وطن– أعلن الاحتلال الإسرائيلي تعرّضه لرشقات صاروخية بعشرات الصواريخ أُطلقت من لبنان، الخميس، في تصعيدٍ صاروخيٍّ هو الأكبر منذ حرب عام 2006، التي تمّ خلالها إطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، ويتزامن ذلك مع التوترات السياسية التي خلّفتها مداهمات الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس، منذ يومين.
أكثر من 34 صاروخاً من لبنان على إسرائيل
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن نحو 34 صاروخاً أُطلقت من الأراضي اللبنانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتمّ اعتراض معظمها؛ لكن 5 منها سقطت في إسرائيل.
https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1643979486227226624?s=20
وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي لشبكة “CNN“، إنّ إسرائيل قالت إنها “ستقرر مكان وزمان” ردّها على رشقات الصواريخ التي استهدفتها.
وبينما أغلقت إسرائيل مجالها الجوي الشمالي في أعقاب القصف، لم ترِدْ أنباء عن سقوط قتلى حتى ظهر، الخميس، بين المستوطنين ولم يُعرف بعدُ الفصيل اللبناني الذي يقف وراء عملية إطلاق الصواريخ.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعًا للمجلس الوزاري المصغر “الكابينت”، مساء اليوم، لتقييم الوضع.
https://twitter.com/watanserb_news/status/1643951863505600513?s=20
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنه تمّ إطْلاعُه على الأحداث التي وقعت في اليوم الأول من عيد الفصح، وسيُجري تقييمًا مع القادة العسكريين والأمنيين.
https://twitter.com/BnshKhaled/status/1643998671363624963?s=20
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي “إيلي كوهين”، إنّ بلاده ستتخذ جميع الإجراءات لحماية أمنها، في الوقت الذي حلّقت طائرات استطلاع إسرائيلية في جنوب لبنان.
وزير الدفاع يوآف غالانت، “تم إطّلاعه على تفاصيل الأحداث الأمنية الأخيرة على الحدود الشمالية لإسرائيل، وأعطى توجيهات أولية لرئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع الأوسع”، حسب ما ذكر مكتبه في تصريحات نقلتها “تايمز أوف إسرائيل“.
حزب الله اللبناني يؤكد: “لا علاقةَ لنا”
أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صواريخ تتطاير في سماء شمال إسرائيل، وأصوات انفجارات عن بعد.
https://twitter.com/snadps/status/1643965926478430208?s=20
إلى ذلك فقد أكد متحدث باسم الجيش اللبناني لشبكة CNN، أنه ليس لديه معلومات لنشرها علناً حتى الآن؛ فيما صرّح متحدث باسم حزب الله اللبناني لذات الشبكة، أنّ الحزب لن يُعلق في الوقت الحالي على تلك الصواريخ.
فيما أكد مصدر مُقرّب من حزب الله، في تصريح لقناة “العربية”، بأنه “لا علاقة لنا بإطلاق الصواريخ”.
ويأتي الحادث بعد يوم من وصول زعيم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية إلى بيروت لعقد اجتماعات مع مسؤولي حزب الله، فيما وصفته مصادر حماس بـ”زيارة خاصة”.
وقال مصدر في حماس لوكالة “فرانس برس”، إن هنية ألغى زيارة لمدينة “صيدا” جنوب لبنان كانت مقررة بعد ظهر، الخميس، بسبب “التطورات”.
وأضاف ذات المصدر، أنه من المقرر أن يلتقيَ “هنية”، برئيس حزب الله حسن نصر الله خلال الـ48 ساعة القادمة.
https://twitter.com/watanserb_news/status/1644008321664385031?s=20
هذا وقصفت إسرائيل أطراف بلدتين في جنوب لبنان بالمدفعية الثقيلة، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، رداً على استهدافها بقذائف أطلقها مجهولون من المنطقة ذاتها.
وذكرت الوكالة، أنّ “مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت بعدد من القذائف الثقيلة (…) أطراف بلدتي القليلة والمعلية في قضاء صور”، بعدما شهدت المنطقة “إطلاق عدد من صواريخ الكاتيوشا” باتجاه إسرائيل.
إشادة فلسطينية
من جانبها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالصواريخ التي ضربت إسرائيل قادمة من لبنان، ووصفتها بأنها “عملية بطولية ضد الجرائم الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك”، حسب ما تناقلت عنها وسائل إعلام محلية.
