وطن– دعا شاهد سوري، قال إنّه سوريّ شهد مقابر جماعية وأُجبر على حفرها بناءً على أوامر من حكومة بشار الأسد، في جلسة استماع في الكونجرس، للمساعدة في الضغط على دول المنطقة العربية من التطبيع مع حكومة الأسد.
وطالب الشاهد السوري، في جلسة استماع استضافتها اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في مجلس النواب، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتشديد العقوبات الأمريكية على الأسد.
وقال الشاهد الذي حضر الجلسة افتراضياً: “الشعب السوري يتطلع إلى الولايات المتحدة للتأكد من أنّ هناك عواقب لمن يتعامل مع النظام المجرم”.
وأخبر الشاهد، غرفة المشرعين الأمريكيين أنّ السلطات السورية أجبرته على أن يكون حفار قبور لصالح حكومة الأسد.
وقال: “لم أكن مستعداً للرعب في واجباتي الجديدة. كل أسبوع، مرتين في الأسبوع، تنقل ثلاث شاحنات مقطورات ما يتراوح بين 300 و600 جثة لضحايا التعذيب والتجويع والإعدام من المستشفيات العسكرية وفروع المخابرات في جميع أنحاء دمشق”.
وأضاف: “استقبلنا مرتين في الأسبوع ثلاثاً إلى أربع شاحنات صغيرة عليها 30 إلى 40 جثة، لا تزال دافئة، لمدنيين تمّ إعدامهم في سجن صيدنايا.. بعد سبع سنوات من الشاهدة على هذه الفظائع، تمكّنت من الفرار من سوريا ومتابعة أسرتي إلى أوروبا”.
ودعا الشاهد، الولايات المتحدة إلى التعهد بعدم إعادة العلاقات مع الأسد، وتعزيز نظام العقوبات القائم حالياً ضد دمشق.
وقال: “من الأهمية بمكان أن يتمّ تطبيق القانون بأقصى حدوده لعرقلة فرص المنطقة في الاستفادة من أشياء مثل خط الغاز العربي. في ظل إدارة الرئيس بايدن، لم نشهد بعد أي تطبيق حقيقي لقانون قيصر”.
وتابع: “أولئك الذين يطبّعون مع نظام الأسد هم متواطئون ومتواطئون في جرائم حرب الأسد”.
حراك دبلوماسي في أعقاب ضربة الزلزال
وحسب موقع “ميدل بيست آي“، تأتي جلسة الاستماع في الوقت الذي كانت فيه سوريا في خضمّ هجوم دبلوماسي في أعقاب زلزالين مميتين. بالإضافة إلى قرع طبول مستمر لزيارات وزير خارجية البلاد إلى عواصم المنطقة، سافر الأسد إلى عُمان والإمارات العربية المتحدة. ومع ذلك، يبدو أنّ دمشق قد تلقّت القليل من المكاسب الملموسة حتى الآن.
كما خفّفت الولايات المتحدة بعض العقوبات على سوريا لمدة 180 يومًا للمعاملات المتعلقة بجهود الإغاثة من الزلزال، لكن البلاد لم تكن قادرة على الاستفادة من جيرانها الغنيين بالطاقة والمستثمرين الإقليميين لبَدء تمويل إعادة الإعمار، والتي تقدّر الأمم المتحدة أنها ستكلّف نحو 250 مليار دولار.
وبينما تقود المملكة العربية السعودية آخر تحركات تطبيع العلاقات مع سوريا، التقى الأسد بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يومَ الثلاثاء.
صرّحت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا، بأنها تعارض التطبيع مع حكومة الأسد، واتخذت مؤخرًا نهجًا أكثر ليونة تجاه دول المنطقة التي تعمل على إعادة العلاقات مع دمشق.
وتأتي جلسة الاستماع في الكونجرس بعد عدة أسابيع من إعلان باربرا ليف، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية، أنه إذا أرادت الدول العربية التطبيع مع الأسد، فعليها الحصول على شيء منه.
وقالت: “إنهم يريدون تجربة المشاركة.. ومنهجنا في هذا الصدد هو أن نقول، ثم تأكد من حصولك على شيء مقابل هذه المشاركة”.
وأضافت: “أود أن أضع إنهاء تجارة الكبتاغون في المقدمة، إلى جانب القضايا الأخرى… التي تذهب لتقديم الإغاثة للشعب السوري من عقد القمع الرهيب الذي عانوه”.
ووصف حفّار القبور تصريحات ليف وتعليقات إدارة بايدن، بأنها “خيانة للشعب السوري”.