الحرب تشتعل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.. استهداف مواقع حساسة وسقوط مطار الخرطوم (فيديو)

وطن- احتدمت الأزمة في السودان، بعد اندلاع اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، على وقْع التجاذبات السياسية التي تطحن بالبلاد.

جاء ذلك بعد احتدام الخلافات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، على إثر إقدام الأخيرة على الدفع بنحو بعشرات الآلية العسكرية. وذلك على تخوم قاعدة عسكرية هناك، وهو ما اعتبره الجيش تحرّكاً غير قانوني يتوجّب العدول عنه.

وأفادت تقارير إعلامية، اليوم السبت، بسماع إطلاق النار بالقرب من المدينة الرياضية في العاصمة الخرطوم.

وقالت التقارير، إنّ إطلاق نار سمع قرب مقر للدعم السريع في الخرطوم، بالتزامن مع انتشار العديد من المقاطع واللقطات المصورة التي أظهرت انتشاراً لآليات عسكرية مختلفة في العاصمة.

https://twitter.com/SudanTribune_AR/status/1647141781891428352?s=20

يأتي هذا فيما سُمع دويّ إطلاق نار كثيف داخل محيط قاعدة مروي الجوية العسكرية في الولاية الشمالية للبلاد، وسْط مناشدات للمواطنين بالبقاء في منازلهم والابتعاد عن أسطح المنازل والتصوير.

https://twitter.com/Sudan_tweet/status/1647147757805682688?s=20

الدعم السريع تسيطر على مطار الخرطوم

وأظهرت مقاطع فيديو، سيطرة قوات الدعم السريع على مطار الخرطوم خلال المواجهات الحامية التي لا تزال تعصف بالعاصمة الخرطوم حتى الآن، فيما تردّدت أنباء عن توقّف حركة الطيران.

https://twitter.com/IAyad/status/1647157730115993600?s=20

وأصدرت قيادة قوات الدعم السريع، أول بيان بعد الاشتباك مع الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، داعية الشعب إلى التماسك في هذه اللحظة التاريخية الحرجة.

وقالت قوات الدعم السريع في بيانها، إنها “فوجئت صباح اليوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقرها في أرض المعسكرات “سوبا” بالخرطوم وتضرب حصاراً على القوات المتواجدة هناك، ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأضاف البيان: “إزاء هذا الاعتداء الغاشم توضح قيادة الدعم السريع أنها أجرت اتصالات مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة ممثلة في مالك عقار ومني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، وأطلعتهم على الأمر”.

في غضون ذلك، قال شهود عيان إنّ هناك أصوات إطلاق نار كثيفة جنوبي العاصمة الخرطوم، كما أفادوا بتحرك دبابات باتجاه منطقة المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم، وهي المنطقة التي تجري فيها الاشتباكات.

وقالت قناة سكاي نيوز في نبأ عاجل، إنّ هناك انتشاراً كبيراً لقوات الجيش قرب القصر الرئاسي في الخرطوم، فيما نقلت عن شهود عيان القول إنه تمّ سماع دوي إطلاق نار مكثّف قرب محيط القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم.

ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع على تخوم القصر الرئاسي وقيادة الجيش وإقامة عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، وسط حالة هلع وهروب جماعي لمواطنين من وسط المدينة وجنوبها.

بدوره، أغلق الجيش الجسور والطرق المؤدية للقصر الرئاسي وسط الخرطوم بالمدرعات الثقيلة، كما نشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان.

ونقلت قناة الجزيرة عن مصدر في الجيش السوداني قولَه، إنّ القوات المسلحة تتعامل مع محاولة للسيطرة على مقرّ القيادة العامة من قبل قوات الدعم السريع.

اللافت أنه قبل ساعات من اندلاع الاشتباكات، أعلن وسطاء سودانيون فجر اليوم السبت، إثر لقائهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، أنّ الأزمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في طريقها إلى الحل.

وقالت لجنة ثلاثية من قادة الحركات المسلحة مكوّنة من عضو مجلس السيادة مالك عقار، ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، ورئيس حركة تحرير السودان حاكم دارفور مني مناوي، أنها لمست لدى البرهان استعداداً للإقدام على أيّ خطوة تعين على حلحلة الإشكال الطارئ بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وإعادة الأمور لنصابها الطبيعي.

وأشارت لجنة الوساطة السودانية إلى أنّ الأزمة في طريقها إلى زوال، وإن قيادة القوتين أوعى من أن يقودوا البلاد إلى حرب أهلية المنتصر فيها خاسر لا محالة، بحسب ما ورد في البيان.

وكانت اللجنة الثلاثية قد التقت أمس الجمعة قائد قوات الدعم السريع نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأكّد الأخير عدم التصعيد واستعداده للقاء البرهان من دون شروط.

وقالت مصادر سودانية، إنّ رئيس مجلس السيادة السوداني التقى مساء أمس الجمعة، القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاريّ لبحث الأزمة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

لكن تزامن ذلك مع إعلان الجيش السوداني أنّ قوات الدعم السريع نشرت وحدات عسكرية في مروي والخرطوم دون التنسيق معه، في حين أكدت القوات التي يقودها حميدتي أنّ تحرّكها كان بموافقة الجيش.

واتهم الجيش السوداني الدعم السريع بحشد قوات داخل العاصمة وبعض المدن، وحذّر مما وصفَه بمنعطف خطير تمرّ به البلاد.

وقال قائد الفرقة الـ19-مشاة بمدينة مروي سليمان كمال حاج الخضر، إنهم فوجئوا بدخول قوات الدعم السريع دون أيّ إخطار سابق، موضحاً أنّ قواته تعاملت مع تحركات قوات الدعم السريع بمسؤولية وحكمة حتى تجنّب البلاد تأثير أي مواجهات.

وأشار إلى أنّ منطقة مروي لم تكن بحاجة إلى أي قوات إضافية لتأمينها وحمايتها، إذ إنّ الجيش السوداني يقوم بتلك المهمة وفق القانون والدستور، بحسب تعبيره.

الأزمة السياسية في السودان

والسودان غارق في أزمة سياسية عاصفة، حيث تعثّرت في الآونة الأخيرة المحادثات الرامية إلى صياغة اتفاق سياسي نهائي يكون من بين بنوده دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار زمني محدد، ويمهّد الطريق لتشكيل حكومة مدنية.

وتصاعدت الخلافات بين العسكريين والقوى المدنية، خلال الأسابيع الماضية، ضمن جهود التوصّل إلى اتفاق سياسي نهائي، وفشلت المفاوضات في التوصل إلى اتفاق، بسبب خلافات بين قادة الجيش والدعم السريع، حول الفترات الزمنية، لإدماج قوات الدعم السريع في الجيش.

وظهرت هذه الخلافات إلى العلن، بعد نشر قوات الدعم تعزيزات عسكرية لها حول قاعدة مروي الجوية شمالي السودان قبل أيام.

واعترض الجيش السوداني على هذه الخطوة، مؤكّداً أنّ قوات الدعم السريع لم تنسّق معه ولم تأخذ مواقفة الجيش، ما خلّف حالة من الهلع والخوف بين المواطنين وتعريض البلاد إلى مخاطر أمنية.

Exit mobile version