سبب وفاة آن بيري.. قتلت أم صديقتها ثم أصبحت أشهر كاتبة روايات بوليسية

وطن- توفيت “آن بيري”، المؤلفة البريطانية البارزة للروايات البوليسية التاريخية وكُتب الوعي الاجتماعي، عن عمر 84 عامًا، بعد فترة ليست بالقليلة قضتها في المستشفى على إثر إصابتها بنوبة قلبية.

سبب وفاة الروائية البريطانية آن بيري

أكد ميج ديفيز، وكيل أعمال الروائية آن بيري، وفاتَها اليوم الخميس 13 أبريل، في المستشفى بلوس أنجلوس، وقال ديفيز إنّ صحة السيدة بيري تدهورت منذ إصابتها بنوبة قلبية في ديسمبر.

وقضت الكاتبة المشهورة نحبَها، تاركةً وراءها سيرة ذاتية حافلة على المستوى الشخصي والمهني.

فعلى المستوى الشخصي، اشتهرت آن بيري بجريمة القتل التي نفّذتها خلال مراهقتها، أما مهنياً فكان لغزارة إنتاجها الروائيّ دورٌ كبير في صناعة اسم خاص بها بين كبار الكتاب حول العالم.

آن بيري صاحبة الروايات البوليسية والقاتلة السابقة

في سنّ المراهقة، ساعدت بيري في قتل والدة صديقتها. حيث أمضت الكاتبة -عندما كانت تحديداً بعمر الـ15- خمس سنوات في السجن، لقيامها بضرب “أونورا ماري باركر” حتى الموت.

وأكد وكيل أعمالها أنّ آن بيري توفيت في أحد مستشفيات لوس أنجلوس. وكانت صحتها في تدهور منذ عدة أشهر بعد أن أصيبت بنوبة قلبية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وكانت الكاتبة هي الملهمة لفيلم “مخلوقات سماوية” للمخرج بيتر جاكسون والذي صدر في 1994، وكان من بطولة النجمة كيت وينسليت. وكانت تُعرف باسم جولييت هولم، وتبنّت لاحقاً اسم آن بيري كاسم مستعار لمسيرتها في الكتابة.

وقعت جريمة القتل في مدينة “كرايستشيرتش” بنيوزيلندا، في العام 1954، وتمّ التخطيط لها من قبل بيري وصديقتها بولين باركر، ابنة الضحية. واكتُشفت تفاصيل الجريمة لاحقاً في دفتر يوميات عثرت عليه الشرطة.

تُوفيت أونورا ماري باركر بعد تعرضها للضرب نحو 20 مرةً بطوبة إسمنتية. وعندما أحيلت القضية إلى المحاكمة، استمعت المحكمة إلى تفاصيل الجريمة التي خطّطت لها الفتاتان في محاولةٍ لتجنّب انفصالهما، حيث كان والدا باركر البالغة من العمر 16 عاماً يعتزمان إرسالها إلى خارج البلاد.

ونظراً إلى أنّ الفتاتين كانتا تحت سن الـ18، فإنهما كانتا صغيرتين على أن تُحكما بالإعدام، فتمّ إرسالهما إلى السجن بدلاً من ذلك.

مَن آن بيري؟

وُلدت بيري في منطقة بلاكهيث، بمدينة لندن، في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1938، وانتقلت في البداية إلى جزر البهاما وهي في عمر الثامنة قبل أن تستقر في نيوزيلندا.

من هي آن بيري؟

وقالت على موقع الإنترنت الخاص بها، إنها دخلت إلى دار للرعاية وهي طفلة بسبب المرض، وأضاعت جزءاً كبيراً من دراستها في المدرسة نتيجة لذلك.

وبعد أن أُفرج عنها من السجن، غادرت بيري نيوزيلندا لتعودَ إلى المملكة المتحدة، وعملت لفترة وجيزة مضيفةَ طيران.

وأصبحت فيما بعد من أفراد “طائفة المورمون”، واستقرت في “بورتماهوماك”، وهي قرية إسكتلندية صغيرة.

ونُشرت روايتها الأولى “جلاد شارع كيتر” في العام 1979. واستمرت في كتابة سلسلة من الروايات عبر متسلسلات متعددة، باعت مجتمعة 25 مليون نسخة حول العالم.

آن بيري و”الوعي بالظلم الاجتماعي”

تخصّصت عدد من روايات آن بيري للحديث عن ضرورة الوعي بالظلم الاجتماعي، وركزت سلسلة من الكتب على مفتش الشرطة من العصر الفكتوري الذي تحوّل إلى محقّق، توماس بيت. بينما عرضت سلسلة أخرى محققاً خاصاً يدعى ويليام مونك.

وأحدث رواية في مسلسل بيت نُشرت الشهر الماضي.

وكان المخرج النيوزيلندي بيتر جاكسون، قد صور جريمة بيري وباركر في فيلمه الصادر في 1994، والذي رشّح لجوائز الأوسكار “مخلوقات سماوية”.

وقال بيان صدر عن وكالة “كي”، وهي وكيلة أعمال بيري: “كانت آن صديقة مخلصة وودودة، وكانت كتاباتها مدفوعة بالتزامها الشديد بزيادة الوعي حول الظلم الاجتماعي”.

وتابع: “الكثير من القراء تأثروا بتعاطفها مع الناس الذين وضعوا في ظروف مستحيلة أو أثقلت عليهم صعوبات الحياة”.

بيعت كتب آن بيري، بما في ذلك سلسلة توماس بيت وويليام مونك من الألغاز التاريخية، أكثر من 26 مليون نسخة، وفقًا لموقعها على الإنترنت.

في عام 1998، صنّفتها صحيفة The Times of London ضمن قائمةٍ تضمّ 100 أفضل كاتب روايات بوليسية في القرن الماضي، إلى جانب عمالقة المجال أمثال أجاثا كريستي، وريموند تشاندلر، وداشيل هاميت، وآرثر كونان دويل.

فاز فيلم “الأبطال”، المبني على روايتها، الذي تدور أحداثه في خنادق الحرب العالمية الأولى، بجائزة “إدغار آلان بو” لأفضل قصة قصيرة لعام 2000. في عامي 2013 و2020، كانت ضيفة شرف في Bouchercon، المؤتمر الدولي لكتاب الروايات البوليسية.