هذا وتصاعدت التوترات في المنطقة بعد أن اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى في القدس في مناسبتين منفصلتين، الأربعاء، حيث يؤدي المصلون الفلسطينيون الصلاة خلال شهر رمضان المبارك.
https://twitter.com/watanserb_news/status/1644007711959310336?s=20
وأظهرت لقطات من داخل المسجد، ضباطاً إسرائيليين يضربون الناس بالهراوات ويرمون الغاز المسيل للدموع داخل المسجد، ناهيك عن اعتقال مئات الفلسطينيين.
إسرائيل تتعامل مع الهجمات بحذر شديد
كانت هناك عدة هجمات صاروخية صغيرة النطاق من لبنان في السنوات الأخيرة أدت إلى ضربات انتقامية من جانب إسرائيل. تم الإبلاغ عن عدد قليل من الضحايا في تلك الحوادث.
وكان أكبر عدد من القتلى في تبادل لإطلاق النار في عام 2015، الذي أسفر عن مقتل جنديّين إسرائيليين وجندي حفظ سلام إسباني. ويعتقد أن الفصائل الفلسطينية في لبنان تقف وراء تلك الهجمات الصاروخية.
كان الصراع المحتدم عام 2006 أكبر تصعيد عسكري مفتوح بين لبنان وإسرائيل منذ عام 1982. حيث قُتل خلاله قرابة 1200 لبناني و165 إسرائيليًا في تبادل لإطلاق النار شمل هجومًا جويًا إسرائيليًا على مستوى البلاد، وحصارًا بحريًا وجويًا. أطلق حزب الله الآلاف من الصواريخ التي استقرت في العمق الإسرائيلي ودمّرت عشرات العناصر من بنيتها التحتية.
https://twitter.com/watanserb_news/status/1643950916863684609?s=20
غضب في العالم الإسلامي بعد اقتحام المسجد الأقصى
قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي -طلب عدم الكشف عن اسمه- لشبكة CNN، إن ما يدور في أروقة السياسة الإسرائيلية هو أنّ الفصائل الفلسطينية كانت وراء الهجوم الصاروخي، وأنّ جيش الاحتلال “ما زال يدرس الديناميكية الكاملة لما حدث بعد ظهر اليوم”.
وأضاف المسؤول أنّ إسرائيل لم تطلق قذائف مدفعية على جنوب لبنان ردّاً على الصواريخ، متناقضاً مع ما ورد في تقرير للوكالة الوطنية للأنباء عن قصف إسرائيلي استهدف أطراف مدينة صور.
من جانبها، قالت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (اليونيفيل)، إن تصعيد اليوم، الخميس، بين لبنان وإسرائيل “خطير للغاية”.
وقالت اليونيفيل أيضًا، إنها وجّهت أفرادها المتمركزين على الحدود بين البلدين للانتقال إلى ملاجئ الغارات الجوية، باعتبارها “ممارسة شائعة”.
وأكدت أن الوضع الحالي في جنوب لبنان “خطير” و”نحثّ جميع الأطراف على ضبط النفس وتجنب التصعيد”.
وفي هذا الصدد، أكدت وزارة الخارجية اللبنانية استعداد البلاد للتعاون مع اليونيفل، واتخاذ الإجراءات المناسبة لعودة الهدوء والاستقرار.
وفي سياق التعليقات على الحادثة، ربط كثيرون بين توقيتها وفترة الاحتقان الكبير التي يعيشها الشارع الفلسطيني، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المواطنين وأيضاً على المسجد الأقصى.
حيث قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ: “نطالب الولايات المتحدة ودول العالم بالتدخل المباشر والفاعل بوقف الجرائم الإسرائيلية بحق المقدسات وبالذات المسجد الأقصى وعدم الاكتفاء ببيانات التنديد والشجب، ما يجري بحق المقدسات تجاوز كل الخطوط الحمراء ويدفع بالوضع إلى الانفجار”.
وهو رأي رائج في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية التي اعتبرت أنّ التصعيد الأخير من قِبل الاحتلال تجاه المقدسات، هو السبب في حالة الاحتقان الحالية.
وقالت صحيفة هآرتس: “تشير التقديرات إلى أن إطلاق الصواريخ جاء ردًا على الأحداث الأخيرة في الأقصى، والمداهمات الليلية التي قامت بها الشرطة للمسجد”.