تشمل 8 دول.. فاغنر أنشأت “كونفدرالية إفريقية” للسيطرة على القارة وتسريبات خطيرة
الوثائق المسربة أكدت على نجاح فاغنر في الحصول على موطئ قدم إستراتيجي في 8 دول إفريقية على الأقل
وطن- كشفت وثائق استخباراتية أمريكية مُسرّبة، عن الدور المتنامي لمجموعة مرتزقة “فاغنر” الروسية، المقرّبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إفريقيا.
وتحدّثت الوثائق عن توجّه فاغنر نحو إنشاء “كونفيدرالية” إفريقية تضمّ بلداناً معادية للغرب، مُعتمِدةً في ذلك على عوامل عدة لعل أهمّها الكُره المتصاعد لشعوب القارة نحو الغرب، وأيضاً الدعم الكبير الذي تحظى به المجموعة من قبل الكرملين.
فاغنر الروسية أنشأت كونفدرالية دول أفريقية معادية للغرب
وبحسب الوثائق، التي اطّلعت عليها صحيفة “واشنطن بوست“، فإنّ فاغنر نجحت بالفعل في إنشاء “كونفدرالية” من الدول المعادية للغرب في أفريقيا، في وقتٍ يقوم فيه مرتزقتها بإثارة عدم الاستقرار واستخدام القوى شبه العسكرية وقدرات التضليل الإعلامي لتقوية حلفاء موسكو.
وتأتي خطة فاغنر، بحسب الصحيفة، بعد أن حصلت على موطئ قدم إستراتيجي في 8 دول إفريقية على الأقل، من بين 13 دولة كانت تنشط فيها.
وأوضحت الواشنطن بوست أنّ الوثائق المسرّبة تشير إلى أنّ مرتزقة فاغنر يعملون على إذكاء الصراعات في بعض الدول الإفريقية، مستخدمين في ذلك إمكاناتهم العسكرية، من خلال استعانتها بنشر المعلومات الكاذبة لتقوية شوكة حلفاء موسكو في القارة السمراء، بالإضافة إلى استغلالهم تلاشي النفوذ الأمريكي.
وذكرت ذات الصحيفة، أنّ التوسّع السريع للنفوذ الروسي في القارة السمراء شكّل مصدر قلق لمسؤولي الاستخبارات والجيش بالولايات المتحدة، ودفعهم للبحث عن سبل لضرب شبكات قواعد فاغنر العسكرية وواجهاتها الاقتصادية، مستخدمين في ذلك العقوبات الاقتصادية والضربات العسكرية.
ووفقاً للصحيفة، فإنّ وسائل الولايات المتحدة لضرب فاغنر تلك لم تلحق أضراراً تُذكر بالمجموعة الروسية على مدى السنوات الستة الماضية.
فاغنر تعزّز تواجدها في أفريقيا
كشفت الوثائق أنّ فاغنر -التي يقودها يفغيني بريغوجين، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين– حصلت على موطئ قدمٍ إستراتيجي في 8 دول إفريقية على الأقل، من بين 13 دولة كانت تنشط فيها.
ويرى المسؤولون الأمريكيون في توسّع فاغنر العالمي نقطة ضعف، نظراً لانشغال زعيمها بريغوجين بالصراع الداخلي الدائر في الكرملين، بشأن تورّط المجموعة شبه العسكرية في الحرب الروسية بأوكرانيا، بحسب الصحيفة.
الولايات المتحدة تعمل على تحجيم دور فاغنر
ذكرت الصحيفة أنّ إحدى الوثائق المسرّبة، تضمّنت نحو 12 خياراً عملياً يمكن تبنيها كجزء من جهود الولايات المتحدة وحلفائها المنسّقة الرامية للحدّ من صعود فاغنر.
كما تضمّ مقترحاتٍ بتوفير معلومات من شأنها مساعدة القوات الأوكرانية على استهداف وقتل قادة فاغنر، وتشير لاستعداد دول أخرى حليفة لأمريكا لاتخاذ إجراءات مماثلة ضد قاعدة فاغنر في إفريقيا.
وعلى الرغم من تلك الجهود، توضّح الصحيفة أنّ الوثائق لا يوجد فيها ما يشير إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أو البنتاغون أو استخبارات الدول الحليفة لواشنطن قد ألحقت أضراراً تُذكر بالمجموعة الروسية.
كما تقول إنّ الضربة العسكرية المباشرة الناجحة الوحيدة المذكورة في الوثائق السرية المسربة، هي “هجوم ناجح في ليبيا لم يتبنّه أحد، أدى إلى تدمير طائرة لوجستية تابعة لشركة فاغنر”، ولم تذكر الوثائق تفاصيل أخرى عن الضربة أو سبب استهداف تلك الطائرة.
كما أبرز تقرير الصحيفة الأمريكية، أنّ أهم استهداف أمريكي لمرتزقة فاغنر كان في سوريا، قرب دير الزور في فبراير/شباط 2018، عندما شنّ الجيش الأمريكي غارات أسفرت عن مقتل المئات من مقاتلي المجموعة الروسية الذين كانوا يتمركزون في تلك المنطقة.
مصادر تمويل فاغنر
وفقاً لإحدى الوثائق المسربة، فإن “فاغنر” تستخرج موارد كالنفط والذهب واليورانيوم وغيرها من جمهورية أفريقيا الوسطى، وليبيا والسودان.
وفي تقريرٍ آخر خصّصته لدور “فاغنر” وروسيا في الاشتباكات الجارية في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”قوات الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قالت “واشنطن بوست” بناءً على الوثائق المسربة، إنّ المجموعة الروسية أمدّت القوات الأمنية بالمعدات ووفّرت لها التدريب، وقدّمت المشورة للقادة الحكوميين، وقادت حملات إعلامية. وخلصت الصحيفة الأميركية إلى أن موسكو لديها كثير مما تخسره إذا وفّرت الدعم للجهة الخطأ في إطار الاشتباكات الدائرة.
وكانت شبكة “سي ان ان CNN” وصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركيتان، قد تطرّقتا إلى الدور الذي تلعبه “فاغنر” في دعم “قوات الدعم السريع” في حربها ضد الجيش في السودان.