3 أشياء يقوم بها الآباء عند مدحهم أطفالهم تجعلهم أقوياء عقليًا وواثقين من أنفسهم

وطن– لطالما رغب الآباء في الشعور برضا أطفالهم عن أنفسهم، كما يميلون كثيرًا إلى الثناء عليهم مقابل إنجازاتهم، لا سيما وقد أظهرت الأبحاث أنّ هناك فوائد لمدح الأطفال. ومع ذلك، فإن الطريقة التي نمدح بها يمكن أن يكون لها عواقب سلبية على تقديرهم لذاتهم.

وبحسب تقرير لموقع “سان إي ناتيرال” الفرنسي، لاحظت جيسيكا فاندر وير، وهي طبيبة نفسية متخصصة في الأطفال والآباء، أنّ الإطراءات المفرطة على مواهب الطفل أو أدائه يمكن أن تجعل الطفل يركّز فقط على هذه الجوانب ويصاب بقلق من طريقة أدائه.

لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نتوقف عن مدح أطفالنا. لكن، هناك طرق إيجابية للقيام بذلك، كما يفعل آباء الأطفال الواثقين من أنفسهم والمتحمسين والقويين عقليًا.

1. يُثنون على ما يقومون به

وفق ما ترجمته “وطن“، فمن خلال الإشادة بما قام به طفلك على سبيل المثال، النظر في العمل والجهد المبذول في إكمال واجب الرياضيات المنزلي بدلاً من النتيجة (على سبيل المثال، قدرة الطفل الطبيعية على حل مشاكل الرياضيات بسرعة)، يشجّع الآباء أطفالهم على تبني موقف إيجابي في مواجهة التحديات المستقبلية.

أظهرت الأبحاث التي أجرتها كارول إس دويك، أستاذة علم النفس في كلية الدراسات العليا في جامعة ستانفورد، أنّ الأطفال الذين يتلقّون الثناء على جهدهم هم أكثر عرضة للشعور بالثقة في المهمة حتى لو ارتكبوا أخطاء، ما يساعدهم على مواجهة تحديات أكثر صعوبة.

في التجربة التي أجرتها كارول س. دويك في التسعينيات، تمّ الثناء على مجموعة من الأطفال لذكائهم، بينما تمّت الإشادة بمجموعة أخرى على جهودهم. وكان الأطفال في المجموعة الثانية أكثر عرضة لاختيار الألغاز الأكثر صعوبة بعد ذلك. وهذا يدل على أن مدح الأطفال يشجع على تبني موقف تنموي، والتركيز على جهودهم بدلاً من مواهبهم الفطرية، وأن يكونوا أكثر مرونة في مواجهة تحديات المستقبل.

2. لا تقارن أطفالك بأحد

غالبًا ما يقارن الآباء أطفالهم بأطفال آخرين، ناهيك بأنه في بعض الأحيان يخبرونهم أنهم أفضل من غيرهم. على الرغم من أنّ هذا يتمّ غالبًا بنوايا حسنة، فقد يكون له آثار ضارة.

وفي الواقع، يمكن أن يؤدي هذا إلى دوامة المنافسة غير الصحية، بحيث يمكن أن تعلم المقارنات الاجتماعية الأطفال قياس نجاحهم من خلال نتائج الآخرين، ما قد يضرّ باحترامهم لذاتهم.

لا تقارن طفلك بأحد
لا تقارن طفلك بأحد

بالإضافة إلى ذلك، وفقًا للبحث، يمكن أن يؤدي الثناء على أساس المقارنة في بعض الأحيان إلى تأجيج النرجسية، وتشجيع سلوك البحث عن الاهتمام وتقويض قيم العمل الجماعي.

لذا، من الأفضل تشجيع الأطفال على مقارنة جهودهم السابقة بجهودهم الحالية، بدلاً من جهود الآخرين. هذا يساعدهم على التركيز على تحسين الذات بدلاً من المقارنة مع الآخرين.

3. يستخدمون لغة المراقبة

بدلاً من مجرد قول: “هذا رائع” لطفلك، يمكنك إعطاؤهم ملاحظات أكثر تحديدًا حول عملهم، والإشادة بما قاموا به بجهد بدلاً من النتيجة.

على سبيل المثال، إذا عرض لك طفلك رسماً، يمكنك أن تقول: “أحب الألوان التي اخترتها لرسمك. هل يمكن أن تخبرني لماذا اخترت هذه الألوان على وجه الخصوص؟”. سيساعد هذا طفلك على فهم أنك تقدّر عمله وتطوّر التفكير النقدي.

وبالمثل، عندما تريد تشجيع طفلك، حاول أن تكونَ أكثر تحديدًا، وتؤكد على جهوده بدلاً من مواهبه الفطرية. على سبيل المثال، بدلاً من قول: “أنت تقود دراجتك باحتراف!”، قد تقول: “لقد كنت شديد التركيز والحذر أثناء ركوب دراجتك”. سيساعد هذا طفلك على الشعور بالتشجيع على العمل الجاد والتحسن.

أخيرًا، من المهم خلق بيئة من الأمان العاطفي لطفلك، خاصةً عندما يفشل. لهذا، من الضروري أن تتجنّب انتقاد أو لوم طفلك على فشله. بدلاً من ذلك، شجّعْه على التفكير فيما يمكنه فعله بشكل مختلف في المرة القادمة.

على سبيل المثال، إذا فشل طفلك في الاختبار، فاسأله كيف يمكنه التدرب على التحسين بدلاً من إخباره أنه كان يجب عليه العمل بجد أكبر. سيساعد هذا طفلك على الشعور بالأمان لتحمل المخاطر والتعلم من الأخطاء.

تشجيع الأطفال على بذل جهد أكثر
تشجيع الأطفال على بذل جهد أكثر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى