وضعيّة النوم: هل يجب أن تنام على ظهرك أو معدتك أو جانبك؟

وطن– لا شكّ في أنّ الجميع يبحث عن النوم بطريقة صحيّة وجيّدة من أجل الشعور بمزيد من الراحة والاسترخاء، لكن ما الوضعية الأفضل التي تعزز جودة النوم؟

بحسب تقرير لموقع “بوركوا دكتور“، فإنّ النوم يقع في أعلى هرم الراحة، حيث يسمح للجسم بالتعافي عقليًا وجسديًا والحفاظ على الطاقة ليوم جديد. علاوةً على ذلك، يلعب النوم دورًا في “ظواهر التركيز أو التعلم أو الحفظ أو التوجيه”، وفق ما حدّده المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية-Inserm؛ ولكن ليس هذا فقط!

لقد أظهرت العديد من الدراسات أنّ قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة، تتراوح من ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة الوزن، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالمرض أو المعاناة من اضطرابات الاكتئاب.

فكيف تنام جيّداً، وهل يوجد وضعيّة مثالية لذلك؟

وضعية النوم: ابحث عن أفضل وضعيّة تناسبك

قال الدكتور هارلي جرينبيرج، المدير الطبي لمركز نورثويل لاضطرابات النوم في نيويورك: “إن أفضل وضعية للنوم هي التي تُشعرك بأكبر قدر من الراحة”. وأضاف: “ومع ذلك، قد تكون هناك وضعيّات نوم أفضل للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أو يشتكون من مشاكل معيّنة في العظام”.

أما بالنسبة للحمل وآلام الظهر وآلام الرقبة، فقد تكون بعض الوضعيات أكثر أو أقلّ ملاءمة لك. ومع ذلك، صرّح الأطباء في مؤسسة النوم بأنّ أفضل وضع للنوم هو الذي يعزّز محاذاة العمود الفقري الصحية من الوركين إلى الرأس.

فوائد النوم على جانبك

يختار أكثر من شخص من كلّ شخصين النومَ على أحد جانبيهم، وخاصة الرجال، فما يقارب 60٪ منهم يفضّلون هذه الوضعية. وفي الحقيقة، يقدّم النوم بهذه الطريقة العديد من الفوائد، لا سيما أنه يعزز الوضع الطبيعي للعمود الفقري. إنه مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من حرقة المعدة أو ارتداد المعدة أو توقف التنفس في أثناء النوم أو آلام الظهر أو أولئك الذين يميلون إلى الشخير. وهي أيضًا أكثر وضعية موصًى بها للنساء الحوامل وكبار السن الذين يرون انخفاضًا في مرونة العمود الفقري.

ولألم الظهر، يمكنك أيضًا إضافة وسادة أو بطانية بين الركبتين وضبط سُمك الوسادة أسفل الرأس لتتناسب مع محاذاة العنق والعمود الفقري. أما بالنسبة للمرأة الحامل، فيُنصح أيضًا باختيار الجانب الأيسر، وثني الساقين. هذا يخفّف من ضغط البطن ويسهّل تدفق الدم الصحي إلى الجنين والرحم والكلى والقلب.

أخيرًا، يمكن أن يكون النوم على أحد على الجانبين مناسبًا للجميع، باستثناء أولئك الذين يعانون من آلام في الكتف.

النوم على ظهرك هو أفضل وضع لألم الرقبة

وفق ترجمة “وطن“، فإن الاستلقاء على ظهرك هو ثاني أكثر وضعية شيوعًا. كما أنه يوفر العديد من المزايا، لأنه يسمح بالمحاذاة الصحيحة للعمود الفقري، وبالتالي تساعدك هذه الوضعية على تجنب آلام الرقبة والظهر. من جهة أخرى يمكن أن تخفّف هذه الوضعية أيضًا من آلام الأشخاص الذين يعانون من احتقان الأنف والحساسية، بشرط رفع الجزء العلوي من الجسم.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الاستلقاء على ظهرك هو أفضل وضع للنوم لمن يعانون من آلام الرقبة، لأنه يمنع اختلال المحاذاة الذي يمكن أن يحدث في الوضعية الجانبية أو في أثناء النوم على المعدة، كما تقول مؤسسة النوم. لمنع آلام الرقبة، استخدم وسادة تدعم رقبتك مع ترك رأسك يغرق بشكل أعمق، كما يوصى أيضًا بإبقاء الذراعين بطول الجسم لتجنب الاختلالات في العمود الفقري.

ومع ذلك، من غير المرجح أن يستمتع عدد أكبر من الأشخاص بهذه الوضعية، مثل: النساء الحوامل، وكبار السن، والذين يعانون من آلام الظهر، والذين يشتكون من توقف التنفس في أثناء النوم، وارتجاع المريء أو ارتجاع الحمض أو البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة.

النوم على معدتك فكرة جيدة أم سيئة؟

على الرغم من أننا نقضي وقتًا ولو قليلاً في النوم على معدتنا، لكن، وفقًا لعدة دراسات، فإن هذا الوضع له عيوب عديدة ولا ينصح به لعدد كبير من الأشخاص. ومع ذلك، فإن إحدى الفوائد هي أنه يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يشخرون لتقليل الشخير عن طريق فتح الشعب الهوائية. وعلى العكس من ذلك، فإن أولئك الذين يجب عليهم تجنبها هم النساء الحوامل وكبار السن، حيث تقول مؤسسة النوم: “لا توفر وضعيّة الانبطاح دعمًا للظهر مقارنة بأي وضعية نوم، ناهيك بأنه يزيد الضغط على العمود الفقري، ما يؤدي أحيانًا إلى الشعور بالألم عند الاستيقاظ”.

كما أوضحت: “للنوم على بطنك، يجب أن تنام مع توجيه رأسك إلى جانب واحد، مع لفّ عنقك ورأسك بشكل ثابت مع بقية عمودك الفقري. إذا لم تكن مرتبتك ثابتة بما يكفي، ستغرق معدتك ووركاك في المرتبة، ما يؤدي إلى شدّ عمودك الفقري بشكل غير مريح. يمكن أن يؤثر هذا النوع من وضعية النوم غير المتكافئة سلبًا على عمودك الفقري بمرور الوقت”.

أما في حال كان هذا هو الوضع الذي يناسبك على الرغم من كل شيء، فمن الممكن تحسينه باختيار مرتبة صلبة أو وسادة رفيعة جدًا أو حتى بدون وسادة على الإطلاق، وإضافة وسادة أسفل الوركين لمواءمة محاذاة العمود الفقري وتخفيف الضغط.