سفير في مهمة قذرة.. الإمارات تؤجج النزاع بالسودان وتدعم ميليشيا حميدتي

وطن– كشفت مصادر سودانية، معلوماتٍ خطيرة عن الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في تأجيج الصراع في السودان عبر دعمها لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وفي سلسلةٍ تغريدات عبر حسابه على موقع تويتر، روى المفكر السوداني تاج الدين عثمان، تفاصيل القصة، حيث نشر مقطع فيديو لآلاف السودانيين وهم يدوسون صور السفير الإماراتي في ولاية البحر الأحمر.

في بداية السرد، أثار عثمان عدة تساؤلات قائلاً: “كيف تسلل السفير حمد الجنيبي إلى بورتسودان رغم إغلاق حركة الملاحة بسبب الحرب ؟ و بدون تنسيق مسبق مع سلطات الإختصاص ؟ ولماذا تسعى الإمارات ابتداءً للنفوذ في شرق السودان القريب من جدة السعودية؟”

وأضاف، أنّ أهالي بورتسودان فوجئوا بوجود السفير الإماراتي في فندق كورال بعد إقامته وجبة إفطار فاخرة في شهر رمضان دعا إليها أكثر من 48 شخصية من المقربين للتوجه الإماراتي في الولاية وعدد آخر من الوجاهات، وعقب العشاء وتوزيع الهدايا تعجّب مراقبون من رغبته وإصراره على الذهاب إلى الخرطوم في ظل أجواء الحرب.

حرص السفير الإماراتي على إبلاغ المدعوّين لوجبة العشاء بأنّه كان في الخرطوم قبيل اندلاع الحرب وأنه يرغب بالعودة إليها، بينما كانت جهات محلية على علم بدخوله حديثاً عن طريق البحر، وهذا التناقض جعل السلطات تتحفظ على إقامته وتقيد حركته في فندق كورال حتى يتم معرفة ملابسات وصوله، وفق عثمان.

وتابع: “عودة السفير الإماراتي المفاجئة في هذه الظروف جعلت لجنة الأمن بولاية البحر الأحمر برئاسة الوالي فتح الله الحاج أحمد تعقد اجتماعاً مع السفير في فندق كورال للاستيضاح من عودته فأخبرهم أن له متابعة أعمال مع الرباعية لكنهم أبلغوه أن الرباعية قد انتهى عملها”.

وروى قائلاً: “يتردد أن السفير غادر الخرطوم قبل يومين من اندلاع الأحداث وقد كان على علم بأدقّ تفاصيل المخطط الحالي وقد أشرف على بعض الجوانب السياسية مع بعض قوى الحرية والتغيير وبعض من مجموعة الاتفاق الإطاري ورسم خطة لإضفاء صبغة شعبية على تمرد ميليشيات حميدتي في حال تم حسم الانقلاب سريعا”.

وقال تاج الدين: “الإمارات فوجئت بالتتالي العاصف للأحداث الأمر الذي دعاها لدفع السفير دفعاً الرجوع إلى الخرطوم بأي طريقة ولذلك سلك طريقاً وعراً عبر ميناء بورتسودان وكان يريد الخرطوم عبر الطريق البري لكن الأجهزة الأمنية أخطرته أنها لا تستطيع ضمان سلامته إن غامر بالسفر إلى الخرطوم براً”.

واستكمل: “هناك خبر متداول في الأوساط التجارية أنه عقد صفقة بطريقة غير مشروعة على اثنين ونصف طن من الذهب المهرب ودفع ثمنها نقداً على أن يتسلم الشحنة في الإمارات لكن وقع ماوقع !!”

وتابع: “يبقى السؤال المهم لماذا اختارت الإمارات ترسيخ نفوذها في بورتسودان ؟ مع الأخذ في الاعتبار أن البرهان لا يعارض صراحة نشاطها الذي بدأ منذ الانقلاب العسكري الأول وإنما كان يتنافس مع حميدتي في من يكون الوكيل المحلي للتعامل معها”.

واستطرد: “عندما بدأت الإمارات نشاطها في شرق السودان كانت تصمن ولاء حميدتي وكانت تعتمد كذلك نسبيا على عدم معارضة البرهان لمشاريعها ومنها عزم مجموعة موانئ أبو ظبي على إنشاء ميناء جديد شمال بورتسودان مباشرة مع منطقة حرة مصاحبة والسيطرة على سواحل السودان”.

وختم قائلاً: “إذا ما عرفنا أن شرق السودان يشكل أمنا قوميا للسعودية فهو لا يبعد سوى أقل من 300 كم عن جدة وموقعه الجيوسياسي يشكل أهمية أمنية واقتصادية لها ، فهل حرص الإمارات على هذه البقعة من أجل كسب النقاط لمنافسة أخرى غير معلنة ؟ وهل أهدافها ومن وراءها تتجاوز السودان بكثير ؟”

يُشار إلى أنّه قبل أيام، انتشر مقطع فيديو، على موقع تويتر، حقّق رواجاً كبيراً يُظهر العثور على ذخيرة إماراتية في منزل قائد قوات الدعم السريع في الخرطوم. وذلك بالتزامن مع أنباء هجوم لقوات الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، على منزل نائبه الذي بات يتمّ التعامل معه رسمياً على أنه قائد ميليشيا متمردة.

وشوهد في مقطع الفيديو، أحد الجنود وهو يصور الذخيرة التي تمّ العثور عليها منزل حميدتي بعد هروبه، وسمع صوت الجنود وهو يوضحون بيانات هذه الذخيرة التي تبين أنّها إماراتية.

بالتزامن مع ذلك، بثّ ناشطون صوراً قالوا إنها تُظهر أنّ صفحة حميدتي على موقع التواصل الاجتماعي تُدار من داخل دولة الإمارات، وهو ما اعتبروها تفضح الدور الذي تلعبه أبو ظبي في تأجيج الاقتتال في السودان.

موقف الإمارات الرسمي من الاقتتال في السودان

يُشار إلى أنّ دولة الإمارات كانت قد أصدرت بياناً عبر وزارة خارجيتها، مع بداية الاقتتال في السودان، وقالت: “تدعو دولة الإمارات كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار”.

وأضاف البيان: “تتابع سفارة دولة الإمارات لدى الخرطوم بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتؤكد على موقف دولة الإمارات الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية، وضرورة دعم الجهود الرامية إلى دعم العملية السياسية وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة”.

الإمارات متّهمَة بتأجيج الصراع

لكن في الوقت نفسه، اتهمت العديد من التقارير دولة الإمارات بأنها تساهم في تأجيج الاقتتال من خلال دعم حميدتي في محاولة لتمكينه سياسياً وعسكرياً. وذلك للاستفادة من مناجم الذهب التي يتحكم فيها، ومن ثم تحقيق عوائد كبيرة.

وتسيطر قوات الدعم السريع على منجم جبل عامر للذهب في دارفور، وعلى ثلاثة مناجم ذهب أخرى على الأقل في أجزاء أخرى من البلاد مثل جنوب كردفان، ما حوَّل حميدتي إلى أحد أغنى رجال السودان وجعله لاعبًا رئيسيًا على الساحة.

ويملك حميدتي شركة خاصة تسمى “الجنيد” وهي شركة تعدين وتجارة يقودها شقيقه عبد الرحيم دقلو، في حين يرأس حميدتي نفسه رئاسة مجلس إدارتها، وقد أظهرت وثائق حصلت عليها منظومة “جلوبال ويتنس”، وهي منظمة غير حكومية لمكافحة الفساد، أنّ حميدتي ورجال شركته يحتفظون بحساب بنكي باسمهم في بنك أبو ظبي الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة.

والإمارات تعدّ أكبر مستورد للذهب السوداني في العالم، حيث تُظهر بيانات منظمة التجارة العالمية لعام 2018 أنها استوردت 99.2% من صادرات البلاد من الذهب، وأنها تعاقدت مع قوات الدعم السريع للقتال في اليمن وليبيا، حيث قدّمت الأموال إلى قوات حميدتي.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث