حميدتي .. تاجر الجمال الذي يسعى للسيطرة على السودان
شارك الموضوع:
وطن– بعد أن بدأَ كتاجر جمال قاد ميليشيا مرهوبة الجانب متهمة بارتكاب فظائع في دارفور، اكتسب الفريق محمد حمدان (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع، نفوذه وثرواته بشكل مطّرد في السودان على مدى العقدين الماضيين مع صعوده نحو قمة السلطة.
حميدتي.. تاجر الجمال الذي يسعى للسيطرة على السودان
بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز“، فإنّه حتى عندما أطاح المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية عام 2019 بالرجل الذي رعاه ذات مرة، الحاكم “الاستبدادي” الرئيس عمر حسن البشير، حوّل الجنرال حميدتي الحدث لصالحه، حيث تخلى بسرعة عن البشير، وإعادة تقديم نفسه كديمقراطيّ وُلد من جديد مع تطلعات لقيادة السودان بنفسه.
في الوقت نفسه، تحالف مع روسيا وشركتها العسكرية الخاصة فاغنر، التي يقوم مرتزقتها بحراسة مناجم الذهب في السودان، والتي زوّدت قواته بالمعدات العسكرية.
لكنّ الجنرال حمدان واجه ربما أصعب تحدٍّ له حتى يوم السبت، حيث اندلع القتال في أنحاء العاصمة بين مجموعته شبه العسكرية القوية والجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان.
وقال الجنرال حمدان في مقابلة مع قناة الجزيرة يوم السبت مهاجِماً اللواء البرهان قائد الجيش الذي كان حتى يوم السبت رئيسه من الناحية الفنية، وهو الآن عدوّه اللدود “هذا الرجل مجرم”.
وتابع الجنرال حمدان: “هذا الرجل كاذب”. مضيفًا: “هذا الرجل لص لقد دمر السودان“.
ورد الجيش حيث وصف المتحدث باسمه اللواء حمدان بأنه “متمرد”، لكن اللغة الساخنة بين الجانبين أوضحت للعديد من السودانيين أنه على الرغم من حديثه السابق عن الديمقراطية، فإن الجنرال حمدان، وهو قائد له سجل طويل من الأعمال القاسية، كان يقاتل حرفياً من أجل مستقبله وكان تذكيرًا بواقع محبط، فعلى الرغم من أنّ المتظاهرين أطاحوا بالسيد البشير في عام 2019، فإنّ القادة العسكريين الذين ازدهروا في نظام حكمه الوحشي ما زالوا يقاتلون للسيطرة على البلاد.
انقلاب حميدتي على البشير
الجنرال حمدان بنى خبرته كقائد لميليشيات الجنجويد التي نفّذت أبشع الفظائع في إقليم دارفور الغربي حيث أدى الصراع، الذي بدأ في عام 2003، إلى نزوح الملايين وتسبّب في مقتل ما يصل إلى 300 ألف شخص.
وقد أكسبته قدرته على سحق الجماعات المتمردة المحلية ولاء السيد البشير، الذي عيّنه في عام 2013 لقيادة قوات الدعم السريع المنشأة حديثاً.
بعد تدفق المتظاهرين إلى شوارع الخرطوم في أوائل عام 2019، مطالبين بإطاحة البشير، انقلب اللواء حمدان على البشير، مما ساعد على إبعاده عن السلطة.
لكن بعد شهرين، في يونيو 2019، عندما رفض المتظاهرون المطالبون بالانتقال الفوري إلى الحكم المدني مغادرة موقع الاحتجاج، قادت قوات الدعم السريع التابعة للواء حمدان هجومًا وحشيًا، حيث أحرقت قواته الخيام واغتصبت النساء وقتلت العشرات، وألقي البعض في النيل، بحسب روايات عديدة لمتظاهرين وشهود وقال مسعفون سودانيون إن 118 شخصاً على الأقل قُتلوا وقتها.
ونفى حمدان أيّ دور له في أعمال العنف وغضب من وصف مقاتليه بالجنجويد، رغم الدور الرئيسي للميليشيا في صعوده للسلطة.
قال لصحيفة نيويورك تايمز: “الجنجويد يعني اللصوص الذين يسرقونك على الطريق.. إنها مجرد دعاية من المعارضة”.
منذ ذلك الحين، تطورت قوات الدعم السريع لتصبحَ أكثر بكثير من مجرد رعاع مسلحين.
مع وجود نحو 70 ألف مقاتل حسب بعض التقديرات، تمّ نشر القوة لسحق التمرد في جميع أنحاء السودان وللقتال من أجل المال في اليمن كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية.
كما جعلت الحرب الجنرال حمدان ثريًا جدًا، وله مصالح في تعدين الذهب والبناء وحتى شركة تأجير سيارات الليموزين، كما برز كسياسيّ رشيق بشكل مدهش، يسافر عبر منطقة القرن الأفريقي والشرق الأوسط للقاء القادة وتطوير علاقات وثيقة مع موسكو.
السيسرئيلي يترأس اجتماع المجلس الأعلى للمسلسلات والأفلام للقوات المكسحة لإنتاج ملحق من الإختيار يتم فيه تحرير جنوده المأسورين