لما يجب عليك التوقف عن شرب القهوة لمدة أسبوع كل شهر؟
شارك الموضوع:
وطن– لطالما اعتُرف بآثار القهوة المحفّزة والمُنشّطة، ما جعلها المشروب المفضّل للراغبين في زيادة وتحسين إنتاجيتهم في العمل. ومع ذلك، فإنّ الاستهلاك المفرط والمنتظم للقهوة سيقلل من آثار الكافيين، ما يؤدي إلى تأثير عكسيّ على طول المدى.
وعلى الرغم من أنّه كلَّ صباح نستيقظ على أمل أن يَذهب عنا الكسل من خلال شرب فنجان من القهوة، فإنّ الخبراء لا يتفقون بشأن تأثير القهوة على يقظتنا وكفاءتنا، بحسب تقرير نشرته مجلة “ماري كلار” الفرنسية.
وفي الواقع، عندما يذكر بعض الخبراء الفوائد العديدة للكافيين على انتباهنا وتركيزنا، يشير بعضهم الآخر إلى آثاره العديدة غير المرغوب فيها على يقظتنا، خاصة على المدى الطويل. إذًا، لسائل أن يسأل، هل نحتاج حقًا إلى القهوة لزيادة إنتاجيتنا؟
تعزّز القهوة الإنتاجية، ولكن على المدى القصير
وفقًا لأستاذ علم النفس روبرت تي مولر، فإن البحث العلمي يتناقض مع بعضه بشأن تأثير القهوة على إنتاجيتنا. وبينما هناك بعض الدراسات الإيجابية حول تأثيرات القهوة على اليقظة، فإن هناك بحوثاً أخرى تدحضها.
كما قال روبرت تي مولر: “إذا كنت تنام الساعات الكافية في اليوم، فيمكن للكافيين أن يجعلك أكثر إنتاجية في العمل. بينما، إذا كنت تعاني من قلة النوم، فسيكون للكافيين تأثير معاكس”.
لأنّ الكافيين لا يزيد من انتباهك بشكل مباشر. إنه يعطّل فقط الأداء الطبيعي لجسمك. وعلى الرغم من أنّ الكافيين يمكن أن يزيد الإنتاجية على المدى القصير، فإنّ الاستهلاك المنتظم للكافيين يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الإنتاجية على المدى الطويل. وبحسب ما قاله زكاري ألتي، المعالج النفسي، إنّ “الجسم يقوم بتنظيم الطاقة بشكل جيّد، والكافيين يعطّل هذا النظام”.
ووفق ترجمة “وطن“، فإنّ الاستهلاك المُفرط والمنتظم للكافيين سيقلّل من التأثيرات المرغوبة للقهوة على المدى الطويل. كما أوضحت فايزة بوسي، المتخصّصة في التغذية في مقال عن تأثيرات القهوة على الجسم: “آلياته المعقدة ليست معروفة بعد، لأنها تعمل على مستقبلات الأدينوزين“.
وبالفعل، من خلال البحث في وظيفة الأدينوزين، تبيّن أنّ القهوة تُصبح ذات نتائج عكسية في عملية إيقاظنا.
الامتناع عن شرب قهوة لمدة أسبوع واحد في الشهر يحسّن من الإنتاجية
في الواقع، الأدينوزين هو ناقل عصبي يلعب دورًا أساسيًا في بداية النوم وكذلك في اليقظة؛ حيث يساعد تراكمه خلال النهار على النوم، بينما يتمّ التخلص من الناقل العصبي في أثناء الليل للسماح لنا بالاستيقاظ في الصباح الباكر. ثم يبدأ الأدينوزين دورته مرة أخرى، ويربط نفسه بمستقبلاته في بداية اليوم ليجعلنا نشعر أكثر فأكثر بالنعاس مع مرور الوقت.
لكن القهوة ستمنع هذا التثبيت، وسنشعر بعد ذلك بحالة من اليقظة والاستيقاظ التام، لكن سيكون ذلك على المدى القصير فقط. لأن دماغنا سيجد طرقًا أخرى لإرهاقنا: عن طريق إنشاء المزيد من مستقبلات الأدينوزين. وبالتالي، يصبح شرب المزيد من القهوة ضروريًا لإيقاظك نظرًا لوجود المزيد من المستقبلات التي يجب تنشيطها، وإذا قلّلت من استهلاكك، فسيكون الانخفاض صعبًا، نظرًا لجميع أجهزة الاستقبال.
ولحسن الحظ، هناك طريقة بسيطة وفعالة لعلاج إدمان الكافيين: التوقف عن شرب القهوة لمدة سبعة أيام، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2012 أن التغيرات في مستقبلات الأدينوزين تنعكس بعد أسبوع، لذا فإن سر استعادة التأثيرات المعززة للشراب هو التوقف عن تناول القهوة لمدة أسبوع كلّ شهر.
كيف يمكنك التخلي عن شرب القهوة لمدة أسبوع؟
في الحقيقة، يصعب على كثيرين النهوض من الفراش والعمل دون شرب قهوتهم لعدة أيام في الشهر. لذا فإن الخطوة الأولى التي تساعدك على ذلك؛ هي تقليل استهلاك القهوة تدريجيًا. وبالتالي، ستزيد من إنتاجيتك وتحمي جسمك (إذا كنت من الذين يشربونها بكثرة).
يُذكر أنه في عام 2015، حذرت الصحة الفرنسية-INSERM من مخاطر الإفراط في استهلاك القهوة على صحتنا؛ فشرب أكثر من 400 ملليغرام من الكافيين يوميًا (أي 4 إسبريسو) سيكون ضارًا للجسم. وأوضحت في بيان: “يُعتقد أن الكافيين الذي يتم تناوله بجرعات عالية له علاقة باضطرابات القلب والأوعية الدموية ومشاكل الجهاز العصبي المركزي (النوم والقلق…)”.
ثمّ يُنصح بالامتناع عن تناول المشروب الأسود لمدة أسبوع كل شهر. على سبيل المثال، كل أسبوع في بداية الشهر. لهذا، يمكنك استبدال مشروبك المفضل بالمشروبات التي تحتوي على مكونات نباتية. وأوضحت أخصائية التغذية ألكسندرا مورسييه، في مقال يشرح ما يحدث في الجسم عندما تتوقف عن شرب القهوة، أن الشاي يمكن أن يعطي دفعة ولو قليلة، بالإضافة إلى أنه غني بمضادات الأكسدة، وهو مفيد لصحتك”.
ووفقًا للمجلّة، هناك نصيحة أخرى تساعدك على التخلص من القهوة، إذ يمكن التمتّع بفترات من تأمل أو رياضة أو استراحة شاي، بالإضافة إلى رائحة الشوكولاتة الساخنة أو شاي الأعشاب المنكّه.
ويخلص الخبير إلى أنه إذا كنت ترغب في زيادة إنتاجيتك، فإن “روتين النوم والتغذية والتمارين الرياضية يوفر أكبر إمكانات لتحسينها”.