هل تخضع قطر لضغوط سعودية لتغيير موقفها من نظام الأسد وأزمة سوريا؟
قطر تتلقى دعوة رسمية لاجتماع في السعودية بشأن سوريا وتم تأكيد مشاركة رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في هذا الاجتماع
وطن- أعلنت الدوحة، الثلاثاء، أنها تلقّت دعوة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لحضور اجتماع، الجمعة المقبل، في جدّة بالسعودية، لتبادل وجهات النظر بشأن إمكانية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، خلال إيجاز صحفي في مقرّ الوزارة بالدوحة، إن الهدف الأساسي من “هذا الاجتماع التشاوري”، الذي تشارك فيه دول الخليج، إضافة إلى الأردن ومصر والعراق، هو “التباحث حول الوضع في سوريا“.
الدكتور @majedalansari المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية: سيشارك معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في اجتماع مع دول مجلس التعاون بالإضافة إلى العراق والأردن ومصر للتباحث حول سوريا.#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/1rsDW3QOyF
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) April 11, 2023
وأشار إلى أنّ “هناك تطورات كثيرة فيما يتعلق بالوضع في سوريا، وفي وجهات النظر العربية تجاه عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية“.
وأكد “الأنصاري” مشاركة رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الاجتماع.
مضيفاً أنّ الأردن ومصر والعراق ستشارك جميعها أيضاً في “الاجتماع التشاوري”، لأنها “دول معنية”.
هل تغيّر موقف قطر؟
ورغم حديث بعضهم عن تغيّر قريب في موقف قطر تجاه نظام بشار الأسد والأزمة السورية تماشياً مع التغيرات الحالية على الساحة، والحديث أيضاً عن أنّ السعودية ربما تمارس ضغوطات على الدوحة في هذا الشأن، أوضح “الأنصاري” أنّ الموقف القطري من سوريا لم يتغير.
كما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إلى أنّ أيّ تغيير “سيرتبط بشكل أساسي بالإجماع العربي وبتغيير ميداني يحقق تطلعات الشعب السوري”.
ومن المقرر أن يعقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً تشاورياً لبحث عودة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية على وقع خطوات التقارب التي اتخذتها عدة دول عربية وخليجية معه خلال الأشهر الماضية.
وإثر اندلاع النزاع، قطعت دول عربية عدة، خصوصاً الخليجية، منها علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها في دمشق، كما علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا.
وعلى خلفية قمع رئيس النظام بشار الأسد، احتجاجات شعبية عارمة ضده، قطعت عدة دول عربية، وخاصة دول الخليج، علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، وأغلقت سفاراتها في دمشق، فيما علّقت الجامعة العربية عضوية سوريا.
وفي شباط الماضي، استغلت دول عربية الزلزال المدمر، الذي خلّف عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى في سوريا وتركيا، لمدّ جسور التواصل مع نظام الأسد.
وتمثّلت تلك الخطوات باتصالات هاتفية مع عدد من زعماء الدول العربية برأس النظام السوري، فضلاً عن إرسال مساعدات من معظم الدول العربية.
وتجري السعودية وسوريا مباحثات تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بعد قطيعة مستمرة منذ سنوات، نتيجة إغلاق الرياض سفارتها في دمشق على خلفية موقفها المناهض للنظام، حسبما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية مؤخرًا.
وفي الشهرين الماضيين، زار رئيس النظام السوري بشار الأسد سلطنة عمان والإمارات، في أول زيارة لبلدين عربيين منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، في ظلّ مساعٍ إقليمية لعودة سوريا إلى الحاضنة العربية.
الأسد والقمة العربية
وكانت وكالة “رويترز” قالت في نيسان الماضي، إنّ السعودية ستوجّه دعوة رسمية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، لحضور القمة العربية التي ستعقد بالعاصمة الرياض، في 19 مايو المقبل.
ونقلت الوكالة، بحسب وسائل إعلام عدة، عن ثلاثة مصادر مطلعة، لم تسمِّها، أن “المملكة تعتزم دعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها الرياض، في خطوةٍ من شأنها أن تُنهيَ رسمياً عزلة الأسد إقليمياً”.
وأشارت الوكالة نقلاً عن مصدر قولَه: إنّ “المناقشات جارية منذ أكثر من عام بشأن قائمة مطالب من المملكة العربية السعودية للحكومة السورية، كشرط لإصلاح العلاقات، بما في ذلك التعاون الوثيق بشأن أمن الحدود وتهريب المخدرات“.