وطن – ادعى إسرائيلي تمكنه من دخول الأراضي العمانية وقيامه بزيارة عدد من مناطقها عبر توثيق زيارته في مقطع فيديو متداول، ليتبين لاحقا أن المعني بالأمر زار منطقة عمانية لكنها لا ترتبط جغرافيا بالحدود المعروفة للسلطنة.
إسرائيلي يفجر غضب العمانيين ويثير جدلا
زعم ناشط إسرائيلي يُدعى “عيدان رونان” أنه زار سلطنة عمان بجواز سفره الإسرائيلي. وقد شارك مقطع فيديو بينما كان واقفا من أمام أحد الأبراج التاريخية الذي كان يحمل علم السلطنة وعلى جدراه صورة كبيرة للسلطان هيثم بن طارق.
https://twitter.com/Idan_Ronen/status/1651545926089965570?s=20
تباهى الإسرائيلي، عيدان، برحلته عبر توثيقها في مقطع فيديو وصور تداولها الكثيرون، ليتبين لاحقا أن مزاعمه غير صحيحة، أو على الأقل في جانب كبير منها هي كذلك.
حيث نشر حساب “عمانيون ضد التطبيع” في “تويتر” توضيحا حول الحادثة، قال فيه أنه صحيح أن الإسرائيلي على أرض عمانية لكنه ليس داخل الحدود العمانية المتعارف عليها من الجميع، إنما هو في ولاية مدحاء الواقعة على الأراضي الإماراتية.
https://twitter.com/OmaPalestine/status/1651609163112361985?s=20
ومعلوم أن ولاية “مدحاء” هي إحدى الولايات التابعة لمحافظة مسندم في سلطنة عمان، وهي جيب خارجي تحيط بها دولة الإمارات من كل الجهات.
لا حدود بين مدحاء العمانية والأراضي الإماراتية
تقع مدحاء بين سلاسل جبلية ومحاطة بإمارات الشارقة والفجيرة ورأس الخيمة – سكانها نحو 3 آلاف – يصلها بالإمارات عدة مراكز حدودية ويفصلها من المناطق الأخرى سياج حدودي.
تقع هذه الولاية على الطريق المؤدي من مدينة خورفكان التابعة لإمارة الشارقة إلى إمارة الفجيرة (تتبعان دولة الإمارات).
https://twitter.com/YasserAlJardani/status/1651594289632231428?s=20
وحسب ما ذكرت صفحة عمانيون ضد التطبيع، فإنه “لايوجد حدود بين ولاية مدحاء العمانية وباقي المناطق الإمارتية، وهي الثغرة القانونية التي على الأرجح لجأ إليها الإسرائيلي للتظاهر بأنه استطاع دخول الأراضي العمانية بجواز سفر إسرائيلي”.
ويشار هنا إلى أن الإمارات العربية المتحدة، التي طبعت علاقاتها رسميا عام 2020 مع إسرائيل، تسمح لزائريها من الإسرئيليين بدخول أراضيها بكل حرية وبجوازت سفر إسرائيلية.
هل طبعت سلطنة عمان مع إسرائيل؟
تماشيًا مع موقف جامعة الدول العربية من إسرائيل، فإن سلطنة عمان لا تعترف رسميًا بدولة إسرائيل، رغم التوجهات التي أبداها السلطان الراحل، قابوس بن سعيد.
حيث استقبل سلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد في أكتوبر/تشرين الأول 2018 في العاصمة مسقط، رئيس الوزراء آنذاك الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك رغم أن السلطنة لا تربطها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب.
وعقب توقيع الإمارات والبحرين في منتصف سبتمبر/أيلول 2020 اتفاق التطبيع مع إسرائيل رحبت سلطنة عمان بالأمر، وقالت إنه يندرج ضمن الحقوق السيادية للبلدين الخليجيين، وعبرت مسقط عن أملها في أن يكون ذلك “رافدا لتحقيق السلام”.
وفي الواقع، فإن موقف سلطنة عمان من التطبيع مع إسرائيل متذبذب بالنسبة للكثير من المراقبين وأنه مرتبط بعديد العوامل والمؤثرات الداخلية والتطورات الخارجية.
ففي خطوة مفاجئة، فاجأ قرار من مجلس الشورى العماني، مطلع العام الجاري، الدولة العبرية بالمطالبة بتغليظ أشكال المقاطعة وتجريم إقامة علاقات معها.
لكن وفي أواخر فبراير/شباط الماضي، أعلنت السلطنة فتح مجالها الجوي للطائرات الإسرائيلية رغم عدم اعترافها بالدولة العبرية، في خطوة أثارت الكثير من الانتقادات الداخلية حينها.