أسسها البشير لخدمة مصالحه وكتبت نهايته.. ما هي قوات الدعم السريع؟

وطن- اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وما يُعرف بقوات الدعم السريع، اليوم السبت، بعد فترة من التوتر بين الجيش السوداني وتلك القوات التي تتمتع بنفوذ كبير.

من “ميليشيات الجنجويد” إلى قوات الدعم السريع

وقال بيان للجيش السوداني، إنّ قوات الدعم السريع شبه العسكرية حاولت مهاجمة قواته، السبت، في مواقع مختلفة، فيما قالت قوات الدعم السريع إنّ الجيش حاصر إحدى قواعدها وأطلق نيران الأسلحة الثقيلة.

وضجّت صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة بتساؤلات عن قوات الدعم السريع الرئيسية في السودان، والتي زعمت أنها سيطرت اليوم على القصر الرئاسي والمطار الدولي في البلاد، فيما يبدو أنها محاولة انقلابية. واتهمت الجيش بالهجوم أولاً. فيما قال الجيش إنه يقاوم تمرّدَها.

ويتولى قيادة قوات الدعم السريع الجنرال “محمد حمدان دقلو”، الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان، والمعروف باسم حميدتي.

ويقدّر المحللون عدد القوات بنحو 100 ألف مع قواعد وانتشار في جميع أنحاء البلاد.

وقالت وكالة “رويترز” في تقرير لها، إنّ قوات الدعم السريع تطورت مما يسمى “بميليشيات الجنجويد” التي قاتلت في صراع في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في منطقة دارفور.

حيث استخدمتها حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير، لمساعدة الجيش في إخماد التمرد. ونزح جراء ذلك ما يقرب من 2.5 مليون شخص وقتل 300000 في الصراع.

واتهم ممثلو الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية المسؤولين الحكوميين وقادة الجنجويد، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

ووفق المصدر، نمت هذه القوات مع مرور الوقت واستخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية.

وبالتوازي مع ذلك، نمت مصالح حميدتي التجارية بمساعدة البشير، ووسعت عائلته ممتلكاتها في تعدين الذهب والثروة الحيوانية والبنية التحتية.

وابتداءً من عام 2015، بدأت قوات الدعم السريع، إلى جانب الجيش السوداني، في إرسال قوات للقتال في الحرب في اليمن إلى جانب القوات السعودية والإماراتية، مما سمح لحميدتي بإقامة علاقات مع القوى الخليجية.

من "ميليشيات الجنجويد" إلى قوات الدعم السريع
من “ميليشيات الجنجويد” إلى قوات الدعم السريع

الدعم السريع قوة أمنية مستقلة

وحقّقت قوات “الدعم السريع” مكسباً لافتاً، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حين تمكّنت خلال معركة قصيرة في منطقة مستريحة بدارفور، من القبض على موسى هلال، الزعيم “التاريخي” لمليشيا “الجنجويد”، المدرج على قائمة العقوبات الأمريكية، بسبب حرب دارفور.

وهلال وحميدتي أبناء عم، و”الجنجويد” محسوبة على مجموعة القبائل العربية في دارفور، وحاربت إلى جانب القوات الحكومية منذ اندلاع النزاع في الإقليم.

ويتزعم هلال عشيرة “المحاميد”، إحدى أفخاذ قبيلة “الرزيقات” العربية، وأسس “الجنجويد”، التي تطوّرت لاحقاً إلى قوات “حرس الحدود”، وانضمّت إلى الجيش.

وفي عام 2017، صدر قانون يُضفي الشرعية على قوات الدعم السريع كقوة أمنية مستقلة. وقالت مصادر عسكرية، إنّ قيادة الجيش أعربت منذ فترة طويلة عن قلقها بشأن تطور قوات حميدتي.

ما هي قوات الدعم السريع التي تخوض صراعاً مع الجيش السوداني؟
ما قوات الدعم السريع التي تخوض صراعاً مع الجيش السوداني؟

شاركت في الإطاحة بعمر البشير

وفي أبريل 2019، شاركت قوات الدعم السريع في انقلاب عسكري أطاح بالبشير. في وقت لاحق من ذلك العام، وقع حميدتي اتفاقًا لتقاسم السلطة جعله نائبًا في المجلس الحاكم برئاسة الجنرال عبد الفتاح البرهان.

وقال التقرير الذي كتبه “ويليام ماكلين” و”فرانسيس كيري”، إنّ نشطاء اتهموا قوات الدعم السريع قبل التوقيع في 2019 بالمشاركة في قتل العشرات من المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية.

كما اتهمت جماعات حقوقية جنودَ قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف قبلية. رفع حميدتي الحصانة عن البعض، مما سمح بملاحقتهم.

واعتذر العام الماضي عن الجرائم التي ارتكبتها الدولة بحقّ الشعب السوداني دون الخوض في التفاصيل.

وشاركت قوات الدعم السريع في انقلاب أكتوبر 2021، الذي أوقف الانتقال إلى الانتخابات.

وقال حميدتي منذ ذلك الحين، إنه يأسف للانقلاب، وأعرب عن موافقته على اتفاق جديد لإعادة الحكومة المدنية بالكامل.

وطالب الجيش السوداني والجماعات المؤيدة للديمقراطية بدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية.

وكانت المفاوضات بشأن ذلك مصدرَ توتر أدّى إلى تأخير التوقيع النهائي على اتفاق، كان مقرّراً أصلاً في الأول من أبريل، لتشكيل حكومة جديدة والانتقال نحو الانتخابات.

Exit mobile version