فيديو صادم وكارثي لتعذيب ليبيين على يد أفارقة في “الزاوية”

وطن– اجتاحت مدينة “الزاوية” الليبية حالةً من الغضب الشعبي ضد المليشيات المسلحة التي تسيطر على المدينة، بعد انتشار فيديو صادم يظهر مجموعة من الشباب الليبيين وهم يتعرضون للتعذيب على يد مهاجرين أفارقة داخل مقرّ إحدى الميليشيات المسلّحة.

تعذيب ليبيين على يد أفارقة في الزاوية

وظهر في المقطع المصوّر مجموعة من الشباب الليبيين يتعرّضون لضرب مبرح وتعنيف وسبّ وشتم بأبشع الألفاظ. وذلك بعد تكبيلهم وتجريدهم من ملابسهم على أيدي آخرين يتكلمون لهجات إفريقية، تحت حماية وقيادة إحدى الميليشيات المسلحة بمدينة الزاوية التي يبدو أنّها استخدمتهم لتعذيب أبناء البلد، بينما لم يتبيّن الغرضُ من احتجازهم وتعذيبهم.

ما أدى لحالة احتقان واحتجاجات عارمة في مدينة الزاوية غرب ليبيا، تمّ على إثرها إغلاق مداخل المدينة والطريق الساحلي وميدان الشهداء.

وخرج العشرات من أبناء المدينة إلى الشوارع، للتنديد بسيطرة وسطوة الميليشيات المسلحة وارتفاع معدلات الجريمة، ورفعوا شعارات تطالب بتطهير المدينة من المجرمين وضبط الأمن، مردّدينَ عبارات: “يا شباب الزاوية نبو ليلة ضاوية”.

كما أغلقوا عدداً من الطرقات والبوابات المؤدية إلى المدينة ومنها بوابة الصمود في المدخل الشرقي للمدينة، بينما تجمّع المئات وسط الساحات، مطالبينَ الأجهزة الأمنية بالقبض على المجرمين الذي ظهروا في فيديو التعذيب.

وأعلن اتحاد طلبة جامعة الزاوية عبر “فيسبوك” إيقافَ الدراسة في جميع الكليات بَدءاً من اليوم الخميس.

ونقلت صفحات ليبية على مواقع التواصل الاجتماعي عن نائب رئيس الحكماء وأعيان الزاوية جمعة الجيلاني قولَه، إنّ حراك الشباب في مدينة الزاوية مستمر احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية والأمنية بالمدينة، وبسبب انتشار تجارة المخدرات وبيع الوقود على قارعة الطريق.

وأعادت وزارة الاقتصاد والتجارة بحكومة الدبيبة مُنتهية الصلاحية، نشرَ قرار محمد الحويج، بمنع الأجانب من ممارسة أي نشاط بيع وشراء سواء بشكل مباشر أو بالنيابة في ليبيا.

كذلك أثارت المقاطع المتداوَلة، استياءَ الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت المدونة نادية بن عامر: “انتشار مقطع فيديو عبر التواصل والذي يؤكد انتهاكا صارخا لمواطنين ليبيين من مدينة الزاوية بالغرب الليبي من تعذيب الليبيين بطريقة مؤلمة جدا من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين تحتضنهم المدن الليبية شرقا وغربا، هي مؤامرة لدعم الهجرة غير الشرعية والتغير الديموغرافي السريع للدولة الليبية”.

كما دعت السلطات الأمنية إلى التحرّك لترحيل المهاجرين من الأراضي الليبية، بعد أن أصبح تواجدهم يشكّل خطراً على الأسر الليبية، وفق زعمها.

بينما تساءل ناشط آخر في تدوينة قائلاً: “هل من المعقول أن يتم تعذيب شباب أحرار من مدينة الزاوية على يد أفارقة، ثم يتباهون بذلك ويرسلون المقاطع لبعضهم؟ فأين رجال الزاوية وأبناؤها حتى يضعوا حدّا لهذه المهزلة؟”.

وكشف طلال محمد، عن أنّ الفيديو الذي عُرض ويتمّ فيه تعذيب شباب من الزاوية عن طريق مرتزقة أفارقة، كان في مقرّ كتيبة معمر الضاوي.

وأضاف أنّ “العصابة تحتمي بوزير داخلية حكومة باشاغا بو زريبة”.

واقعة سابقة مشابهة

وكانت مديرية أمن “تاجوراء” في ليبيا أعلنت في آذار الماضي، القبضَ على 15 شخصاً من الجنسية التشادية، بتهمة خطف وتعذيب ليبيين مُكبّلين وضربهما ضرباً مبرحاً من قبل هؤلاء الأفارقة، مؤكّدةً أنّه ستتم إحالتهم للنيابة العامة لاستكمال باقي الإجراءات القانونية اللازمة، وفقاً لما نقلت وسائل إعلام ليبية.

وتداول ليبيون آنذاك مقطعَ فيديو يظهر فيه شابان ليبيان ملقيان على الأرض وهما يتعرّضان لضرب مبرح وتعنيف وسبّ وشتم بأبشع الألفاظ.

وذلك بعد تكبيلهما وتجريدهما من ملابسهما على أيدي عصابة أجنبية تتكلم لهجة إفريقية، بينما لم يتبيّن الغرض من احتجازهما وتعذيبهما.

ونقلت وسائل الإعلام الليبية وقتَها عن بيان لمكتب المباحث الجنائية بتاجوراء، جاء فيه أنّه تمّ تحديد مكان المتهمين واتضح أنهم عمال وافدون من الجنسية التشادية، وعددهم 15 تشاديًا.

وأضاف المصدر: “تمّ القبض عليهم جميعاً، وتم إحضار الشبان الذين تم تصويرهم وتعرفوا على الأفارقة ومعهم شخص ليبي هرب ويجري البحث عنه”.

يشار إلى أنّ مدينة “الزاوية” تعتبر من أكثر المدن الليبية تواجداً للميليشيات المسلّحة، التي تسيطر على مناطق النفوذ ومراكز القوّة، خاصة خطوط تهريب الوقود والمهاجرين غير الشرعيين.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث