ضجة في السعودية بسبب فيديو صادم لضبط مخدرات بحوزة معتمرين لبنانيين
شارك الموضوع:
وطن– أثيرت ضجة في السعودية، بعد تداول مقطع فيديو، زعم ناشروه أنه يوثّق عملية ضبط موادّ مخدرة بحوزة معتمرين لبنانيين، مخبّأة داخل جالونات من الزيت، على الحدود البرية السعودية.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، مقطعَ فيديو، وادّعت أنّه لإحباط محاولة معتمرين لبنانيين تهريب كمية من الموادّ المخدرة داخل جالونات من الزيت.
ويرتفع صراخهم بتأخر دخول الحافلات!
"معتمرين لبنانيين قاموا بتهريب مخدرات فى داخل جوالين في داخل جوالين زيت"
الله يحمي شبابنا في المنافذ البرية والجوية والبحرية ويفتح على عقولهم وقلوبهم ويجعل لأحدهم حدة في الذكاء وفطنة ونباهة لا يستطيع مجرم ان يتخطاها 🤲🏼 pic.twitter.com/pJf2IYaZzE
— د. هيفاء حمد الراشد🇸🇦 (@Dr_Hayfaa) April 11, 2023
جاء ذلك خلال دخولهم المملكة العربية السعودية، تزامنًا مع أزمة تكدّس الشاحنات المستمرة على الحدود البرية السعودية، على حدّ المنشورات التي تمّ تداولها على صعيد واسع.
وشهد خلال الأيام الماضية، منفذ البطحاء البري بين الإمارات والسعودية، أزمةَ تكدّس شاحنات النقل القادمة من الإمارات، فيما ذكرت وسائل إعلام أنّ هناك خللاً فنيّاً في أنظمة العمل الجمركية تسبّب في تأخير مرورها.
صحة الفيديو
إلا أنه من خلال التحقّق من صحة الفيديو، تبيّن أنّ هذا الادعاء مضلّل، إذ اتضح أنّ مقطع الفيديو قديم ومنشور منذ إبريل/نيسان عام 2022، على أنّه لإحباط محاولة تهريب أقراص مخدرة في أمتعة مسافرين إلى المملكة العربية السعودية.
ففي إبريل 2022، أُحبطت محاولة تهريب أكثر من 141 ألفًا من الحبوب المخدرة (الكبتاغون) مخبأة في جالونات من زيت الزيتون داخل أمتعة مسافرين إلى المملكة العربية السعودية بغرض أداء العمرة، عبر منفذ الحديثة البري، الحدودي مع الأردن.
يُضاف إلى ذلك أنّ سلطات المملكة العربية السعودية، لم تعلن في الآونة الأخيرة، عن ضبط موادّ مخدرة بحوزة معتمرين لبنانيين، حديثًا.
رواج المخدرات في السعودية
وكانت شبكة “سي إن إن”، قد قالت في تقرير لها، إنّ السعودية أصبحت عاصمة المخدرات الأولى في الشرق الأوسط، وهي التي تأتي عن طريقها المخدرات المزروعة.
جاء ذلك في أعقاب إعلان السلطات السعودية عن أكبر عملية ضبط للمخدرات في تاريخ البلاد، بعد ضبط ما يقرب من 47 مليون حبة أمفيتامين في شحنة دقيق في العاصمة الرياض.
وأضافت أنه “في حين أن السلطات لم تذكر مصدر المخدرات المضبوطة، قال مكتب الأمم المتحدة المعنيّ بالمخدرات والجريمة، في وقت سابق، إن “التقارير عن مضبوطات الأمفيتامين من دول في الشرق الأوسط لا تزال تشير في الغالب إلى أقراص تحمل شعار الكبتاغون”.
والكبتاغون يباع ما بين 10 و25 دولاراً للحبة الواحدة، ما يعني أنّ أحدث شحنة سعودية تبلغ قيمتها في الشارع ما يصل إلى 1.1 مليار دولار، استناداً إلى أرقام من مجلة إنترناشيونال إدمان ريفيو.
وبحسب التقرير، فإنّ الحشيش والقات مخدرانِ شائعان في المملكة، إلا أنّ الأمفيتامينات تحظى بشعبية بين الشباب السعودي.
وفي وقت سابق أيضاً، قال موقع “جيوبوليتيكال فيوتشر“، إنّ المملكة العربية السعودية أصبحت مركز تجارة المخدرات في الشرق الأوسط.
وأضاف الموقع في تقرير له، أنّ مشكلة المخدرات نمت في السعودية بشكل كبير خلال العقد الماضي، حيث استولت السعودية بين عامي 2015-2019 على ما نسبته 45% من المضبوطات العالمية من عقار “الكبتاجون”، في حين ترفض السلطات السعودية الاعترافَ بهذا الواقع، وتلقي بالمسؤولية على جهات خارجية.
وأكد التقرير تورّطَ أفرادٍ من العائلة المالكة وقوات الأمن في عمليات انتشار المخدرات، لافتاً إلى أنّ الطفرة النفطية في منتصف السبعينيات، وزيادة الثروة، ووصول مئات الآلاف من العمال من الدول المجاورة، قد أدت إلى تحولات كبيرة في المجتمع السعودي، مما ساعد في زيادة تعاطي المخدرات في المملكة.
وبحسب تقديرات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية السعودية، فقد وصل عدد مدمني المخدرات في البلاد إلى 200 ألف شخص، لكن بعض منظمات المجتمع المدني تشير إلى أنّ العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير، وهو ما يؤكد قيام الحكومة السعودية بإخفاء خطورة المشكلة.