظوظ أردوغان كبيرة

وفي حوارٍ حصريّ لصحيفة (وطن يغرد خارج السرب)، شدّد ياسين أقطاي على أنّ الانتخابات في تركيا تجري بشفافية كاملة منذ سنة 1959.

وأكد أنّ الشعب سيختار المرشّح الذي ينفّذ وعودَه الانتخابية على أرض الواقع، ولفت “أقطاي” في الوقت ذاته، إلى أنّ أردوغان حقّق كلّ ما وعد به منذ توليه الرئاسة، ومن هذه الوعود المحقّقة “الترفيع في أجور العمال وتمكين عدد من المواطنين من المساكن”.

وانتقد مستشار أردوغان السابق في هذا الإطار، رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي وعد حزبه بمنح مساكن للمواطنين لكنّه تخلى عن وعوده، حسب قوله.

وأوضح أنّ المعارضة هدفها الرئيس هو “إسقاط أردوغان وحزبه وترحيل اللاجئين السوريين”، وأنها لا تحمل برامج حقيقية للنهوض بالبلاد وتنميتها.

وفي ردٍّ على سؤال حول إمكانية استعانة “حزب العدالة والتنمية” -إذا فاز في الانتخابات- بكفاءات من أحزاب معارضة، أوضح ياسين أقطاي أنّ الحزب الحاكم لا يُقصي أي طرف.

منوّهاً إلى أنّ عدداً من المشاريع الكبرى التي تمّ تنفيذها في عهد أردوغان، تمّت من قبل مقاولين محسوبين على أطراف معارضة.

انتخابات الرئاسة تجري بشفافية كاملة وحظوظ أردوغان كبيرة
انتخابات الرئاسة تجري بشفافية كاملة وحظوظ أردوغان كبيرة

زلزال تركيا دعم شعبية أردوغان

وقال إنّ الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد، في فبراير الماضي، دعمَ شعبية أردوغان بفضل ما بذلته الحكومة من جهود في سبيل مساعدة المنكوبين.

كما تحدّث ياسين أقطاي عن الإنجازات التي حقّقها حزب العدالة والتنمية خلال فترة توليه رئاسة البلاد، من تشديد الرقابة على بناء المساكن المقاومة للزلازل. وخصّ بالذكر الصناعات العسكرية على غرار الطائرات المسيرة التي غيّرت موازين القوى في عدد من البلدان على غرار الحرب الروسية الأوكرانية.

وشدّد “أقطاي” على أنّ تركيا رغم بيعها الطائرات المسيرة لأوكرانيا، فإنّ علاقتها جيدة مع روسيا.

ماذا سيفعل “العدالة والتنمية” في حال خسر أردوغان؟

وتابع أنه في حال عدم فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة، فإنّ الشعب التركي سيخسر عدداً من المكاسب التي حقّقها خلال العشرين سنةً الماضية.

وأكد مستشار الرئيس السابق، أنّ حزب العدالة والتنمية في هذه الحالة سيتحوّل للمعارضة وسينكبّ على العمل للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، لافتاً في الوقت ذاته، إلى أنّه “لا حظوظ للمعارضة في الفوز بالانتخابات لانعدام الكفاءة وعدم خوضها تجربة إدارة البلاد؛ بل أجرمت في حقّ البلاد والعباد”، حسب وصفه.

ورجّح ياسين أقطاي أن ينقلب “كمال كليجدار أوغلو” على تحالف “الطاولة السداسية”، إذا فاز في الانتخابات نظراً لأنّ حزب الشعب الجمهوري له تاريخ في الانقلابات. وإذا لم يفزْ فإن تحالف الطاولة السداسية لن يستمرّ، يقول أقطاي.

وفي ردٍّ على ما يتداول بشأن “مؤامرات داخلية وخارجية يتعرض لها حزب العدالة والتنمية”، أكّد ياسين أقطاي هذا الأمر، واستدلّ عليه بتصريحات سابقة للرئيس الأمريكي بايدن، أعلن فيها أنه سيدعم الأحزاب المعارضة لأردوغان، وهو ما اعتبره “أقطاي” مؤامرةً على تركيا.

إذ إنّ الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تقزيم ما حقّقه أردوغان في سنوات إدارته البلاد، كما أنها تدعم حزب العمال الكردستاني وتزوّده بالسلاح وتدعمه إعلامياً أيضاً، يقول أقطاي.

أقطاي يتهم المعارضة بمحاولة الانقلاب على أردوغان
أقطاي يتهم المعارضة بمحاولة الانقلاب على أردوغان

أقطاي يتهم المعارضة بمحاولة الانقلاب على أردوغان

هذا واتهم ياسين أقطاي ضمن حواره الحصري لصحيفة (وطن يغرد خارج السرب)، المعارضةَ بمحاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدعمٍ من قوى خارجية، “ناهيك عن أنهم حاولوا الانقلاب عليه بطريقة غير مباشرة قبل محاولة الانقلاب الفاشلة سنة 2016”.

وحول ملف “اللاجئين السوريين” في تركيا، بيّن أقطاي أنّ المخاوف التي تنتابهم مبرّرةٌ بسبب حملات العنصرية التي تقودها المعارضة ضدهم، موضحاً أنّ اللاجئين لا يشكّلونَ عبئاً على الدولة التركية كما تروّج المعارضة لذلك.

وأكد أنه حتى في حال فوز المعارضة بسباق الرئاسة، فإن اللاجئين محميّون بالمعاهدات والمواثيق الدولية التي وقّعت عليها أنقرة، ولا يمكن ترحيلهم قسرياً، وشدّد على أنّ حزب العدالة والتنمية سيقف ويدافع عن حقوق اللاجئين.

سياسة “تصفير المشاكل” وتعامل تركيا مع التحديات الخارجية

وفي ردِّه على سؤال بشأن “سياسة تصفير المشاكل”، التي انتهجتها تركيا مؤخراً، لفت ياسين أقطاي إلى أنّ السياسة التي رسمها حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، تقوم بالأساس على سياسة الانفتاح وتصفير المشاكل لتحقيق الأمن في العالم الإسلامي والتأثير على المنطقة بطريقة سلمية وإيجابية.

وفي هذا السياق، أكد “أقطاي” أنّ المشاورات مع مصر مستمرة، وحقّقت أشواطاً كبيرة بعد لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.

وحول اللقاء مع النظام السوري وعودة اللاجئين، قال ياسين أقطاي، إنّه -حتى فرَضاً- لو كانت تركيا تثق في النظام السوري، “فإنّ اللاجئين لا يثقون به”.

ولفت مستشار أردوغان السابق في هذا السياق، إلى أنّه قدّم مقترحاً ضمن المقترحات لحلّ الأزمة السورية يتلخّص في “إدارة حلب مؤقتاً من قبل تركيا”.

وأوضح “أقطاي”، أنّ مقترحه هذا “لا يعني الاحتلال”، على حدّ قوله، إذ إنّ الهدف الأساسي من إدارة تركيا لحلب حسب مقترحه، هو إنشاء منطقة آمنة والحدّ من موجات الهجرة نحو تركيا.

كما دعا إلى انسحاب أمريكا من الرقة، وأيضاً انسحاب إيران من سوريا، وأرجع ذلك إلى أنّ تركيا تتأثر بالحرب الدائرة في سوريا بسبب موجات اللجوء، “ومن حقها أن تتدخل أكثر في سوريا“، حسب وصفه.

وأكد ياسين أقطاي في حواره لـ(وطن) أيضاً، أنّ التغيرات الإقليمية والدولية والتضخم الاقتصادي الدولي يؤثران على تركيا بشكل مباشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى