فيديو هروب عمر البشير من سجن كوبر وضجة في السودان.. ما القصة؟
وطن- في معلوماتٍ متضاربة، أفادت وسائل إعلام سودانية بأنّ الرئيس السوداني السابق عمر البشير، تمكّن من الفرار من “سجن كوبر” رفقة مساجين آخرين، حيث يقضي عقوبة السجن مع عدد من رموز النظام السابق، بينما نفت تقارير أخرى هذه الأنباء.
هروب عمر البشير من سجن كوبر.. ما القصة؟
وجاء ذلك بعد تعرّض سجن كوبر، لهجومٍ في ظلّ الاشتباكات الدائرة منذ أكثر من أسبوع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتداول نشطاء سودانيون مقاطعَ فيديو لعشرات المساجين وهم يفرّون من داخل سجن كوبر الذي يقع شمالي الخرطوم.
وظهر في أحد المقاطع عددٌ منهم وهم يحملون حقائب ويمشون في ممرٍّ أمام أحد الأبنية.
https://twitter.com/AlArabiya/status/1650142523795415042?s=20
ورغم أنّ وكالة الأناضول التركية، نقلت عن وسائل إعلام سودانية محلية خبرَ هروب الرئيس السوداني السابق عمر البشير من سجن كوبر.
فإنّ الأنباء عن هروب عمر البشير، لم تؤكّدْها أو تنفِها أيّ مصادر رسمية حتى الآن، سواء من الجيش السوداني، أو من قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.
https://twitter.com/alaraby_ar/status/1650158304662806528?s=20
وكانت الهجمات قد تكرّرت، اليوم الأحد، على السجن الشهير الذي يضمّ قادة بارزين إبان حكم البشير، ومن ضمنهم الرئيس المعزول نفسه.
وصدّ الجيش السوداني هجوماً لقوات الدعم السريع على “سجن كوبر” في الخرطوم بحري، حسبما أفادت به مصادر “سكاي نيوز عربية”، السبت.
وقالت المصادر، إنّ الهجوم كان يهدف على ما يبدو إلى تحرير قادة نظام الرئيس السابق عمر البشير من السجن.
وقال موقع “سكاي نيوز” إنّ 7 آلاف سجين، من بينهم عدد كبير من المنتظرين المحكومين بالإعدام، وجدوا أنفسهم خارج السجن، بعد أن اقتحمت قوة مسلحة سجناً رئيسياً في منطقة الهدى في أم درمان غرب الخرطوم، وأخذت معها 28 من ضباط جهاز الأمن الذين كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام في جريمة قتل المعلم أحمد الخير داخل معتقله، خلال الحراك الذي أطاح بنظام عمر البشير في أبريل 2019.
وأرسل الجيش تعزيزات جديدة إلى السجن لحمايته من هجمات قوات الدعم السريع، مع نهاية الأسبوع الأول من المعارك بين الطرفين.
أنباء هروب عمر البشير من محبسه في سجن كوبر شديد الحراسة، أثارت كثيراً من التساؤلات حول حقيقة تلك الأنباء.
خصوصًا وأنها ليست المرة الأولى التي تتردد فيها أنباء عن هروب البشير، كما جرت محاولات عدة من قبل لاقتحام السجن وتهريبه هو وكبار مساعديه المحتجَزين معه في السجن نفسه.
مصادر تنفي هروب عمر البشير
هذا ونفت مصادر لقناة الحدث، ما تمّ تداولُه عن هروب الرئيس السوداني السابق عمر البشير من سجن كوبر، مؤكّدةً وجودَ البشير بمستشفى «السلاح الطبي».
وحسب مصادر الحدث، يتواجد البشير وبكري حسن صالح و2 آخران بمستشفى السلاح الطبي في أم درمان بالسودان.
وأكد حزب الأمة القومي لـ«الحدث»، أن فرار السجناء قد يفتح باب الجريمة المنظمة والإرهاب على السودان، ونتخوف من تداعيات فرار سجناء خطيرين على السودان وعلى المنطقة، والأوضاع الصحية والإنسانية تنذر بكارثة وشيكة.
اتهامات متبادَلة
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اللذان يتقاتلان في الخرطوم لليوم الثامن على التوالي؛ الاتهاماتِ حول عملية اقتحام السجن، الذي يعتبر أحد أكبر السجون في السودان.
وكان من بين المسجونين محمد توباك، الذي يحاكم في قضية قتل ضابط برتبة عميد في الشرطة السودانية.
لكن توباك فاجأ الرأي العام بظهوره في مقطع فيديو، السبت، قال فيه إنّ “المسجونين أُجبروا على الخروج”، مؤكّداً “استعداده للعودة إلى السجن وتسليم نفسه، متى ما توفرت الظروف الأمنية المناسبة، لأنه واثق من براءته”.
https://twitter.com/6a7a_hussein/status/1649733776661008384?s=20
عمر البشير أطاح به انقلابٌ عسكريٌّ بعد احتجاجات شعبية
والبشير، الذي أطيح به عشيّةَ العاشر من نيسان/أبريل عام 2019 في انقلاب عسكري بعد أشهر من الاحتجاجات، يقضي مع نائبه بكري حسن صالح، ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، إلى جانب قيادات المؤتمر الشعبي، علي الحاج وإبراهيم السنوسي وآخرين، عقوبةَ السجن داخل سجن كوبر.
ويمثل البشير، و15 من ضباط القوات المسلحة و8 مدنيين أمام محكمة خاصة في مواجهة اتهامات تصل عقوبتها للإعدام.
هذا وقد شهدت سجون أخرى حوادث مشابهة من هجمات وفرار معتقلين خلال الاشتباكات الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش منذ الأسبوع الماضي، ومنها فرار عدد من نزلاء سجن “سوبا” جنوب العاصمة، بعد إطلاقهم من قبل قوات الدعم السريع.
سجن كوبر
وسجن كوبر هو من أقدم السجون في السودان، يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1903، حيث شيّده الإنجليز في فترة احتلالهم للبلاد، وأطلق عليه اسم كوبر نسبة للجنرال الإنجليزي كوبر الذي تولى مهامّ إدارة السجن.
ويمتدّ هذا السجن على مساحة خمسة آلاف متر مربع تقريبًا، في مدينة الخرطوم بحري، ويضم 14 قسمًا، من بينها قسم مخصص للمدانين بأحكام إعدام، وثانٍ لأصحاب السوابق، وثالث لذوي الأحكام الطويلة والقصيرة، ورابع للسجناء السياسيين.
ويضمّ السجن نحو 4 آلاف نزيل خلف جدرانه، وبعد الاستقلال تولّى إدارة السجن أول مدير سوداني الحكمدار مصطفى سعيد في الفترة من 1935 إلى 1954، ثم تغير اسم الحكمدار إلى عميد السجن.