المونيتور: إعدام زهير الغليظ.. المقاومة لا تثق بالسلطة لفشلها في ملاحقة الجواسيس

وطن– قال موقع المونيتور، في تقرير له، إنّ واقعة إعدام العميل الفلسطيني زهير الغليظ في الضفة الغربية في الأيام الماضية، يعكس تراجعاً في الثقة بالسلطة الفلسطينية.

التقرير ذكر في مستهلّ الحديث: “كان إعدام عميل فلسطيني مع إسرائيل في مدينة نابلس بالضفة الغربية بمثابة تذكير لعمليات القتل خارج نطاق القضاء خلال الانتفاضتين الأولى والثانية”.

وأفادت تقارير محلية بأنّ زهير الغليظ (23 عاماً)، قُتل برصاصة في حي القريون بمدينة نابلس القديمة شمال الضفة الغربية يوم السبت الماضي، وانتشر مقطع فيديو له وهو يعترف بالعمل مع الجيش الإسرائيلي على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

أوضح التقرير أنّ إعدام زهير يعكس تراجع ثقة الفلسطينيين، لا سيما المقاومة، بالسلطة الفلسطينية، التي يتهمونها بالفشل في ملاحقة الجواسيس في ظل تنسيقها الأمني ​​مع إسرائيل بموجب اتفاقات أوسلو، ويقولون إن النظام القضائي للسلطة الفلسطينية أخفق أيضًا في مقاضاة المتعاونين الإسرائيليين.

وذكر التقرير أنّ مجموعة عرين الأسود تقف وراء عملية الإعدام، وهي الأولى في الضفة الغربية منذ نهاية الانتفاضة الثانية عام 2005.

وفي بيان مقتضب، قالت عرين الأسود، إنّه “تمّت تصفية الخائن”، وسيتمّ نشر المزيد من التفاصيل للجمهور بعد أن تكمل المجموعة تحقيقاتها وإجراءاتها الأمنية الأخرى.

وقال الغليظ، إنه تعرّض للابتزاز من قبل ضابط مخابرات إسرائيلي بمقطع فيديو له وهو يمارس الجنس مع رجل آخر، واستخدمه لابتزاز زهير لمقابلته في مخيم حوارة بالقرب من نابلس.

وأوضح أنّه طُلب منه متابعة ومراقبة تحركات العديد من قادة عرين الأسود، ومنهم أدهم “مبروكة” الشيشاني، ومحمد الدخيل، وأشرف مبسلط، ومحمد “أبو صالح” العزيزي، وعبد الرحمن صبح، و.تامر الكيلاني، وقد استشهدوا جميعُهم في عمليات إسرائيلية منفصلة في الأشهر الأخيرة.

وأشاد سكان البلدة القديمة في نابلس بالإعدام، بمن فيهم أسرة زهير التي تبرّأت منه، وكذلك أقارب من زُعم أنهم قُتلوا نتيجة أفعاله، ودعوا إلى نفس المعاملة لأي شخص يتبين أنه تعاون مع إسرائيل.

بعد الحادث بقليل، وصلت وحدة من جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية إلى موقع الإعدام للتحقيق، لكن حشودًا كبيرة تجمعت هناك لمنع الوحدة من دخول المكان، مما دفع قوات الأمن إلى تفريق الحشود بالغاز المسيل للدموع.

لماذا أعدمت عرين الأسود المتخابر زهير ولم تسلّمْه للقضاء؟

وقال سليمان بشارات مدير مركز يبوس للاستشارات والدراسات الإستراتيجية في الضفة الغربية، إنّ ما حدث في نابلس كان مروّعاً، وأن التعاون مع إسرائيل موضوع حساس للغاية بين الفلسطينيين.

وأضاف: “الإعدام الأخير يثير تساؤلات حول مستوى خبرة المسلحين الذين نفذوا عملية القتل والقدرات الفنية واللوجستية التي تمتلكها مجموعة عرين الأسود”.

وأوضح أنّ عرين الأسود أعدمت زهير بدلاً من تسليمه للسلطة، بسبب عدم ثقتها في القضاء، وأشار إلى أنّ اتفاقيات أوسلو والاتفاقيات اللاحقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية منعت الأخيرة من التعامل بشكل فعّال مع المتهمين بالتعاون مع إسرائيل.

وحذّر من أنّ الإعدام قد يشكّل سابقة لها عواقب وخيمة مثل مزيد من القتل لتصفية حسابات شخصية، والاعترافات بالإكراه تحت التعذيب واستخدام تهم التجسس كذريعة لتنفيذ عمليات إعدام أخرى. وأشار إلى أنّ انتشار العنف هذا قد يقوّض ثقة الجمهور في مجموعات المقاومة.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث