رغم حرارة الصيف.. ما السر في برودة أرضيات الحرم المكي؟
وطن- لا يشعر زوار الحرم المكي سواء كانوا حجاجاً أو معتمرين بحرارة الصيف التي تصل إلى مداها في مثل هذه الأيام من كلّ عام، ولوحظ في الآونة الأخيرة كثرة الحديث المتداول عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول الأسباب الكامنة وراء برودة أرضية سطح الحرم.
وانقسم الناس في نقاشاتهم إلى قسمين: القسم الأول رأى أنّ هذه البرودة ناتجة عن قيام المملكة بمدّ خطوط تبريد المياه تحت بلاط الحرم الأمر الذي يعمل على تبريده وحفظه من ارتفاع الحرارة تحت أشعة الشمس اللاهبة.
أما القسم الثاني، فأرجع برودة بلاط الحرم المكي إلى نوعية الرُخام الذي يتمّ استخدامه عادة في تبليط أرضية الحرم.
رخام التاسوس هو السر
وفي هذا السياق، أشار موقع “العربية نت” إلى أنّ سبب ذلك هو الأمر الذي أصدره الملك خالد بإتمام ما تبقى من عمارة وتوسعة المسجد الحرام عام 1396هـ، كما تمّ في عهده توسيع المطاف سنة 1398هـ بشكله الحالي، وفرش أرضيته برخام التاسوس؛ ما زاد من راحة المصلين والطائفين في الظهيرة.
وأشارت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إلى أن خاصية برودة الأرضيات، يعود إلى نوعية الرخام المستخدم في الحرم المكي الشريف.
حيث يتم استيراد الرخام من جزيرة تاسوس في اليونان، ويسمى رخام التاسوس، والذي يعمل على عكس الضوء والحرارة.
وأضاف المصدر أنّ سمك الرخام المستخدم في الحرمين الشريفين يصل إلى 5 سنتمترات، ويمتاز عن غيره بكونه يمتصّ الرطوبة عبر مسامات دقيقة خلال الليل، وفي النهار يقوم بإخراج ما امتصه في الليل، وهذا ما يجعله دائم البرودة في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة
استيراد الرخام من اليونان
ويعتبر رخام تاسوس أكثر أنواع الرخام بياضاً في العالم، يتكون من بلورات صغيرة الحجم. واكتسب اسمه من جزيرة يونانية تقع في بحر إيجة حيث كان يتمّ استخراجه من قديم الأزل.
وفي القرن السادس قبل الميلاد كان يتمّ تصدير رخام تاسوس إلى البلدان المجاورة، حيث كان يستخدم في أعمال بناء المعابد والمباني القديمة.
وقام الرومانيون باستخدام هذا النوع من الرخام بشكل مكثّف في الفترة ما بين القرن الأول والثاني في هذا العصر. وما زال حتى اليوم هذا النوع من الرخام أكثر الأنواع المعروفة التي يتمّ استخراجها من اليونان.
يذكر أنّ السعودية تستورد منذ عقودٍ، رخام “تاسوس” اليوناني واسع الشهرة، والذي يتمّ استخدامه خصيصًا للحرم المكي الشريف لعكسه الضوء والحرارة، وهو ما لا يفعله أيّ نوع آخر من الجرانيت والرخام.
وتقوم السعودية باستيراد الرخام على شكل قطع صخرية ضخمة، وتتم معالجتها في مصانع سعودية خاصة وبإشراف كوادر فنية مؤهلة لقصّ تلك القطع إلى بلاطات بمقاسات معينة وبمعايير خاصة.